أسعار "الياميش" تواصل ارتفاعها والمصريون يكتفون بالمشاهدة

30 ابريل 2018
ارتفاعات هذا العام ستتراوح بين 25 و30% (Getty)
+ الخط -
قفزت أسعار "ياميش" رمضان (المكسرات) بمعدل تخطى 135% العام الماضي، طبقاً لتقارير شعبة العطارة في "الغرفة التجارية بالقاهرة"، والتي تؤكد أن ارتفاعات هذا العام ستتراوح بين 25 و30%، وصاحب قفزات الأسعار تراجع كبير في معدلات الشراء واكتفاء شريحة كبيرة من المصريين بمشاهدة سلع رمضان في ظل ضعف القدرة الشرائية.

وبررت غرفة القاهرة أسباب الارتفاع بالمغالاة في قيمة الجمارك المفروضة على السلع المستوردة، على اعتبار أن مكونات "الياميش" تعتبرها الجهات المسؤولة في الدولة من "السلع الاستفزازية"، كما وجه البعض اتهامات للتجار بالوقوف وراء زيادة الأسعار.  

لكن رجب العطار، رئيس شعبة العطارة، برّأ التجار من رفع الأسعار، وأرجعه إلى ارتفاع سعر الفائدة على القروض التي يحصل عليها التجار ومنهم مستوردو الياميش، من البنوك إلى 22%، ما ينعكس على سعر تكلفة المنتج المستورد، والتي يتحمل المستهلك جزءاً منها.

الأزهر وأسواق الياميش

وكشفت جولة لـ"العربي الجديد" في شارع الأزهر معقل أسواق الياميش بوسط القاهرة، ارتفاع أسعار بعض أنواعه بمعدلات تخطت 100%، إذ ارتفع الزبيب المحلي من 20 جنيها (نحو 1.1 دولار) للكيلو العام الماضي إلى 60 جنيها (3.4 دولارات) هذا العام، والمستورد من 40 لـ80 جنيها، والفول السوداني من 20 إلى 35 جنيها، وجوز الهند من 40 لـ60 جنيها، ولفة قمر الدين من 20 لـ35 جنيها، وعبوة التمر الهندي من 10 لـ25 جنيها، مع ثبات سعر عبوة التين عند 25 جنيها، ولكن بعد تخفيض وزنها من 400 غرام لـ350 غراما، كما تراوحت أسعار البلح بين 10- 45 جنيها.


ولاحظت "العربي الجديد" ثبات أسعار ياميش الأغنياء بالمقارنة بأسعار العام الماضي، فأسعار البندق بدأت من 120 وحتى 240 جنيها للكيلو، واللوز المقشر من 240 جنيها، وعين الجمل من 120 جنيها، والقراصيا، والمشمشية 95 جنيها للكيلو.

ويؤكد محمد عطية الزهيري، رئيس شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية بالقليوبية (شمال القاهرة)، أن هناك حالة من الركود التي تضرب أسواق الياميش هذا العام بسبب ارتفاع الأسعار.

ويضيف لـ"العربي الجديد" أن غالبية التجار لم يتمكنوا من تصريف أكثر من 20% من جملة مشترياتهم، على رغم أن هذه الأيام التي تسبق شهر رمضان المبارك، هي موسم أسواق الياميش وغيرها من السلع.

ويرجع الزهيري أسباب ارتفاع الأسعار رغم استقرار سعر الدولار، إلى عدة عوامل منها: ارتفاع أسعار الوقود والتي أثرت بشكل مباشر في أسعار كافة السلع في مصر ومنها أسعار الياميش، كذلك زيادة التعريفة الجمركية على هذه النوعية من السلع باعتبارها سلعا كمالية، لافتا إلى أن هناك أيضا سببا غير مباشر، فعند ارتفاع الأسعار يضطر التاجر إلى تقليل حجم مشترياته، ما يعني ارتفاع التكاليف الثابتة، والتي تنعكس بدورها على سعر المستهلك في النهاية.

ياميش الفقراء

ويقول عصام الجندي، تاجر عطارة بالأزهر لـ"العربي الجديد"، إن حجم المبيعات في تراجع عن العام الماضي بمعدل 40 إلى 50%، بسبب ارتفاع الأسعار، وخروج شرائح مجتمعية من القوة الشرائية، فأصحاب المداخيل المتوسطة والمنخفضة، كانوا حريصين على عدم حرمان أولادهم من "ياميش رمضان" من خلال شراء أوزان بسيطة من نوعيات معينة كجوز الهند والزبيب والفول السوداني وقمر الدين، ما يطلق عليه "ياميش الغلابة"، بتكلفة لا تزيد عن 100 جنيه. أما الآن، فإن الأوزان والنوعيات ذاتها تكلف مثل هذه الطبقات 300 جنيه، ما اضطر البعض إلى الإحجام عن الشراء، أو تخفيف الأوزان والنوعيات.

واعتاد ياسر أسعد، وهو موظف بإحدى الشركات الكبرى، منذ سنوات على شراء ياميش رمضان كل عام للأهل والأقارب. ويؤكد لـ"العربي الجديد" أن منذ تعويم الجنيه ارتفعت أسعار الياميش بمعدل 300%، مشيرا إلى أن انخفاض القوة الشرائية لمدخوله دفعه إلى تقليل الكميات التي كان يشتريها كل عام.

أسعار الوقود

"العربي الجديد" سألت أحمد حسن، موظف بإحدى شركات قطاع الأعمال، ويعيل أسرة مكونة من 7 أفراد، حول قدرته على شراء ياميش رمضان هذا العام، فأجاب: الدخل لا يكفي الآن لشراء مثل هذه الكماليات، "آخرنا 5 كيلو بلح"، إذ خرج العصير المصنوع من الفواكه التي يتم تخزينها مجمدة في موسمها، كالفراولة والغوافة والبرتقال، والمانغو، من القائمة بعد ارتفاع أسعارها، بالإضافة إلى بعض أنواع العصائر الصناعية كالتمر الهندي.

ويوضح أن الزبيب وجوز الهند بعد ارتفاع أسعارهما، لا يتم شراؤهما إلا عند الحاجة فقط، وبكميات محدودة، لا يتعدى سعر العبوة من حجم 100 غرام 7 جنيهات.

ويرى الحاج حسين حسن، تاجر تجزئة، أن أحد أهم أسباب ارتفاع أسعار الياميش هذا العام، هو ارتفاع أسعار الوقود، ضاربا المثل بشحنة البلح، والتي ارتفعت تكلفة نقلها من أسوان إلى القاهرة من 1000 جنيه إلى 3000 جنيه.

ويشير إلى أن هناك أسعار بعض الأنواع لم يحدث فيها ارتفاع كالمشمشية والبندق واللوز، أما الأنواع التي ارتفعت كان منها، جوز الهند والزبيب المحلى والمستورد والتين وقمر الدين المستورد والتمر الهندي، موضحا أنه بشكل عام تتراوح نسبة الارتفاع هذا العام ما بين 25 و30%.

ويقدر الحاج حسين حالة ركود التي تضرب تجارته بـ 70% نتيجة ارتفاع الأسعار، مع عدم تمكن الناس من الشراء بخاصة أن "الياميش" يعتبر من الكماليات، على حد قوله، واصفا حالة الضنك التي يعاني منها المواطن بتعبير دارج على ألسنة المصريين" الناس بتكح (السعال) تراب".

المساهمون