من يذهب إلى مدينة العقبة في الإجازات الرسمية والأعياد، يحسب أنّ كلّ مواطني الأردن السبعة ملايين، انتقلوا إليها. فالمدينة التي تبعد 330 كيلومتراً إلى الجنوب من العاصمة عمّان تقع على الساحل الوحيد للمملكة، على البحر الأحمر تحديداً.
هناك تصل نسبة إشغال الفنادق والشقق الفندقية إلى 100%. وتتضاعف أسعار المبيت، وينام المئات على الشاطئ وفي الساحات العامة، في تحدّ للمنع الرسمي. لكن، رغم الصخب الذي يرافق تدفّق سكان المدن الأردنية باتجاه "الثغر الباسم"، كما يطلقون على مدينة العقبة، هناك الكثير من الأردنيين الذين لم يزوروا بحرهم مطلقاً، ولم يروا ساحلاً طوال حياتهم.
وفي هذا الإطار، تقول ماجدة محمد، التي لم تزر البحر في حياتها: "أشعر أنّ الجلوس أمام البحر يريح الأعصاب". هي قرأت فقط عن هذا الإحساس، وتضيف: "أيضاً عندما أشاهد البحر على التلفزيون أرتاح وأستمتع.. فكيف بالواقع؟".
تقول السيدة الأربعينية التي تقيم في أحد أحياء شرق العاصمة عمّان القديمة، إنّها ترغب في زيارة العقبة، لكنّ رغبتها يكبحها دائماً التفكير بالكلفة المادية للرحلة، خصوصاً أنها تتمنى أن تكون الرحلة برفقة عائلتها المكونة من تسعة أفراد. تضيف: "صحيح أنّي أحبّ الذهاب إليها وأفكر بذلك، لكنّ في الحياة أولويات، والمال الذي سندفعه بدل مواصلات ومبيت وغيره خلال رحلة من يومين إلى ثلاثة، يمكن أن نصرفه على البيت طوال شهر". وبالرغم من ادّعائها أنّها "لست كثيرة الاهتمام بالأمر ولا يزعجني"، فإنّها تعتقد أن جزءاً من العصبية التي يتسم الشعب الأردني بها، تعود إلى "عدم وجود مشاهد طبيعية تريح أعصابهم أو بحر".
مأمون الغول كان أوفر حظاً، فقد استمتع بشواطئ البحر الأبيض المتوسط عندما كان يتنقل خلال طفولته مع عائلته ما بين مدينة غزة الفلسطينية وليبيا. لكن المدرّس الثلاثيني الذي يقيم في عمّان، لم يزر مدينة العقبة طوال حياته، ولا يفكر بزيارتها كما يؤكد.
يبرر ذلك بما يعرفه عن البحر في العقبة، فهو "خليج صغير، لا توجد فيه شواطئ ممتدة، ولا خدمات مميّزة للسياح، أو أماكن ترفيه إلاّ إذا كانت باهظة الثمن". ويقول: "على شواطئ البحر الأبيض المتوسط لا ترى أمامك سوى البحر وامتداده الكبير. أما في العقبة فتشاهد المباني في الجهة المقابلة".
تطل مدينة العقبة على خليج العقبة شبه المغلق، والذي يضيق بالدول المطلة عليه، وهي بالإضافة إلى الأردن، كلٌّ من فلسطين المحتلة والسعودية ومصر. ويبلغ طول الخليج 160 كيلومتراً، فيما يبلغ عرضه 24 كيلومتراً فقط.
ويبلغ طول الساحل الأردني 27 كيلومتراً، موزعاً على منطقة عسكرية، وأخرى مدنية تضم موانئ للحاويات وساحات للشاحنات، فيما تلتهم الفنادق الفخمة والمشاريع الاستثمارية معظم الساحل الباقي، لتترك مساحة ضئيلة للمتنزهين وعشاق البحر الذين لا يمتلكون القدرة المالية على دخول الفنادق للتمتع بالشواطئ المسيّجة ضمن حدودها. وهي الحقائق التي تجعل الغول وأمثاله غير مهتمين بزيارة البحر.
