الانحياز المسبق والأعمى لوسائل الإعلام، كما هي حالة تغطية الحرب على غزّة والموقف من القضية الفلسطينية، هو سقوط مهني وأخلاقي تغذّيه المصالح والحسابات السياسية.
للصراعات السياسية جبهات عديدة ساخنة لا تقتصر على الميدان والحروب، ثمّة جبهة قانونية لا تقل أهمية وأثراً، وإن كانت مثل هذه الحروب تحسم بالنقاط وليس بضربة قاضية.
عوامل دفعت الإسرائيليين إلى إضمار هذه الكراهية لغزة المدينة والناس إلى الدرجة التي تمنّى فيها رئيس الوزراء الأسبق إسحق رابين أن يصحو ليجد أن البحر قد ابتلع غزة.
على عكس هجمية الاحتلال ظهرت اللمسات الإنسانية للمقاومة في غزّة من خلال عدّة مواقف سطعت وسط الدمار والموت والركام، على الرغم من المحاولات الإسرائيلية المحمومة لحجبها عن الداخل الإسرائيلي وعن أنظار العالم، وهذا ما عكسه خصوصا تعاملها مع رهائن العدو.
تعارض كل المرجعيات الوطنية والدينية في القدس المشاركة في انتخابات بلديةالاحتلال، والهيئات الدينية تحرّمها وتُجرّمها. خلال الانتخابات السابقة، لم تزد نسبة مشاركة المقدسيين عن 3%. وتؤكّد القرارات الدولية بشأن القدس بطلان الإجراءات الإسرائيلية فيها.
في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تحدّث الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، عن المقاومة الشعبية "السلمية". ويدرك كلّ من يتابع السياسة الفلسطينية أنّ في هذه المفردة إدانة للمقاومة المسلحة أكثر مما تحمل من تمجيد للمقاومة الشعبية السلمية.
ربط اتفاق أوسلو تفاصيل حياة الفلسطينيين اليومية بإسرائيل، شرط موافقتها على كلّ صغيرة وكبيرة، فإسرائيل، وبحكم سيطرتها على المعابر والحدود والأرض والأجواء، هي التي تجبي الضرائب على الواردات الفلسطينية، ثم تحوّلها لتصبح ميزانية السلطة الفلسطينية!
إقرار الوزير الإسرائيلي، إيتمار بن غفير بسياسة الفصل والتمييز العنصريين، لم يفاجئ أحدا، لا الفلسطينيين الذين يكتوون بنار الممارسات العنصرية يومياً، ولا العرب الذين تتسابق بعض دولهم للتطبيع مع إسرائيل، حتى وهي في أوج عنجهيّتها وتطرّفها العنصري.