الزبداني ومضايا وبقين... على درب التهجير (فيديو)

ريان محمد

avata
ريان محمد
11 سبتمبر 2016
7DA0D928-5AC9-4A0F-AEC9-BE30F66B7794
+ الخط -

على بعد نحو (40 كيلومتراً) من العاصمة السورية دمشق، باتجاه الشمال الغربي على السلسلة الشرقية لجبال لبنان، وبالقرب من الطريق الرئيسي دمشق بيروت، تقع منطقة الزبداني، التي تتبع لها كل من مضايا وبقين، والتي التحقت باكراً بالحراك المناهض للنظام السوري، لتواجه آلته العسكرية، إلى جانب بطش المليشيات الموالية، ومليشيا "حزب الله" اللبناني، والذي تحول إلى القوة المسيطرة على المنطقة.

التحقت الزبداني، (وهي المركز الرئيسي للمنطقة)، بسكانها الـ30 ألف شخص، بالمناطق المناهضة للنظام في البلاد، حيث خرجت أول تظاهرة فيها في 25 مارس/آذار عام 2011، لتتوالى التظاهرات التي كان يسقط خلالها قتلى وجرحى، إلى أن اقتحمتها القوات النظامية في 17 يوليو/تموز.

وفي 15 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، شنت قوات النظام حملة اعتقالات وقطعت الاتصالات والكهرباء والماء. وتسارعت الأحداث، لتشارك المدينة بإضراب الكرامة في الـ11 من ديسمبر/كانون الأول، إذ أصبحت معظم المدينة تحت سيطرة الفصائل المعارضة.

وفي فبراير/شباط من عام 2012، وقعت معارك لمدة 4 أيام بين فصائل المعارضة والقوات النظامية، انتهت بانسحاب الفصائل المسلحة، لتعود القوات النظامية وتنسحب من المدينة نهاية العام نفسه، لتبدأ تطبيق سياسة الحصار، الذي تحول في شهر مايو/أيار 2013 لحصار كامل، بالتزامن مع استهدافها يومياً بمختلف الأسلحة الثقيلة، مسجلة في 2 أغسطس/آب سقوط أول برميل متفجر يرمى في سورية، لتشهد عقبها سقوط عشرات البراميل بشكل شبه يومي.

ومع بداية شهر إبريل/نيسان من عام 2014 صعّد النظام من عملياته العسكرية ضد الزبداني، عبر القصف المكثف، ما دفع الأهالي إلى النزوح من المدينة للمناطق المحيطة بها، والذي استمر حتى الآن، وإن كان بوتيرة أقل.

دُمرت المدينة بنسبة تتجاوز 95 في المائة، في حين بقي داخل المدينة ما لا يزيد عن 120 شخصاً بينهم مدنيون، محاصرين داخل منطقة لا تتجاوز الواحد كيلومتراً، في حين تفيد معلومات بوجود اتفاق على ترحيلهم إلى شمال سورية.

وفي هذا الصدد، قال مدير المشفى الميداني في الزبداني عامر برهان، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "عدد قتلى الزبداني من بداية الثورة إلى اليوم هو 789 قتيلا، مع قتلى الجوع بمضايا، وقتلى تحت التعذيب بمعتقلات النظام".

أمّا المعتقلون، بحسب برهان، فبلغ عددهم منذ بداية الثورة حوالي 1300 (ما بين اعتقال وإطلاق سراح). أما العدد اليوم فهو 470 معتقلاً. في حين بلغ عدد المعتقلات مع (اعتقال واطلاق سراح) 300 معتقلة، أمّا اليوم فعدد المعتقلات فهو 17 امرأة، وعدد الجرحى حوالي 2000 إصابة مختلفة، فيما أدت 140 إصابة إلى عاهة دائمة.

يشار إلى أن الزبداني تعتبر من أهم مصايف دمشق، وتشتهر بزراعة الفواكه، وهي ذات موقع استراتيجي لقربها من الحدود اللبنانية.