كما أنّ معظم الأردنيين الذين يمتلكون قدرة مالية، يفضّلون السياحة البحرية خارج بلادهم، بحسب محمد عقاب، الذي يملك ويدير أحد المكاتب السياحية. ويرجع الأمر إلى الكلفة المرتفعة للسياحة في العقبة، مقارنة بدول المنطقة. ويقدّر إنفاق السائح الأردني في طابا، أو شرم الشيخ في مصر، أو في تركيا، بنصف إنفاقه في مدينة العقبة، خصوصاً في ما يتعلق بالمبيت.
يضيف عقاب: "كما أنّ ضعف وسائل الترفيه في العقبة يدفع الأردنيين المقتدرين إلى تفضيل التوجه إلى سواحل الدول القريبة، للحصول على أكبر قدر من المتعة".
لكن، وعلى الرغم من ذلك ينشط العديد من مكاتب السياحة في مجال تنظيم الرحلات إلى العقبة، والتي تتركز في نهايات الأسبوع، والعطل والأعياد. وتقدم المكاتب عروضاً "مغرية" للراغبين بزيارة البحر، الذين غالباً ما يقعون في الشباك، عندما يكتشفون أن العروض لا تتضمن سوى المواصلات والمبيت، لينفقوا هناك أضعاف ما يدفعونه للمكاتب السياحية.
ومنذ إعلان العقبة منطقة اقتصادية خاصة عام 2001، ازدهرت رحلات التسوّق إلى المنطقة المعفاة من الرسوم الجمركية، فأصبحت فرصة للمواطنين لشراء بضائع منخفضة الثمن. كما باتت زيارة البحر هامشية أمام نهم المتسوقين الذين يعودون إلى بيوتهم محملين بالمكسرات والأغطية والملابس. لتتحول الذكريات عن مياه البحر وحيوده المرجانية النادرة، إلى المحال التجارية والتسوّق لا أكثر.
إقرأ أيضاً: أسواق الأردن الشعبيّة ليست للفقراء فقط
هناك تصل نسبة إشغال الفنادق والشقق الفندقية إلى 100%. وتتضاعف أسعار المبيت، وينام المئات على الشاطئ وفي الساحات العامة، في تحدّ للمنع الرسمي. لكن، رغم الصخب الذي يرافق تدفّق سكان المدن الأردنية باتجاه "الثغر الباسم"، كما يطلقون على مدينة العقبة، هناك الكثير من الأردنيين الذين لم يزوروا بحرهم مطلقاً، ولم يروا ساحلاً طوال حياتهم.
وفي هذا الإطار، تقول ماجدة محمد، التي لم تزر البحر في حياتها: "أشعر أنّ الجلوس أمام البحر يريح الأعصاب". هي قرأت فقط عن هذا الإحساس، وتضيف: "أيضاً عندما أشاهد البحر على التلفزيون أرتاح وأستمتع.. فكيف بالواقع؟".
تقول السيدة الأربعينية التي تقيم في أحد أحياء شرق العاصمة عمّان القديمة، إنّها ترغب في زيارة العقبة، لكنّ رغبتها يكبحها دائماً التفكير بالكلفة المادية للرحلة، خصوصاً أنها تتمنى أن تكون الرحلة برفقة عائلتها المكونة من تسعة أفراد. تضيف: "صحيح أنّي أحبّ الذهاب إليها وأفكر بذلك، لكنّ في الحياة أولويات، والمال الذي سندفعه بدل مواصلات ومبيت وغيره خلال رحلة من يومين إلى ثلاثة، يمكن أن نصرفه على البيت طوال شهر". وبالرغم من ادّعائها أنّها "لست كثيرة الاهتمام بالأمر ولا يزعجني"، فإنّها تعتقد أن جزءاً من العصبية التي يتسم الشعب الأردني بها، تعود إلى "عدم وجود مشاهد طبيعية تريح أعصابهم أو بحر".
