فنان مصري يكشف إهدار المليارات على قصور السيسي

03 سبتمبر 2019
عهد السيسي: إهدار المليارات على مشاريع غير مجدية (Getty)
+ الخط -

كشف الفنان المصري محمد علي، صاحب شركة "أملاك" للمقاولات، العديد من وقائع الفساد في تشييد قصور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإهدار الجيش المليارات من الجنيهات على مشاريع دون جدوى، مشيراً إلى عدم سداد الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ما يتجاوز 220 مليون جنيه مستحقات لشركته، على خلفية تكليفها بتنفيذ فندق "7 نجوم" في ضاحية التجمع الخامس، واستراحة رئاسية في منطقة المعمورة بالإسكندرية.

واتهم علي، في مقطع فيديو بثه على صفحته الشخصية بموقع التواصل "فيسبوك"، وزير النقل الحالي، الرئيس السابق للهيئة الهندسية للجيش، اللواء كامل الوزير، ومدير إدارة المشروعات بالهيئة، واللواء عصام الخولي، علاوة على اللواء محمد البحيري، والعميد ياسر حمزة، والمقدم محمد طلعت، بالنصب على شركته التي أسند إليها تنفيذ أحد الفنادق التابعة للاستخبارات الحربية في منطقة الشويفات بالقاهرة الجديدة.

وقال علي إن شركته تتعاون مع الجيش في تنفيذ المشروعات منذ 15 عاماً، وتصنف من ضمن أفضل 10 شركات مقاولات عاملة مع القوات المسلحة، مشيراً إلى أن الشركة استوفت كافة الاشتراطات الأمنية سواء من الاستخبارات الحربية أو العامة أو من رئاسة الجمهورية، لتنفيذ العديد من القصور الرئاسية في مدن الإسكندرية والعلمين الجديدة، غير أنها تعرضت لخسائر كبيرة في إنشاء فندق الشويفات الذي تجاوزت كلفته الملياري جنيه.
وأضاف أن الاستخبارات الحربية طلبت منه بناء فندق تحت اسم "تريومف" في التجمع الخامس، على أرض مواجهة لفيلا مدير فرع الفندق في ضاحية مصر الجديدة، اللواء شريف صلاح، مجاملة له باعتباره صديقاً مقرباً من السيسي، رغم أن الفندق يطل على الطريق الدائري، والمنطقة تعاني في الأصل حالة من الركود السياحي، وضعف نسب التشغيل الفندقي، في ضوء وجود العديد من الفنادق الفاخرة فيها.

وتابع علي: "إقامة الفندق جاءت مجاملة لصديق السيسي، على طريقة (يالا نحفر بكرة الصبح)، و(أنا أخوك وصاحبك اعملك فندق قدام البيت)، من دون أي دراسات للجدوى أو حساب العائد من المشروع"، مستطرداً "المشروع كان مملوكاً للاستخبارات الحربية، وكُلفت الهيئة الهندسية للجيش بالإشراف عليه بميزانية مفتوحة من رئيس الجمهورية، الذي يقول في الإعلام (إحنا منين فقراء أوي) و(أجيب لكم منين)".

وزاد: "رئيس البلاد بيجامل واحد صاحبه بفندق معدي الملياري جنيه، ومن ساعة ما مسك الحكم، وأنا مش عاوز اشتغل مع الجيش... أنا ماكنتش مع الإخوان، لكن قلت نشوف الرئيس محمد مرسي هايعمل إيه"، مواصلاً "الجيش طلب من الشركة تنفيذ الرسومات والتصميمات دون صرف أموالاً، بطريقة (معلش حط من جيبك دلوقتي)، وذلك إلى حين توقيع عقد خرسانات بين الشركة والهيئة الهندسية".


وأضاف علي: "كل مشروعات الجيش تنفذ بالإسناد المباشر، من دون إجراء أي طرح بحثاً عن العروض الأفضل من الشركات الأخرى... وشركات المقاولات تواجه عمليات من الابتزاز لتنفيذ مشروعات فاشلة إرضاءً للسيسي بلا دراسات جدوى، وهذا هو بداية الفساد لأي مشروع... واللواء شريف صلاح دخل في نزاع مع اللواء خالد عرابي بالهيئة الهندسية حول إدارة المشروع، ما أدى إلى تسليمه إلى مكتب استشاري متخصص".

واستكمل قائلاً: "قيادات الهيئة الهندسية قالوا (ماحدش يمشي من الموقع)، و(يجب العمل به بكامل قوته)، حتى لا يعرف الرئيس بتوقف المشروع"، مشيراً إلى تحمل شركته أعباء رهيبة نتيجة التوقف لمدة عام كامل، ما دفعه لأخذ قرض من البنك نتيجة رفض الجيش صرف مستحقات الشركة، و(كأن مصر تنتظر الفندق الـ(7 نجوم) الذي سيفتتحه الرئيس، على غرار مشروع العاصمة الإدارية الجديدة الفاشل بنسبة 100%"، على حد تعبيره.

وواصل: "وإحنا شغالين حصل التعويم (تحرير سعر الصرف)، ما نتج عنه كلفة إضافية بين 40% و50%، نتيجة التعاقدات المسبقة مع شركات التكييفات والكهرباء، لا سيما أن مصر تستورد كل شيء تقريباً... في وقت رفضت فيه الهيئة الهندسية المتعاقدة مع الاستخبارات الحربية لتسليم المشروع تحمل الفارق في الأسعار.. مع العلم أن الجهتين تابعتان للجيش، وتؤكدان أن الرئيس (السيسي) يسأل دائماً عن الفندق، وموعد الانتهاء منه!".