الحصار يمتد إلى مضايا

مضايا؛ وهي مدينة تبعد عن الزبداني نحو 4 كيلومترات، وتعد مصيفاً إلى جانب مدينة الزبداني، بلغ عدد سكان الناحية نحو 17 ألف نسمة حسب تعداد عام 2015.

شهدت المدينة تظاهرات مناهضة للنظام، منذ مارس 2011، وكانت سلمية إلى أن استهدفت من قبل القوات النظامية بالقصف المباشر في 6 يونيو/حزيران، بالتزامن مع قصف الزبداني، لتعود وتشهد في 13 يناير 2012، معارك عنيفة بين الفصائل المعارضة المسلحة والقوات النظامية، ما تسبب بنزوح جزء من أهلها، ثم تطبيق سياسة الحصار.

وفي سبتمبر/أيلول 2014 عقدت هدنة عرفت باسم "هدنة المدن الأربعة"، والتي شملت كلاً من مضايا والزبداني وكفريا والفوعة، عمل النظام و"حزب الله"، الذي يطبق الحصار عليها، إلى تهجير النازحين من أهالي الزبداني إلى داخلها، لتتحول إلى معتقل كبير يضم مع بلدة بقين الملاصقة لها نحو 40 ألف شخص، معظمهم من الأطفال والنساء.

ويفرض "حزب الله" منذ منتصف أغسطس/آب الماضي على مضايا حصاراً مطبقاً، إذ قام بزراعة أكثر من 6 آلاف لغم حولها، إضافة إلى انتشار الحواجز والقناصة، الذين يوقعون أعداداً من الجرحى بشكل يومي، يعتقد بأن ذلك بهدف زيادة الضغط على الأهالي ليصبح خيار الخروج هو الخيار الأوحد.

وأفادت مصادر مُطلعة، بأن هناك قوائم تعد للراغبين بالنزوح إلى إدلب، تحت الضغوط التي يعاني منها الأهالي جراء عدم دخول المساعدات الإنسانية منذ 4 أشهر، في وقت تنتشر بداخلها الأوبئة، وعلى رأسها التهاب السحايا، إذ توجد نحو 14 حالة خطرة بحاجة إلى نقل إلى خارج المدينة، إضافة إلى أكثر من 400 حالة صحية بحاجة إلى رعاية طبية خاصة لا تتوفر داخل مضايا.

وقد فشلت جميع المناشدات في تخفيف مأساة الأهالي، حتى أن النظام رفض أكثر من مرة مبادرات لإنهاء الصراع القائم وعودة مؤسساته إلى داخل المدينة، مقابل فك الحصار، وسط أنباء أن "حزب الله" يصر على ترحيل أهالي بقين ومضايا والزبداني، وإبقاء المدن تحت سيطرته، وسبق أن تم نقل مئات العائلات إلى إدلب عبر لبنان أو الأراضي السورية.

بقين على درب أخواتها

بقين وهي بلدة صغيرة ملاصقة لمضايا وتعيش الظروف ذاتها، في حين تم تهجير نحو 400 عائلة من بلدة هرير، القريبة من الزبداني، الشهر الماضي عقب السيطرة عليها من قبل القوات النظامية و"حزب الله".

ذات صلة

الصورة
آثار قصف روسي على إدلب، 23 أغسطس 2023 (Getty)

سياسة

شنت الطائرات الحربية الروسية، بعد عصر اليوم الأربعاء، غارات جديدة على مناطق متفرقة من محافظة إدلب شمال غربيّ سورية، ما أوقع قتلى وجرحى بين المدنيين.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.
الصورة
غارات جوية إسرائيلية على دمشق 21 يناير 2019 (Getty)

سياسة

قتل 16 شخصاً وجُرح 43 آخرون، في عدوان إسرائيلي واسع النطاق، ليل الأحد- الاثنين، على محيط مصياف بريف حماة وسط سورية.