كُنتُ أَتساءَل
إلى أَينَ تَقودُنا أَنفاسُكِ المُتسارِعَة؟
سَأَلتُ نفسي
عن أَيّ أَمسٍ يُقاتِلُ هؤلاء الوحيدون؟
وأَنتِ تُضيئين الشّموع
أَو تُطعمين الطُيورَ العَابرة
كُنتُ أجرّبُ النّسيانْ
وأُفتشُ يَاقاتِ القُمصانِ
عن بَقايا أَصابِعكِ
■ ■ ■
عندما كُنتُ أَتدرّبُ على النّطق
كُنتِ تَنزعين من الحَسَاسين
أَصواتَها
تَجمَعين أَوراقَ الروزنامة
لِتَرميها من نَافذةٍ تطلُّ على الأَمسْ
فيما أَبحثُ لَكِ عن اسمٍ
ولا أَجد
عن أَصدقاءَ
ولا أَجد
عن أَحدٍ التقطَ لَكِ صورةً
في شارع "هنانو"
ولا أَجد
أَشعرُ بكِ الآنَ
تَبحثين عن اسمٍ كي يُنادوا عَليكِ
ورفاقٍ يُكمِلونَ الطريقَ معكِ
إِلى هناك
حيثُ أَنتظر
لأَلتقط صوراً لكِ
ومن ثُمُّ أُعلّقها على الجدران،
لتأنس من حولي.
■ ■ ■
عندما سَألتكِ عن تاريخِ اليَوم
كُنتُ أُحاولُ إيصالَ فكرةٍ
وأَبحثُ في السُؤال عَن لونِ شَعركِ
عن الخصلة التي خَبّأتُها
في دَفترِ الخِدمةِ الإلزاميّة
أُناديكِ
لأُسعفُ الذاكرة
أَرمي إليكِ الهاتِفَ
لأُلقي الأصدقاءْ
بينما أنت في الشُرفةِ
تُتابعين حَركةَ الشوارع ِ
صَوبَ المساءْ
■ ■ ■
عِندمَا كُنتُ أَنظرُ إليكِ
عَبرَ هَواءِ الغُرفةِ السّاكِن
كانَ الجوّ مُحتدماً بالقُبَل
الأَيدي واجفة
الأَوراقُ تئّن
والكلمات تهوي من الأَصابعِ
على الأَصابع
لا شيءَ سَيوقِفُ الحَرب
فما الذي سَيوقفُ الجُثَثَ
في رأسي عَن النُواح؟
■ ■ ■
مِثلمَا تَهابين وحدَتَنا
عن العالم
أَهابُ عُزلةَ العالم
في غيابكِ عنهُ
عندمَا تَخرجينَ إلى الطُرقات
وأَنتِ تَنظرين إلى الأَسفل
تَرمين عُلبَ الكولا الفَارِغة
إلى الزوايا
أو تَعدّين خُطواتَكِ
إلى المَقهى البحري
حيث تنتظرين
خبراً من الأيام.
■ ■ ■
عندما سَألتني عن الحُبّ
كُنتُ أَكنز لَكِ الحُزنَ
بينَ الكُتبِ
تَحتَ عُلبة الشّاي
في أُصصِ الوَردِ
الذي تُخبئين تَحتهُ
مِفتاحَ بيتِنَا
عندما سَألتني عن الخَوف
فَكرتُ بالغدْ
مُتأمِلاً النجوم
وبينما تسَألينني عن الأَصدقاء
رحتُ أَضحك بصوتٍ عالٍ
يا لانكسارِ الرُكب
يا لوحدتنا الشّاهقة.
* كاتب من سورية