02 سبتمبر 2024
الجارة عزفت على العود في بيتنا
الاعتراف الصريح الذي قدمه "أبو الجود" بأنه يكذب (أحياناً) لم يشفِ غليل معظم الحاضرين في جلسة الإمتاع والمؤانسة، ولم يقتنع أيٌّ منهم بأن هذا نوع من الصدق. أبو جهاد، مثلاً، ولكي يزيد في الطنبوري نغماً، قال:
- اتركوني أوضح لكم حقيقة ها الكذاب الأشر "أبو الجود". في المرة الماضية، لما حكى لنا أنه كان يعزف على العود وجاء ابن عمه ماهر لزيارته. كيف حكاها؟ مو قال إن والدته أصرت على أنه غير موجود، وإن ماهر أخطأ بحقها، وهو خرج من الداخل وقال لماهر عيب تقول عن امرأة عجوز كذابة وهي من جيل والدتك؟
قال العم أبو محمد: تقريباً هيك حكى.
- اتركوني أوضح لكم حقيقة ها الكذاب الأشر "أبو الجود". في المرة الماضية، لما حكى لنا أنه كان يعزف على العود وجاء ابن عمه ماهر لزيارته. كيف حكاها؟ مو قال إن والدته أصرت على أنه غير موجود، وإن ماهر أخطأ بحقها، وهو خرج من الداخل وقال لماهر عيب تقول عن امرأة عجوز كذابة وهي من جيل والدتك؟
قال العم أبو محمد: تقريباً هيك حكى.
قال أبو جهاد: نعم. وهذا كله كذب، لأن "أبو الجود" نفسه روى لي نفس الحكاية قبل هذه المرة، ولكن بطريقة أخرى.
قال أبو محمد: هل هذا صحيح يا "أبو الجود"؟
قال أبو الجود: أي والله يا عمي أبو محمد، صحيح. في الحقيقة يا شباب أنا عندي مشكلة في الحكايات، وهي أني بضيف عليها الكثير من الأحداث والتفاصيل من خيالي. ولذلك كلما حكيتها تراني بحكيها بطريقة مختلفة عن السابق.
قال كمال: والله إن هذه قمة الإبداع.
غضب أبو جهاد وقال: أي إبداع يا أستاذ؟ هذا كذب. طيب أنا الآن بدي أطلب منه يحكي لنا إياها مثلما حكاها لي سابقاً.
قال أبو الجود: حاضر. راح أحكيها مثلما حكيت له إياها في السابق. يا سيدي، أنا لما سمعت ماهر يقول لوالدتي إنه سمعني أعزف على العود، أعطيتُ لوالدتي إشارة بأن تنفي ذلك، وهي فهمت ما أقصده، وقالت لماهر:
- يا ابني راح اعترف لك بما حصل، وهو أني أنا اللي كنت عم أعزف على العود، مو أبو الجود.
هون غضب ماهر وقال لها: أشو هالكذب؟ أنتي بتعزفي عالعود؟
فقالت له: ليش لأ؟ يعني النسوان اللي بيعزفوا عالعود في هالبلد أحسن مني؟ ولا أذكى مني؟ ولا هني بنات أصل أكتر مني؟..
ووقتها سمعت ماهر يطلق شتائم من تحت الزنار عليّ وعلى والدتي. واسترقت النظر من النافذة فرأيته يغادر.
قال أبو زاهر: بصراحة؟ هذه الرواية أحلى من السابقة.
قال أبو الجود: اسمع تتمتها. كمان حلوة. يا شباب، بعد هذا الموقف، تزاعلنا أنا وماهر، وصار يحكي علي ويقول إنني كذبت لئلا أستضيفه في بيتي، لأنني رجل بخيل (كحتة). وذات مرة دخلت إلى المقهى، وإذا بجميع الموجودين يلتفتون باتجاهي، وكان ماهر بينهم ففهمت القصة، وقلت: خير يا جماعة؟ أشو السالفة؟ فقال لي أبو الصادق، وهو رجل محبوب، له مركز مرموق بين الحاضرين: بصراحة يا أبو الجود؟ قصة ابن عمك ماهر مع والدتك مو كويسة بحقك.
قال الأستاذ كمال: الموقف عصيب بالفعل. أنت أيش قلت له؟
قال أبو الجود: الكذب يا شباب يشبه (المَسْبَحَة)، لما بتفلت من المسبحة حبة واحدة بينقطع الخيط، وبتنفلت الحبات الأخرى. وأنا بهداك الموقف تابعت الكذب وقلت مخاطباً "أبو الصادق": المرأة اللي فتحت الباب لابن عمي ماهر في ذلك اليوم مو والدتي.
ضحك الحاضرون في الجلسة وقال أبو جهاد: شفتو الكذاب؟ حتى والدته أنكرها.
