خلُص بحث أنجزه المعهد الوطني للاستهلاك مؤخراً، أن أكثر من نصف التونسيين يشترون الأضحية مهما كان ثمنها، ونظرا لغلاء أسعار الأضاحي يضطر بعض التونسيين للتداين أحيانا لشراء خروف العيد.
وشدّد مدير عام المعهد الوطني للاستهلاك، طارق بن جازية، في حديث لوكالة تونس أفريقيا للأنباء على أن أضحية العيد هي لمن لا يرهقه ثمنها من منطلق أنها سنة وليست فرضاً، وأنّ اللجوء إلى التداين والاقتراض لشراء أضحية العيد أمر غير محبذ ويعمق من التداين الأسري ويثقل كاهل العائلات التي هي بصدد الاستعداد لمصاريف العودة المدرسية والجامعية.
كما استنتج نفس البحث، أنّ هناك عدداً من الأسباب التي تدفع التونسي لشراء كبش العيد، ومنها ما هو متوقع مثل الدافع الديني بالأساس أو إرضاءً لرغبة الأطفال، فيما كشف هذا البحث عن أسباب غريبة مثل "التمتع بأكل اللحم" و"مجاراة الأصدقاء والجيران".
واضطر عادل، موظف بالإدارة الحكومية وأب لثلاثة أطفال للتداين من أجل توفير تكاليف عيد الأضحى من أحد أقربائه الميسورين مادياً، وقال عادل لـ" العربي الجديد" إنّه لا يستطيع أن يحرم أبناءه من اللعب بخروف العيد في حيهم الشعبي، حيث تعوّد الأطفال هناك على التجمهر برفقة أكباشهم ليظهر كل منهم مزايا كبشه الكبير ونطحه الشديد.
ويؤكد مواطن آخر ويدعى فاضل، أنه تعوّد كل سنة على اقتراض ثمن الأضحية من ودادية المؤسسة العمومية التي يعمل بها، لافتا إلى أنه لن يستطيع شراء خروف العيد إذا لم يلتجئ إلى هذا الحل، وقال فاضل لـ" العربي الجديد" إنّه لا يستطيع تجاهل هذه المناسبة المقدسة، ولا يستطيع أيضا حرمان أبنائه من فرحة العيد، وخاصة أن كل جيرانه بحيّهم الشعبي يتباهون بشرائهم لأكباش كبيرة.
من جهتها، قالت السيدة منجية لـ " العربي الجديد" إنّها لا تستطيع تجاهل مثل هذه المناسبة التي تعتقد أنها فريضة على المسلم، وبالتالي يجب أن تتهيأ لها، وأن تدخر لها مبلغا من المال، واستغربت منجية تداين البعض لشراء الأضحية معتبرة أن ذلك يتنافى مع مبادئ الدين الإسلامي.
جدير بالذكر أنّ عديد المصاريف أنهكت جيب التونسيين خلال هذه الفترة، منها فواتير الكهرباء وتكاليف عيد الأضحى ويليها مباشرة العودة المدرسية، مما جعل العديد يتخلون عن هذه المناسبة المقدسة دينيا واجتماعيا، بغاية توفير المصاريف الضرورية.
ويقول محمد، أب لطفلين، إنّه لم يشتر الأضحية هذا العام، وفضل اقتناء لوازم طفليه للعودة المدرسية من أدوات وملابس، ويوضح أنه اشترى كمية من اللحم لشوائها يوم العيد، وأنه يرفض أن يتداين من أجل الأضحية.
ويخصص حوالي 70 بالمائة من التونسيين ما بين 300 و500 دينار (150 و250 دولارا) لشراء أضحية العيد وفق نتائج البحث الميداني الذي أنجزه المعهد الوطني للاستهلاك خلال شهر يونيو/ حزيران 2016.