تُسارع أم إبراهيم، لإعداد قائمةٍ بوجبات الطعام التي تنوي تجهيزها لعائلتها على مدار أيام عيد الأضحى وما بعده، بعدما حصلت على كمية وفيرة من اللحوم التي وزعها المُضحون، محاولة استنفاد تلك الكميات في وقتٍ قصير، خوفًا من فسادها في ظل استمرار أزمة الكهرباء التي تضرب قطاع غزة.
ويحل عيد الأضحى على غزة في ظل انقطاع متكرر للكهرباء، إذ تنقطع الكهرباء لنحو 12 ساعة يومياً، ما يثير مخاوف الغزّيين من فساد لحوم الأضاحي، ويجعل الكثير منهم يستغل أيام العيد لطبخها في وجبات الطعام المختلفة.
وتوضح أم ابراهيم، من مخيم جباليا للاجئين شمالي القطاع، لـ"العربي الجديد"، أنها خصصت الأيام المقبلة لطبخ اللحوم التي حصلت عليها من فاعلي الخير والمضّحين، خشية فسادها في ظل انقطاع الكهرباء عن المنازل في غزة، "عدم حل مشكلة الكهرباء يمنع الاستفادة من لحوم الأضاحي لفترات أطول".
وتضيف أنها أعدّت ما يشبه "الجدول" لاعتماده في إعداد وجبات الطعام لعائلتها على مدار أيام العيد، حيث خصّت اليوم الثاني بإعداد كمية من اللحوم على شكل "كباب"، واليوم الثالث لتحضير "أرز باللحم"، وتنوي تخصيص رابع أيام العيد لتجهيز حفلة "شواء" عائلية لاستنفاد آخر كمية لديها من اللحوم.
وأجبر انقطاع الكهرباء المتواصل عن القطاع المُحاصر إسرائيليًا منذ عشر سنوات، مواطني القطاع على التفكير بالتخلص من لحوم الأضاحي في وقت قصير خوفًا من فسادها، في ظل ما يعانيه الغزّيون من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة طاولت جميع مناحي حياتهم على مدار سنوات الحصار.
ويبين أن نظام الكهرباء بغزة يعتمد على ثماني ساعات كهرباء ومثلها قطع، وهو لا يُجدي نفعًا في عملية تخزين اللحوم في الثلاجات، إذ أن فصل الصيف والحرارة المرتفعة لا تساعد على إبقائها في حالة تجمّد كافية للحفاظ عليها.
وغيرت مشكلة الكهرباء من النظام الغذائي الذي تتبعه عائلة أم محمد شعبان، في أيام العيد، إذ أصبحت تعمد لإعداد كل وجبات طعام من لحوم الأضاحي التي حصلت عليها، كونها تخشى فساد اللحوم بسبب شُح الكهرباء.
وتشير لـ"العربي الجديد"، إلى أنها هيأت نفسها لطبخ أصناف مختلفة من الطعام الممتزج باللحم على مدار الأيام المقبلة، إذ أن "أكل اللحوم لبضعة أيام متواصلة أفضل من فسادها في الثلاجات"، ممتعضةً من جداول الكهرباء التي تؤرق الغزّيين بشكل عام و"تلاحقهم حتى في أيام العيد".