الهجرة عبر جزر الكناري... وفاة 94 مغربياً خلال 2023

14 نوفمبر 2024
اعتراض مهاجرين في جزر الكناري الإسبانية، 22 أغسطس 2024 (خيمينا بوروزاز/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أفاد تقرير منظمة الهجرة الدولية بمصرع 94 مغربياً في 2023 أثناء محاولتهم الوصول إلى جزر الكناري، ضمن 959 وفاة بسبب تحطم 47 سفينة، معظمها انطلقت من السواحل المغربية.
- وصل 5296 مغربياً بنجاح إلى جزر الكناري حتى نوفمبر 2023، بنسبة 15% من مجموع المهاجرين، بينما يشكل السنغاليون 19%. الرحلة محفوفة بالمخاطر بسبب طولها والقوارب غير الصالحة للإبحار.
- تدعو "الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان" إلى مقاربة إنسانية للهجرة وتنسيق دولي لتوعية الشباب، محذرة من أن الأرقام قد تكون أعلى بسبب صعوبة توثيق حالات الغرق.

أفاد تقرير نشرته منظمة الهجرة الدولية بأن 94 مهاجراً مغربياً قضوا العام الماضي خلال محاولتهم الوصول من السواحل الجنوبية للبلاد إلى أرخبيل جزر الكناري الإسبانية. وسجل التقرير بعنوان "نظرة عامة سنوية لمشروع المهاجرين المفقودين غرب ووسط أفريقيا عام 2023"، مقتل ما لا يقل عن 959 شخصاً في البحر من جراء تحطم 47 سفينة على طريق الموت في 2023، والتي انطلق جزء كبير منها من السواحل المغربية، وحملت مهاجرين مغاربة ومن جنسيات مختلفة.

وبحسب التقرير، تحطم 18 قارباً قبالة السواحل المغربية، و19 قارباً قبالة سواحل جزر الكناري، فيما تحطمت القوارب الأخرى أمام سواحل السنغال وموريتانيا والرأس الأخضر. وأفاد التقرير بأنه من ضمن الوفيات الموثقة، لقي 94 مغربياً حتفهم على هذه الطريق عام 2023، علماً أن معظم الأشخاص الذين جرى توثيق وفاتهم (59%) مجهولون، ولا يُعرف البلد الذي يحملون جنسيته، ويفترض أنهم من جنسات دول أفريقيا جنوب الصحراء.

وبحسب المعلومات التي نقلها التقرير، وصل 5296 مغربياً بنجاح إلى جزر الكناري حتى نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، بنسبة 15% من مجموع المهاجرين، وهي الثانية الأعلى خلف السنغال التي شكل مهاجروها الذين وصلوا نسبة 19% من مجموع المهاجرين. وأورد التقرير أيضاً أن الرحلة نحو الجزر تستغرق بين أسبوع وأسبوعين بحسب نقطة الانطلاق. ويعد العبور البحري إلى جزر الكناري محفوفاً بالمخاطر بسبب طول الرحلة والقوارب المستخدمة غير الصالحة للإبحار، ما يتسبب في حوادث تتكرر جداً في البحر. ويتحطم واحد من كل عشرة قوارب تغادر الساحل الأفريقي.

وترجح منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة أن أرقامها أقل بكثير من الواقع بسبب صعوبة توثيق حالات الغرق، وعدم العثور على غالبية الجثث. وتعليقاً على الإحصاءات، قال رئيس "الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان" (غير حكومية) إدريس السدراوي، لـ"العربي الجديد": "نحن أمام مأساة يجب إيقافها عبر وضع مقاربة إنسانية للهجرة وتكثيف التنسيق الدولي لتوعية الشباب بمخاطر الإقدام على الهجرة السرّية، وتأكيد ضرورة تحميل الدول الأوروبية المسؤولية التاريخية والأخلاقية في شأن ما يحدث". تابع: "يجب تأكيد أن الأرقام قد تكون أكثر بكثير خصوصاً في ظل تزايد احتجاجات العائلات التي تفقد أبناءها من دون أن تتلقى أجوبة شافية من المصالح الحكومية المغربية.

وتتسبب غالبية محاولات الهجرة السرّية من سواحل المغرب الجنوبية إلى جزر الكناري بمآسٍ إنسانية، إذ يلقى واحد من أصل 24 مهاجراً حتفه على هذه الطريق، بحسب أرقام منظمة الهجرة الدولية، ما يجعل مسار الكناري أحد أخطر طرق الهجرة السرية. وكانت سواحل المغرب الشمالية على البحر المتوسط، ومدينتا سبتة ومليلية المحتلتان، من أشهر مسارات الهجرة السرية نحو أوروبا، قبل أن تسجل الآونة الأخيرة تحولاً ملحوظاً، إذ باتت قوارب كثيرة للمهاجرين تتوجه إلى جزر الكناري.

المساهمون