يجد العديد من أبناء محافظة الإسكندرية المصرية في فصل الصيف فرصة مواتية لمزاولة عدة مهن موسمية. فالصيف وشاطئ الإسكندرية على البحر الأبيض المتوسط، يفتحان باب رزق لكثير من العاطلين من العمل، ولو أنّها فرص مرتبطة به فحسب.
تستقبل شواطئ الفقراء المجانية في الإسكندرية الآلاف من الأسر سنوياً. خصوصاً في شواطئ شرق المدينة وغربها. لكن، عدا الأسر، تجد هناك شتى أنواع البائعين المتجولين. فمن ملابس البحر والقبعات والنظارات الشمسية إلى المثلجات والمرطبات والذرة والصبّار وغيرها من وسائل العيش التي يعتمدها الباعة، ويقبل عليها المصطافون.
وبالرغم من أنّ ازدياد أعداد هؤلاء الباعة، حتى الأطفال من بينهم، مع ترك البعض لمهنته الأصلية وتحوله إلى بائع على الشاطئ، فإنّ هؤلاء سرعان ما يعودون مع انتهاء الصيف، إمّا إلى مهنهم التي تركوها، أو إلى بطالتهم، بانتظار موسم جديد.
من جهته، يبيع الثلاثيني محمود الزيني الآيس كريم والمرطبات هذا الصيف. هو استعد جيداً بتزيين عربته الخشبية التي يجوب بها شوارع وشواطئ الإسكندرية في هذه الفترة. يقول: "منذ تخرجي من كلية الزراعة قبل ثلاثة أعوام حاولت كثيراً أن أعمل باختصاصي، أو أن أجد فرصة عمل مناسبة على الأقل. لم أتمكن من ذلك، وهو ما اضطرني للعمل على شواطئ الإسكندرية في فصل الصيف في بيع المثلجات والمشروبات الباردة إلى جانب الآيس كريم".
يضيف: "الشغل الجاد يبدأ مع الصيف. قبل ذلك أجهز العربة وأبدأ التجول في منطقة سيدي بشر. وأنتظر اكتظاظ الشاطئ بالمصطافين بعد انتهاء الامتحانات في يونيو/ حزيران الجاري.. عندها ينصلح الحال". ويتابع: "لا أشعر بالملل أو التعب من جراء عملي الذي يستمر لأكثر من عشر ساعات يومياً لأنني اعتبره نوعا من التسلية أو الفسحة، خصوصاً أنني أنتظر فصل الصيف من عام إلى عام، فهو الموسم الذي أجني فيه المال، عكس باقي السنة".
يمر محسن الصياد وهو يصارع الرمال الحارقة، وشمس الصيف التي تركت آثارها بوضوح على وجهه ويديه، ويجول ببعض الملابس الصيفية والإكسسوارات على الشواطئ العامة. هو عامل بناء، لكنّه يستغل الصيف لزيادة دخله. يقول: "لديّ خمسة أطفال.. والصيف يساعدني في تحسين إنفاقي على أسرتي".
يبيع الصياد ملابس ومستلزمات البحر من عوّامات ونظارات وأدوات صيد، بأرخص مما في المتاجر، بحسب ما يقول. لكنّه ينزعج من الزبائن الذين يفاصلونه في السعر مع ذلك.
يرفض وصف البيع على الشواطئ بـ"مهنة العاطلين من العمل". ويقول: "أنا أعمل على شواطئ الإسكندرية منذ أكثر من 20 عاماً، فهي تجارة بالحلال علمتني الصبر والتعرف على الحياة وطباع البشر". ويردف: "إلا أنّها في الفترة الأخيرة تشهد بائعين دخلاء، أحياناً يسيئون للعاملين بها بسبب سوء تعاملهم مع الزبائن".
