دبكات لعيون حافظ الأسد
قال الأستاذ كمال: بصراحة يا شبابْ.. نحن نسينا نحكي عن فترة مهمة كتيرْ، قصدي الفترة المتعلقة بترشيح الرفيق المناضل حافييظ الأسد لفترة رئاسية مدتْها سبعْ سنوات. اللي بيدخل لمجلسنا فجأةً وبيسمع الشي اللي حكيناه بيعتقد أنو الطرفين الرئيسيين في العملية الانتخابية السورية هني القيادة القطرية اللي بتقرر ترشيح حافيظ، ومجلس الشعب اللي بيصادق على قرار القيادة القطرية ويحيلُه للاستفتاء الشعبي. أنا بشوف أنو أعضاء القيادة القطرية ومجلس الشعب لما بيكون المزاد حامي ما بتسوى قيمتهم في هالمجال نص فرنك مبخوش. أصلاً حافييظ كان عامل مجلس الشعب متل سلة مهملات للسلطة تبعو، يعني، لما بيكون في شخص مستلم موقع في السلطة، وزير، أو رئيس منظمة شعبية، أو مدير عام مؤسسة كبرى، وبعدما تطلع ريحة هالمسؤول بالفساد والرشاوى والاختلاس، بيقول حافييظ لأركان حربو: الرفيق فلان كان معنا مظبوط، ولا بعمرو خَرْبَطْ، وأنا شايف أنو مانها كيسة نرميه، أو نبعتُه ع البيت ونخليه يتفرغ لحب الوطن. حطوه في مجلس الشعب وخلصونا منه. والشباب بيتلقفوا الأمر وبيعملوه عضو في مجلس الشعب.
قال أبو جهاد: إذا القيادة القطرية ومجلس الشعب مالُنْ قيمة، متلما عم تقول، مين لكان اللي إلو قيمة؟
قال الأستاذ كمال: في الأنظمة الشمولية، وخاصة نظام حافييظ، بتكون الأهمية الوحيدة لرأس السلطة. وبما أن الطرف الوحيد اللي بيعطي المشروعية للديكتاتور هوي الشعب، فبيكون الطرف المهم التاني في المعادلة هو الشعب، وخاصة في هالفترة. وبعدما تنتهي الانتخابات على الفور بيبلش الديكتاتور يلعن سنسفيل الشعب كالمعتاد.
قال أبو الجود: يا أستاذ كمال أنت حكيت عن فترة مهمة كتير بعد الترشيح. بعدين صرت تحكي بغير شي، حتى خليتنا نضيع.
قال الأستاذ كمال: معك حق يا أبو الجود. أنا بقصد لما القيادة القطرية بترشح حافييظ الأسد، مين قال أنو حافيييظ راح يوافق؟ بركي هالرجل، بعدما اشتغل بالحكم سنين طويلة تعب ومَلّْ وقال أنا بطلت صير رئيس؟!
ضحك الحاضرون وقال أبو الجود: معك حق، هوي في الأساس ما كان بدو يصير رئيس، بس الشباب أحرجوه من كتر ما صاحوا حافظ حافظ.. و(قود السفينة يا معلم)، وأجا محمد مهدي الجواهري من العراق ليقلو يا حافظَ العهد.. وبالأخير الزلمة وافق. بعدين حافيظ مريض، وممنوع ياكل حلاوة لأنو مصاب بالسكري. مو متلي أنا اللي باكل كيلو كنافة ع الواقف.
قال الأستاذ كمال: هون بقى فينا نحكي عن دور الجماهير الكادحة اللي بتعشق حافظ في العملية الانتخابية. ومنبدا من الأول. لما بتكون القيادة القطرية مجتمعة بتلاقي الجماهير الكادحة عايشة على أعصابها، وخايفة ما ترتكب القيادة القطرية حماقة أو (جحشنة) وترشح حدا تاني، فلما بينتهي الاجتماع وبتطلع النتيجة بأنهم رشحوا حافظ، عالسريع بتنزل الجماهير الكادحة ع الشارع وبتبلش ركض وصياح وتعييش، وبطريقُهم بيسقطوا الإمبريالية والصهيونية والرجعية وأذناب الاستعمار.. ولما مجلس الشعب بيجتمع، والأعضاء بيلقوا شعر وزجل وبيصفقوا وبيدبكوا على باب المجلس، وبيقرروا المصادقة على اقتراح القيادة القطرية، بيدخل السرور لقلوب الجماهير، وبتشتغل الاحتفالات من جديد.. يا سيدي وبتبقى هالجماهير عم ترقص وتدبك وتحتفل لوقت ما تنتهي (المعمعة) ويصير حافييظ رئيس لسبع سنوات قادمة، ووقتها الناس بتتنفس الصعداء، وبيبلش حافظ يرد الجميل للجماهير، على شكل كبت حريات، وتجويع، وإهانات، واعتقالات، وتعذيب، وإماتة تحت التعذيب إلى حين موعد الاستفتاء القادم، ووقتها التاريخ (الذي لا يعيد نفسه) يعيد نفسه، ونفس العلقة اللي فاتت لا قلم زاد ولا قلم نقص.
وللحديث صلة...