مأمون الغول كان أوفر حظاً، فقد استمتع بشواطئ البحر الأبيض المتوسط عندما كان يتنقل خلال طفولته مع عائلته ما بين مدينة غزة الفلسطينية وليبيا. لكن المدرّس الثلاثيني الذي يقيم في عمّان، لم يزر مدينة العقبة طوال حياته، ولا يفكر بزيارتها كما يؤكد.
يبرر ذلك بما يعرفه عن البحر في العقبة، فهو "خليج صغير، لا توجد فيه شواطئ ممتدة، ولا خدمات مميّزة للسياح، أو أماكن ترفيه إلاّ إذا كانت باهظة الثمن". ويقول: "على شواطئ البحر الأبيض المتوسط لا ترى أمامك سوى البحر وامتداده الكبير. أما في العقبة فتشاهد المباني في الجهة المقابلة".
تطل مدينة العقبة على خليج العقبة شبه المغلق، والذي يضيق بالدول المطلة عليه، وهي بالإضافة إلى الأردن، كلٌّ من فلسطين المحتلة والسعودية ومصر. ويبلغ طول الخليج 160 كيلومتراً، فيما يبلغ عرضه 24 كيلومتراً فقط.
ويبلغ طول الساحل الأردني 27 كيلومتراً، موزعاً على منطقة عسكرية، وأخرى مدنية تضم موانئ للحاويات وساحات للشاحنات، فيما تلتهم الفنادق الفخمة والمشاريع الاستثمارية معظم الساحل الباقي، لتترك مساحة ضئيلة للمتنزهين وعشاق البحر الذين لا يمتلكون القدرة المالية على دخول الفنادق للتمتع بالشواطئ المسيّجة ضمن حدودها. وهي الحقائق التي تجعل الغول وأمثاله غير مهتمين بزيارة البحر.
كما أنّ معظم الأردنيين الذين يمتلكون قدرة مالية، يفضّلون السياحة البحرية خارج بلادهم، بحسب محمد عقاب، الذي يملك ويدير أحد المكاتب السياحية. ويرجع الأمر إلى الكلفة المرتفعة للسياحة في العقبة، مقارنة بدول المنطقة. ويقدّر إنفاق السائح الأردني في طابا، أو شرم الشيخ في مصر، أو في تركيا، بنصف إنفاقه في مدينة العقبة، خصوصاً في ما يتعلق بالمبيت.
يضيف عقاب: "كما أنّ ضعف وسائل الترفيه في العقبة يدفع الأردنيين المقتدرين إلى تفضيل التوجه إلى سواحل الدول القريبة، للحصول على أكبر قدر من المتعة".
لكن، وعلى الرغم من ذلك ينشط العديد من مكاتب السياحة في مجال تنظيم الرحلات إلى العقبة، والتي تتركز في نهايات الأسبوع، والعطل والأعياد. وتقدم المكاتب عروضاً "مغرية" للراغبين بزيارة البحر، الذين غالباً ما يقعون في الشباك، عندما يكتشفون أن العروض لا تتضمن سوى المواصلات والمبيت، لينفقوا هناك أضعاف ما يدفعونه للمكاتب السياحية.
ومنذ إعلان العقبة منطقة اقتصادية خاصة عام 2001، ازدهرت رحلات التسوّق إلى المنطقة المعفاة من الرسوم الجمركية، فأصبحت فرصة للمواطنين لشراء بضائع منخفضة الثمن. كما باتت زيارة البحر هامشية أمام نهم المتسوقين الذين يعودون إلى بيوتهم محملين بالمكسرات والأغطية والملابس. لتتحول الذكريات عن مياه البحر وحيوده المرجانية النادرة، إلى المحال التجارية والتسوّق لا أكثر.
إقرأ أيضاً: أسواق الأردن الشعبيّة ليست للفقراء فقط