عاودت جماعة الحوثيين تهديداتها التي تشمل هذه المرة الوعيد بشن هجمات بحرية على بعض الجزر، على الرغم من استمرار المفاوضات مع السعودية، والتي تقيّد الحوثيين وتمنعهم من تكرار الهجمات على المملكة.
تحولت مناطق اليمن الشرقية إلى بؤر صراعات ساخنة ومواجهات عسكرية، تدور رحاها من وقت إلى آخر في المثلث الجغرافي النفطي الذي يشمل محافظات شبوة ومأرب وحضرموت، في مغزى واضح يدل على طابع هذا الصراع الذي يتركز في الهيمنة على حقول النفط والغاز.
الأكثر فداحةً من كل الشرور التي يواجهها اليمنيون اليوم أن الإمارات، وهي قرصان إقليمي كالسعودية وإيران، لا تمثل مصالحها فقط، ومصالح رعاتها، وإنما مصالح دولة إسرائيل، حليفة الإمارات في المنطقة، والتي تطمح، هي الأخرى، للتمدّد نحو الجزر والمضائق اليمنية
يشكل الموقع الاستراتيجي الذي يتمتع به اليمن هدفاً للقوى الإقليمية الساعية لتوسيع رقعة نفوذها العسكري في البحار، إذ إن السعودية والإمارات تريدان السيطرة على جزيرتي ميون وسقطرى، فيما تطمع إيران بالسيطرة على الموانئ والجزر الخاضعة للحوثيين.
يأتي إعلان تشكيل المجلس السياسي "للمقاومة الوطنية"، بقيادة العميد طارق محمد عبد الله صالح، الجناح العسكري لحزب المؤتمر الشعبي، جناح الرئيس السابق علي عبد الله صالح، المدعوم من الإمارات، في سياق استكمال ترتيب الخريطة السياسية اليمنية للوكلاء الجدد.
عجزت الحكومة اليمنية عن احتواء الكيانات في البلاد بالقوة، فيبدو أنها قرّرت التوجه، مباشرةً، إلى المموِّل والمحرك الحقيقي لبعض منها، وهو الإمارات، لكن الواقع يقول إن التقاء إرادتي الجانبين ليس أمرا سهلا، فهي محاطة بعوائق يقف وراءها الطرفان.
قُتل 5 من قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعومة إماراتياً، بينهم قائدان بارزان، في وقت متأخر من مساء الجمعة، بقصف مدفعي منسوب لقوات الجيش اليمني الموالي للحكومة الشرعية بمحافظة أبين، جنوبي البلاد، ما يضع اتفاق الرياض بين الجانبين على المحك.
تجددت المعارك شمال العاصمة اليمنية صنعاء، بعد قصف مكثف لطيران التحالف السعودي الإماراتي، وذلك بالتوازي مع مواجهات في مأرب والجوف بين قوات الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثيين. أما جنوباً، فدفعت الإمارات بتعزيزات جديدة لأتباعها في أبين.
رفعت الإمارات من مستوى تدخلها في المعركة الدائرة بين مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم منها، والقوات اليمنية، في محافظة أبين، عبر إدخال طيرانها المسير في المعركة، وذلك بهدف إسقاط أبين، لتأمين عدن، وتوجه المليشيات إلى شبوة.