قمة المناخ ومناخ غزّة
في خضم حملة القصف المدمرة وانهيار الهدنة الهشّة في غزّة، يظل السؤال الملحّ قائماً: ماذا يفعل زعماء العالم في مواجهة هذه الوحشية؟ والصادم هو أنّ الجواب يكمن في حضورهم قمة المناخ في الإمارات، ووقوفهم جنباً إلى جنب مع الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ.
وبينما تتحمّل غزّة، أرض الصمود والفخر، وطأة عدوان لا يرحم، يبدو أنّ المجتمع الدولي موجود في عالم مواز، منهمك في المناقشات حول تغيّر المناخ. ولكن ماذا عن مناخ غزّة، حيث رائحة الدم تعبق في كلّ زقاق، معلنة ارتفاع الشهداء ووحشية القتل بلا معنى؟
والسؤال الواضح الذي يحتاج إلى إجابة هو ما إذا كانت قمة المناخ لها الأسبقية على سكان غزّة ومعاناتهم العميقة. وهل البحث عن حلول بيئية أكثر إلحاحًا من التصدّي للعدوان الغاشم الذي دمّر أراضي غزة وشعبها؟ وإلى المنظمين والحاضرين في قمة المناخ: ماذا عن مناخ غزّة؟
هل البحث عن حلول بيئية أكثر إلحاحًا من التصدّي للعدوان الغاشم الذي دمّر أراضي غزة وشعبها؟
شهد صباح يوم الجمعة الماضي انتهاك الهدنة، حيث شنّ الاحتلال الصهيوني هجومًا متجدّدًا على الأبرياء في غزّة. إنها ليست حربًا ضد المقاومة؛ بل إنّها حرب ضد الإنسانية، ضد الأطفال، ضد النساء، ضد المسنين. إنّ عدوان الاحتلال الصهيوني لا يستهدف المقاتلين بل يستهدف المدنيين الأبرياء، مما يمثل انتهاكًا صارخًا لمبادئ الإنسانية.
إنّ غزة لا تتعرّض لحرب عادية، بل تتعرّض لابادة جماعية. ما يقوم به الاحتلال الصهيوني اليوم هو تطهير عرقي. أليس من الواجب على كافة دول العالم أنّ تدافع عن غزّة في وجه هذا العدوان الوحشي؟ أليس ما تتعرّض له غزة من قبل الاحتلال الصهيوني الذي لا يرحم هو جريمة بشعة؟
على كافة سكان دول العالم أن يرفعوا أصوتهم وينشروا الحقيقة: إنّ الأرض هي أرض فلسطين، وعاصمتها القدس. وما يحدث اليوم في غزّة ليس صراعًا عاديًا، بل هو إبادة جماعية تجاه المدنيين الأبرياء. فأقل ما يجب علينا فعله هو أن لا نصمت في وجه هذا الظلم والعدوان الوحشي. شارك، تحدث، ولا تستسلم، فلا استسلام ولا راحة لنا حتى تتحرّر أرضهم ويتوقف هذا العدوان الوحشي.