فرص استثمارية لجذب الشركات العالمية لإعادة إعمار العراق

12 فبراير 2018
أعمال المؤتمر تستمر 3 أيام (ياسر الزيات/ فرانس برس)
+ الخط -
أكد المدير العام لغرفة تجارة وصناعة الكويت رباح الرباح، أن وجود ضمانات على الفرص الاستثمارية في العراق عبر مؤسسات دولية وإقليمية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمؤسسة العربية لضمان الاستثمار يشجع الشركات العالمية على المشاركة في إعادة إعمار العراق.

ولفت الرباح في تصريحات صحافية، اليوم الإثنين، إلى أن مؤتمر استثمار في العراق سيعقد بحضور رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي سيلقي كلمة في المؤتمر، مبينا أن المؤتمر سيستعرض الفرص الاستثمارية المتاحة في العراق.

يذكر أن مؤتمر استثمار في العراق يعقد ضمن فعاليات مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق الذي يختتم أعماله غدا وتنظمه الغرفة بالشراكة مع الهيئة الوطنية للاستثمار في العراق والبنك الدولي والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لطرح واستعراض فرص استثمارية في قطاعات البنى التحتية والطاقة والنقل والسكن وغيرها في العراق.

وتصل قيمة الفرص الاستثمارية المقرر طرحها في مؤتمر استثمار في العراق إلى حوالي 85 مليار دولار أميركي بدعم من البنك الدولي. وأوضح الرباح أن الغرفة تسهم بفاعلية في المؤتمر الذي انطلق، أمس، بمشاركة نحو 1850 جهة ومؤسسة من 49 دولة للاطلاع على الفرص الاستثمارية في العراق والضمانات المقدمة للمستثمرين بمشاركة مؤسسات دولية، منها البنك الدولي.

وأعلنت الحكومة العراقية أن أكثر من 200 مشروع استثماري حيوي في مجالات اقتصادية مختلفة سيتم طرحها أمام مئات الشركات الاستثمارية الأجنبية على هامش مؤتمر المانحين المخصص لإعادة إعمار العراق.


وتشمل المشروعات مختلف القطاعات، نسبة كبيرة منها في مناطق وسط وجنوب العراق، ومن المقرر أن تطرح الحكومة تسهيلات غير مسبوقة للشركات لتنفيذ تلك المشاريع.

وقالت بغداد إنها عازمة على القضاء على التعقيدات الإدارية والفساد الذي يعوق الاستثمار.

وتقول منظمة الشفافية الدولية إن العراق يحتل المركز العاشر على قائمة أكثر الدول فسادا في العالم. وانفتح العراق على الاستثمار الأجنبي من جديد بعد غزو 2003 الذي قادته الولايات المتحدة لكن الأغلبية الساحقة من الاستثمارات التي قدرت بمليارات الدولارات ذهبت لإنتاج النفط والغاز الطبيعي. وعانى العراق من العنف وعدم الاستقرار لعقود.

فقد خاض حربا ضد إيران لمعظم سنوات عقد الثمانينيات وقاد غزوه للكويت في 1990 لحرب مع تحالف تقوده الولايات المتحدة وخضع البلد لعقوبات دولية لما يزيد على عشر سنوات.

وسبق أن عقد العراق مؤتمراً للمانحين عام 2003 في العاصمة الإسبانية مدريد، وأعلن وزير الاقتصاد الإسباني السابق رودريغو راتو آنذاك أن المؤتمر الذي عقد بمشاركة 73 دولة و20 منظمة دولية تعهد بتقديم 33 مليار دولار لإعمار العراق.

وتعهدت الولايات المتحدة بتقديم إسهام إضافي قدره 20.3 مليار دولار ليرتفع إجمالي الدعم إلى أكثر من نصف الاحتياجات المقدرة للعراق والبالغة 56 مليار دولار حتى عام 2007.

وإضافة إلى واشنطن، فإن أكبر المساهمات التي أعلنت في مدريد جاءت من اليابان التي قالت إنها ستقدم منحا قيمتها 1.5 مليار دولار. وأعلنت بريطانيا وإسبانيا عن مساهمات كبيرة أيضا. وحسب خبراء اقتصاد، لم تستفد بغداد من المساعدات وسط تصاعد الاضطرابات السياسية والأمنية.

ويبدو أن هذه المرة في مؤتمر إعادة إعمار العراق المنعقد في الكويت تتجه الدول الأجنبية، وأبرزها الولايات المتحدة، نحو عدم تقديم تمويلات مالية سخية مباشرة للحكومة العراقية، إذ أعلنت أنها ستعتمد على القطاع الخاص بشكل أكبر في هذا الإطار.

وبحسب وكالة "رويترز"، قال مسؤولون أميركيون وغربيون إن الولايات المتحدة لا تعتزم المساهمة بأي أموال في مؤتمر لإعادة إعمار العراق يعقد في الكويت في خطوة يقول محللون إنها قد تمثل ضربة جديدة لمكانة واشنطن على الساحة الدولية.

وقال مسؤول أميركي، الخميس الماضي، في ما يتعلق بالمساعدة المالية في المؤتمر الذي سيحضره وزير الخارجية ريكس تيلرسون: "لا نعتزم إعلان أي شيء".

وستشجع واشنطن بدلا من ذلك استثمارات من القطاع الخاص والاعتماد على دول الجوار الخليجية، خاصة السعودية، لضخ أموال هناك في إطار نهج جديد متبع مع بغداد بهدف تقليل نفوذ إيران في العراق.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية في 2016، إنه إذا انتخب "سينتهي عهد بناء الدول".