في المقابل، بات البائع الأربعيني محمد عمر مألوف الوجه والبضاعة بين المصطافين. يتجول بهدوء على الشاطئ مستجدياً عددا كبيراً من الزبائن لبضاعته بصوته المرتفع "فريسكا.. فريسكا"، وهي نوع من الحلويات الإسكندرانية الشهيرة. يقول: "أنا في هذه المهنة أباً عن جد. رأسمالي الرئيسي هو الابتسامة والكلمة الطيبة التي تساعدني في جذب وإرضاء جميع الزبائن سواء كانوا من أبناء المدينة أو من الآتين إليها من المحافظات المجاورة".
يؤكد عمر أنّ الشواطئ المجانية بناسها وزبائنها الطيبين تختلف عن الخاصة. ويشير إلى أنّ مشكلته الأساسية التي تواجهه هو وغيره من العاملين على الشاطئ هي ملاحقة شرطة المرافق لهم، ومصادرتها بضاعتهم لعدم وجود تراخيص خاصة بمزاولة المهنة.
على مقربة منه، يحاول ناجح سعد لفت انتباه الوافدين إلى البحر بالنداء على الصبّار (التين الشوكي)، كعادته السنوية منذ مجيئه من محافظة البحيرة قبل عشر سنوات. يضيف وهو يقطّع الثمار أنّ مبيعاته لا تنشط إلّا في الصيف. يستعد سعد لاختيار مكان مناسب لوضع شوّاية ذرة خاصة به أيضاً. مع العلم أنّ الذرة المشوية تعتبر من العلامات المميزة لشواطئ المدينة ويقبل عليها معظم المصطافين.
بدوره، تخصص الطالب في كلية الآداب محمد عبد السلام في إعداد المشروبات الساخنة لرواد شاطئ المكس، غرب الإسكندرية. هو يتمنى لو كان دخل أسرته أفضل، كي يستغني عن العمل ويتمتع بالعطلة الدراسية. يعمل مع شقيقه، الذي يبيع مستلزمات البحر والألعاب البلاستيكية، على الشاطئ. ومع ذلك، فهو يختلس بعض الوقت للنزول إلى البحر، والاستمتاع بنسمات الهواء، ويقول: "الرزق دائماً على الله".
إقرأ أيضاً: المرطّبات تنعش الإسكندريّة
تستقبل شواطئ الفقراء المجانية في الإسكندرية الآلاف من الأسر سنوياً. خصوصاً في شواطئ شرق المدينة وغربها. لكن، عدا الأسر، تجد هناك شتى أنواع البائعين المتجولين. فمن ملابس البحر والقبعات والنظارات الشمسية إلى المثلجات والمرطبات والذرة والصبّار وغيرها من وسائل العيش التي يعتمدها الباعة، ويقبل عليها المصطافون.
وبالرغم من أنّ ازدياد أعداد هؤلاء الباعة، حتى الأطفال من بينهم، مع ترك البعض لمهنته الأصلية وتحوله إلى بائع على الشاطئ، فإنّ هؤلاء سرعان ما يعودون مع انتهاء الصيف، إمّا إلى مهنهم التي تركوها، أو إلى بطالتهم، بانتظار موسم جديد.
من جهته، يبيع الثلاثيني محمود الزيني الآيس كريم والمرطبات هذا الصيف. هو استعد جيداً بتزيين عربته الخشبية التي يجوب بها شوارع وشواطئ الإسكندرية في هذه الفترة. يقول: "منذ تخرجي من كلية الزراعة قبل ثلاثة أعوام حاولت كثيراً أن أعمل باختصاصي، أو أن أجد فرصة عمل مناسبة على الأقل. لم أتمكن من ذلك، وهو ما اضطرني للعمل على شواطئ الإسكندرية في فصل الصيف في بيع المثلجات والمشروبات الباردة إلى جانب الآيس كريم".
