أسرة فلسطينية تمتهن صُنع القطع الفنية من "الخيش"

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
22 ديسمبر 2019
CE024FA4-6FDB-4FB5-8F58-8E90450F8031
+ الخط -
لم تفرط الأربعينية الفلسطينية رغدة أبو عاصي بقطعة الخيش (نسيج قماشي متين) التي طرزتها بأشكال فنية قبل نحو 20 عاماً، وهو العُمر الذي بدأ فيه عشقها لتلك الخامة، إذ تعتبر أنها تمزج بين التراث والفن.

وامتد العشق لهذا اللون الفني، والذي لم يفارق أبو عاصي منذ ذلك الوقت، حتى أسست مشروعها الخاص بها وبأسرتها الصغيرة، لتصنيع مختلف الأشكال والقطع الفنية المُطعمة بقطع الخيش المائل للألوان الترابية.

وتتوزع مهام العمل بين أفراد أسرة أبو عاصي من منطقة تل الهوا جنوب مدينة غزة، إذ يتولى أحدهم قص الأقمشة، وتجهيز القطع الخشبية وقطع الحديد، بينما يتجه الآخرون نحو تجميع القطع وتزيينها بالورد وتنسيقها بالأشكال الفنية المتنوعة.

وتزين أسرة أبو عاصي القطع الخشبية بقطع الخيش المُطعّم بالخرز الملون، كذلك تصنع الشراشف ذات الأطراف المزخرفة، وتزين بالخيش علب أوراق المحارم، سلال القمامة، التعليقات الخشبية، الأواني المطبخية، الأدوات المنزلية، الدمى، الإكسسوارات، الحقائب النسائية وغيرها.

وتقول رغدة أبو عاصي (48 عاماً)، وهي موظفة في وزارة التربية والتعليم لـ "العربي الجديد" إن الفكرة بدأت قبل نحو عامين، مع حلول العيد، إذ رغبت بتزيين بيتها بطريقة جديدة وملفتة، فقامت بصنع مزهرية مزينة بقطع الخيش، كذلك شجرة، وأغطية وعلب أوراق محارم ومَضيَفة للشوكولاتة والكعك والمعمول، وقد أضافت الخيش لجميع القطع المصنوعة، ما خلق جواً مميزاً.

وعن تلك التجربة تضيف "لفتت الفكرة أنظار جميع الأقارب والزوار خلال فترة العيد، إذ بدؤوا بتصوير الأدوات، وأبدوا إعجابهم بها"، مبينة أن الجميع شجعها على صناعة مثل تلك المنتجات وتسويقها، خاصة أنها فكرة جديدة من نوعها.

وتضيف "ذلك التشجيع دفعني للجلوس مع أسرتي، والتشاور فيما بيننا لإنشاء مشروع منزلي خاص بنا، لتصنيع القطع الفنية المُطعمة بالخيش، وقد خَيّم علينا التردد حينها، خوفاً من عدم نجاح الفكرة بالشكل المطلوب، إلا أن ذلك التردد بدأ بالتلاشي مع بدء تطبيق الفكرة، وترويجها ونجاحها".

وبدأت الأسرة وبمشاركة جميع أفرادها بتوفير المواد الخام الأساسية للمشروع المبتدئ، إذ تم شراء كمية من الخيش الجاهز، الإطارات المزخرفة، أحبال الخيش، السلك المعدني، مقدح، لاصق سيليكون، قطع خشبية، وعدد من اللوازم الخاصة باللمسات الأخيرة، والبدء بتصنيع قطع الأنتيكا، وتزيين المرايا، والمضايف، والتعليقات المنزلية، والحقائب النسائية.

وتوضح أبو عاصي أن نجاح الفكرة بين الأهل والأصدقاء دفع الأسرة لإنشاء عدد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف ترويج المنتج ونشر الصور التي توضح مختلف التفاصيل، ما زاد من نسبة التفاعل والتشجيع.

وشاركت الأسرة في عدد من المعارض المحلية، لرؤية مدى إقبال الناس على المنتجات، ومدى تقبلهم لها، وقد كانت ردود الفعل إيجابية في كل مرة.

وتحاول أبو عاصي وأبناؤها توسعة وتطوير عملهم بشكل متواصل، وذلك عبر إضافة اللمسات الجديدة، والتي تلفت أنظار الناس، وتسعى إلى أن تكون الأسعار متناسبة مع الأوضاع الاقتصادية المتردية في قطاع غزة المُحاصر.

ويعمل الابن أمين أبو عاصي (22 عاماً) على تجهيز القطع الخشبية والمعدنية، وأساسيات العمل، تمهيداً لدخول تلك القطع في مراحل أخرى، ثم يتم تزيينها بالخيش، وتطعيمها بالإكسسوارات الملائمة لخروج المنتج بالشكل الجمالي والنهائي.

من ناحيته يقول أسامة أبو عاصي (18 عاماً)، إن عمله يقتصر على قص قطع الخيش، وتنسيقها بالأحجام المناسبة، إلى جانب قص قطع الكارتون المطلوبة لعدد من الأصناف، علاوة على مطابقة قطع الكارتون بقطع الخيش.

ويوضح لـ "العربي الجديد" ميزة العمل مع فريق، مكون من أفراد الأسرة، أنه يعزز مبدأ المشاركة، والتشاور.. نجد ذلك ممتعاً".

ويجد الطفل أدهم أبو عاصي (10 سنوات) متعة بالعمل على الصنارة التي أتقن العمل عليها في أوقات الفراغ، ويقول إنه تعلم التطريز من والدته، حين كانت تُعلم شقيقته رُبا أبو عاصي، والتي اختصت كذلك في تصنيع الورود وأغصان الزهور، وتزيين الشراشف ومختلف القطع الفنية.

ذات صلة

الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.
الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..
المساهمون