قال أبو الجود: الناس اللي كانوا موجودين في المقهى اندهشوا، وسألوني: مو والدتك؟ لكان مين؟
فقلت لهم: هذه جارتنا كانت تنشر الغسيل على السطح، ونزلت إلى بيتنا بالغلط، ونحن لم نكن موجودين في البيت، وشاهدت العود في جعبته معلقْ على الجدار، فأنزلته، ودوزنت الأوتار وجلست تعزف أغنية طلوا حبابنا طلوا.. وفي هذه الآونة جاء ابن عمي ماهر وقرع الباب، فخرجت إليه، وهو فجر بحقها وصار يقول لها أنت كذابة؟ بربكم مو عيب على هذا الإنسان أن يخاطب جارتنا الفنانة المرهفة عازفة العود بهذه اللغة السوقية؟!
قال أبو محمد: هل هذا صحيح يا "أبو الجود"؟
قال أبو الجود: أي والله يا عمي أبو محمد، صحيح. في الحقيقة يا شباب أنا عندي مشكلة في الحكايات، وهي أني بضيف عليها الكثير من الأحداث والتفاصيل من خيالي. ولذلك كلما حكيتها تراني بحكيها بطريقة مختلفة عن السابق.
قال كمال: والله إن هذه قمة الإبداع.
غضب أبو جهاد وقال: أي إبداع يا أستاذ؟ هذا كذب. طيب أنا الآن بدي أطلب منه يحكي لنا إياها مثلما حكاها لي سابقاً.
قال أبو الجود: حاضر. راح أحكيها مثلما حكيت له إياها في السابق. يا سيدي، أنا لما سمعت ماهر يقول لوالدتي إنه سمعني أعزف على العود، أعطيتُ لوالدتي إشارة بأن تنفي ذلك، وهي فهمت ما أقصده، وقالت لماهر:
- يا ابني راح اعترف لك بما حصل، وهو أني أنا اللي كنت عم أعزف على العود، مو أبو الجود.
هون غضب ماهر وقال لها: أشو هالكذب؟ أنتي بتعزفي عالعود؟
فقالت له: ليش لأ؟ يعني النسوان اللي بيعزفوا عالعود في هالبلد أحسن مني؟ ولا أذكى مني؟ ولا هني بنات أصل أكتر مني؟..
ووقتها سمعت ماهر يطلق شتائم من تحت الزنار عليّ وعلى والدتي. واسترقت النظر من النافذة فرأيته يغادر.
قال أبو زاهر: بصراحة؟ هذه الرواية أحلى من السابقة.
قال أبو الجود: اسمع تتمتها. كمان حلوة. يا شباب، بعد هذا الموقف، تزاعلنا أنا وماهر، وصار يحكي علي ويقول إنني كذبت لئلا أستضيفه في بيتي، لأنني رجل بخيل (كحتة). وذات مرة دخلت إلى المقهى، وإذا بجميع الموجودين يلتفتون باتجاهي، وكان ماهر بينهم ففهمت القصة، وقلت: خير يا جماعة؟ أشو السالفة؟ فقال لي أبو الصادق، وهو رجل محبوب، له مركز مرموق بين الحاضرين: بصراحة يا أبو الجود؟ قصة ابن عمك ماهر مع والدتك مو كويسة بحقك.
قال الأستاذ كمال: الموقف عصيب بالفعل. أنت أيش قلت له؟
قال أبو الجود: الكذب يا شباب يشبه (المَسْبَحَة)، لما بتفلت من المسبحة حبة واحدة بينقطع الخيط، وبتنفلت الحبات الأخرى. وأنا بهداك الموقف تابعت الكذب وقلت مخاطباً "أبو الصادق": المرأة اللي فتحت الباب لابن عمي ماهر في ذلك اليوم مو والدتي.
ضحك الحاضرون في الجلسة وقال أبو جهاد: شفتو الكذاب؟ حتى والدته أنكرها.
قال أبو الجود: الناس اللي كانوا موجودين في المقهى اندهشوا، وسألوني: مو والدتك؟ لكان مين؟
فقلت لهم: هذه جارتنا كانت تنشر الغسيل على السطح، ونزلت إلى بيتنا بالغلط، ونحن لم نكن موجودين في البيت، وشاهدت العود في جعبته معلقْ على الجدار، فأنزلته، ودوزنت الأوتار وجلست تعزف أغنية طلوا حبابنا طلوا.. وفي هذه الآونة جاء ابن عمي ماهر وقرع الباب، فخرجت إليه، وهو فجر بحقها وصار يقول لها أنت كذابة؟ بربكم مو عيب على هذا الإنسان أن يخاطب جارتنا الفنانة المرهفة عازفة العود بهذه اللغة السوقية؟!