يضيف: "الشغل الجاد يبدأ مع الصيف. قبل ذلك أجهز العربة وأبدأ التجول في منطقة سيدي بشر. وأنتظر اكتظاظ الشاطئ بالمصطافين بعد انتهاء الامتحانات في يونيو/ حزيران الجاري.. عندها ينصلح الحال". ويتابع: "لا أشعر بالملل أو التعب من جراء عملي الذي يستمر لأكثر من عشر ساعات يومياً لأنني اعتبره نوعا من التسلية أو الفسحة، خصوصاً أنني أنتظر فصل الصيف من عام إلى عام، فهو الموسم الذي أجني فيه المال، عكس باقي السنة".
يمر محسن الصياد وهو يصارع الرمال الحارقة، وشمس الصيف التي تركت آثارها بوضوح على وجهه ويديه، ويجول ببعض الملابس الصيفية والإكسسوارات على الشواطئ العامة. هو عامل بناء، لكنّه يستغل الصيف لزيادة دخله. يقول: "لديّ خمسة أطفال.. والصيف يساعدني في تحسين إنفاقي على أسرتي".
يبيع الصياد ملابس ومستلزمات البحر من عوّامات ونظارات وأدوات صيد، بأرخص مما في المتاجر، بحسب ما يقول. لكنّه ينزعج من الزبائن الذين يفاصلونه في السعر مع ذلك.
يرفض وصف البيع على الشواطئ بـ"مهنة العاطلين من العمل". ويقول: "أنا أعمل على شواطئ الإسكندرية منذ أكثر من 20 عاماً، فهي تجارة بالحلال علمتني الصبر والتعرف على الحياة وطباع البشر". ويردف: "إلا أنّها في الفترة الأخيرة تشهد بائعين دخلاء، أحياناً يسيئون للعاملين بها بسبب سوء تعاملهم مع الزبائن".
في المقابل، بات البائع الأربعيني محمد عمر مألوف الوجه والبضاعة بين المصطافين. يتجول بهدوء على الشاطئ مستجدياً عددا كبيراً من الزبائن لبضاعته بصوته المرتفع "فريسكا.. فريسكا"، وهي نوع من الحلويات الإسكندرانية الشهيرة. يقول: "أنا في هذه المهنة أباً عن جد. رأسمالي الرئيسي هو الابتسامة والكلمة الطيبة التي تساعدني في جذب وإرضاء جميع الزبائن سواء كانوا من أبناء المدينة أو من الآتين إليها من المحافظات المجاورة".
يؤكد عمر أنّ الشواطئ المجانية بناسها وزبائنها الطيبين تختلف عن الخاصة. ويشير إلى أنّ مشكلته الأساسية التي تواجهه هو وغيره من العاملين على الشاطئ هي ملاحقة شرطة المرافق لهم، ومصادرتها بضاعتهم لعدم وجود تراخيص خاصة بمزاولة المهنة.
على مقربة منه، يحاول ناجح سعد لفت انتباه الوافدين إلى البحر بالنداء على الصبّار (التين الشوكي)، كعادته السنوية منذ مجيئه من محافظة البحيرة قبل عشر سنوات. يضيف وهو يقطّع الثمار أنّ مبيعاته لا تنشط إلّا في الصيف. يستعد سعد لاختيار مكان مناسب لوضع شوّاية ذرة خاصة به أيضاً. مع العلم أنّ الذرة المشوية تعتبر من العلامات المميزة لشواطئ المدينة ويقبل عليها معظم المصطافين.
بدوره، تخصص الطالب في كلية الآداب محمد عبد السلام في إعداد المشروبات الساخنة لرواد شاطئ المكس، غرب الإسكندرية. هو يتمنى لو كان دخل أسرته أفضل، كي يستغني عن العمل ويتمتع بالعطلة الدراسية. يعمل مع شقيقه، الذي يبيع مستلزمات البحر والألعاب البلاستيكية، على الشاطئ. ومع ذلك، فهو يختلس بعض الوقت للنزول إلى البحر، والاستمتاع بنسمات الهواء، ويقول: "الرزق دائماً على الله".
إقرأ أيضاً: المرطّبات تنعش الإسكندريّة