وقال علي: "الرئيس ترك مشكلات البلد كلها، ومهتم بإقامة فندق 7 نجوم، وفي وسط ذلك طلب الجيش من شركتي الشروع في بناء استراحة (فيلا) للسيسي في المعمورة بالإسكندرية بكلفة تبلغ 220 مليون جنيه، حتى يقضي بها إجازة عيد الأضحى"، مشيراً إلى أن زوجته انتصار طلبت تعديلات تجاوزت 25 مليون جنيه، وأنه "شارك في بناء العشرات من المنازل والاستراحات والقصور للسيسي، ولا يعلم متى سيعيش فيها جميعاً!".
وواصل: "قالوا لي مجلس النواب هايعتمد فرق الزيادات لشركات المقاولات، وندفع فرق الأسعار بعد شهرين، وظللت أعمل بأموالي في استراحة المعمورة، بعدما حصلت على قرض جديد بضمان الجيش"، متهكماً "فجأة الرئيس حب يروح يعيد في المعمورة، فيصرف مئات الملايين من الجنيهات، نتيجة رفض زوجته الإقامة في استراحة الرئيس الأسبق حسني مبارك، حتى لا تنام مدام انتصار على سرير مدام سوزان (زوجة مبارك)".

وقال علي: "رغبة حرم الرئيس في بيت جديد كلفت الدولة نحو 250 مليونا خرسانات وتشطيبات، خلاف كلفة النجف والسجاد الفاخر التي تحملتها إدارة الشؤون المعنوية في القوات المسلحة"، مستدركاً "تورطت من جديد في قرض للانتهاء من قصر المعمورة في مدة أقصاها 6 أشهر، صرفنا خلالها 220 مليون جنيه، ويروح السيسي يقول أمام الشعب إحنا فقراء جداً، ولازم تستحملوا!".

وأضاف: "نفسي أقف قدام السيسي أمام الشعب، وأقوله تعمل فندق لواحد صاحبك بملياري جنيه، وقصر جديد على البحر في الإسكندرية بتكلفة 250 مليون جنيه، خلاف تكلفة الفرش وثمن الأرض"، متسائلاً: "هل الرئيس عنده من الشجاعة الأدبية أن يظهر على المواطنين ويقول الكلام اللي قاله للسادة اللواءات... وإنه هايهد الدنيا لو عيد الأضحى جه ومالاقاش القصر الجديد خلص زي ما هو عاوز".

وتابع علي: "عندك شجاعة تصور القصر بتاع المعمورة، واللي شاهد على بنائه ألف مهندس وعامل... أنا عندي صور للقصر وهانزلها عشان الشعب يشوفها، ولسه هاتكلم على قصور مراسي (قرية سياحية) يا حرامية يا نصابين... في ناس في الجيش محترمة، وغير راضين تماماً عن اللي بيعمله السيسي، وتدميره للبلد عشان يوقعها... أنا مسكت له فيلا في المعمورة، و3 في مراسي، غير اللي عملته شركتي أوراسكوم وأبناء علام".

وزاد مخاطباً السيسي: "جاي تقول فقراء أوي، ولازم نجوع، وأنت بتصرف مليارات على الأرض، ورجالتك بتهدر الملايين، وأنا بقول الكلام ده، وعارف إنك هاتدوري لي على أي مصيبة... لأني كنت بعملك القصور قبل ما ما تبقى رئيس لما كنت وزيراً للدفاع في منطقة الهايكستب، وفي منطقة الحلمية بتكلفة تصل إلى 60 مليون جنيه".

وقال علي: "لم آخذ فرق التعويم، وديون البنك تراكمت علي، لأنه لا يوجد ربط مالي للمشروعين... والفيلا اللي اتكلفت 220 مليون جنيه قالولي لي عاوزين ننزلها إلى 120 مليون جنيه، عشان لما الجهاز المركزي للمحاسبات يراجع يلاقي الدنيا ماتكلفتش كتير، والباقي يدفن في بنود زي الأسمنت والرمل، والحاجات اللي فيها هلك كتير... ولحد النهارده لا عاوزين يدوني فلوس التعويضات، ولا فلوسي اللي اشتغلت بها".
وختم قائلاً: "السيسي كذب حين قال إن المرحلة الأولى من مشروع زويل انتهت، وروحوا مدينة 6 أكتوبر، ومش هاتلاقوا حاجة خلصت... منكم لله، ورطوا مقاولين كتير، ودمرتوا الشعب، وعملتوا مشاريع فاشلة لا دخل لها، والناس ماحستش إن مستواها اتحسن، بل بالعكس حست إنها في النازل... أنا حزين جداً على بلدي، واللي بيحصل فيها، ولو كنت اتكلمت في مصر كنت هاترمي في السجن، وحولوني لمحاكمة عسكرية".

تجدر الإشارة إلى مشاركة الفنان محمد علي في فيلم القشاش عام 2013، وظهر فيه بدور ضابط شرطة في إطار محاولات تحسين صورة وزارة الداخلية في الشارع آنذاك، بالإضافة إلى فيلم المعدية، وفيلم البر الثاني، الذي أنتجه وأدى دور البطولة فيه، للتطرق إلى أزمة الهجرة غير المشروعة إلى أوروبا، فضلاً عن مشاركته في مسلسلات شارع عبد العزيز (الجزء الثاني)، والسيدة الأولى، وطايع.
المساهمون