قُتل 5 من قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعومة إماراتياً، بينهم قائدان بارزان، في وقت متأخر من مساء الجمعة، بقصف مدفعي منسوب لقوات الجيش اليمني الموالي للحكومة الشرعية بمحافظة أبين، جنوبي البلاد، ما يضع اتفاق الرياض بين الجانبين على المحك ويهدد بتصاعد انهيار الهدنة الهشة.
وقال مصدر عسكري بالقوات الحكومية، لـ"العربي الجديد"، إن قصفاً مدفعياً نفذته ألوية الحماية الرئاسية الموالية للشرعية، استهدف تجمعاً للقوات الانفصالية المدعومة من الإمارات في جبهة الشيخ سالم، شمال عاصمة أبين، التي تشهد قتالًا منذ أشهر رغم المساعي السعودية لتثبيت الهدنة الهشة بناء على اتفاق الرياض.
وأشار المصدر إلى سقوط أكثر من 10 قتلى جراء الاستهداف المدفعي، لكن وسائل إعلام موالية للإمارات أقرت في الساعات الأولى من صباح السبت، بمقتل 5 عناصر فقط من قوات المجلس الانتقالي، بينهم قياديان بارزان.
وذكر موقع "عدن 24" التابع للانتقالي أن القصف أسفر عن مقتل العقيد عوض السعدي، قائد ما يسمى بعمليات قوات الدعم والإسناد، والنقيب عبدالمجيد بن شجاع، قائد كتيبة اللواء الأول، فضلاً عن 3 من مرافقيهم.
لاحول ولا قوة الا بالله
— قبيلة يافع (@Yafei__) November 27, 2020
استشهد اليوم بتاريخ 27-11-2020م
النقيب :
عبدالمجيد بن شجاع المشألي المفلحي اليافعي
قايد الحمايه والحرس في اللواء الاول دعم واسناد
في جبهة الشيخ سالم محافظة ابين بقذيفة هاون اطلقتها الميليشات المتحزبه لما يسمى الجيش الوطني مستغلة هدنة اتفاق الرياض .. pic.twitter.com/WFkVTNhV6n
وفيما أعلن الحساب الرسمي لقبائل يافع، التي ينحدر منها أحد القادة، أنهم سقطوا جراء "قذيفة هاون" من القوات الموالية للشرعية، مستغلة هدنة اتفاق الرياض، نسب المتحدث الرسمي للقوات الانفصالية المدعومة إماراتياً في أبين، محمد النقيب، الهجوم إلى طائرة مسيرّة بدون طيار.
ووصف النقيب، في تغريدة على تويتر، الهجوم بأنه "عمل إرهابي غادر لا يمكن أن يمر دون العقاب الكافي"، متوعداً القوات الحكومية التي وصفها بـ"المليشيات الإرهابية" بدفع ثمن التصعيد.
ويسعى وكلاء الإمارات لنسب السلاح المستخدم في الهجوم إلى طائرة بدون طيار، بهدف تثبيت مزاعم تلقي القوات الحكومية لطائرات مسيّرة من تركيا، كرد على اتهامات مماثلة من "الشرعية" للمجلس الانتقالي باستلام طائرات من الإمارات.
وقد يؤدي الهجوم الجديد إلى مزيد من التعقيدات في المشاورات المتعثرة التي ترعاها السعودية بين الحكومة المعترف بها دولياً والمجلس الانتقالي الجنوبي، بهدف إعلان حكومة شراكة بين الجانبين.
ولا تزال المشاورات مجمدة منذ العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، عندما أعلن المجلس الانتقالي تعليق مشاركته في المشاورات ونواياه لمغادرة الرياض، بعد هجوم مماثل للقوات الحكومية أسفر عن مقتل 6 من القوات المدعومة إماراتياً في الجبهة ذاتها.
1
— محمد النقيب (@M_Q_Alnaqib) November 27, 2020
اقدمت مليشيات الاهاب الاخوانية على استهداف قواتنا بمقذوف من طيران مسير
- إن مثل هذا التصعيد ذات الارتباط بتصريحات تهديد صدرت مؤخرا من قيادات مليشيات الاخوان ومرجعياتها في الارهاب يكشف بجلاء عن هوية الجهات التي تدعم وتمول هذه المليشات في حربها الارهابية الغاشمة على الجنوب
وعجزت السعودية عن تثبيت قرار وقف إطلاق النار في محافظة أبين منذ طرح الآلية الجديدة لاتفاق الرياض في 29 يوليو/تموز الماضي، رغم إيفاد لجنة عسكرية رفيعة إلى عدن.
ونصت الآلية على تشكيل حكومة مشتركة خلال 30 يوماً يتخللها فك الاشتباك بين القوات في أبين وسحب المجلس الانتقالي للقوات والمعسكرات التابعة له من عدن إلى مناطق خارج المدينة.
ومنذ ذلك التاريخ لم يتحقق من الآلية السعودية سوى تعيين أحمد حامد لملس، الموالي للانفصاليين، محافظاً لعدن، فيما لم يتسلم مدير شرطة المحافظة اللواء أحمد الحامدي، مهامه جراء تعنّت المجلس الانتقالي، حسب اتهامات حكومية.
وخلافاً لرفضه تطبيق الشق العسكري والأمني بسحب قواته من عدن وأبين قبل تشكيل حكومة الشراكة؛ أحكم المجلس الانتقالي الجنوبي قبضته الأمنية على سواحل سقطرى وموانئها، وواصل تطبيق ما يسمى بالإدارة الذاتية، رغم إعلانه التخلي عنها أواخر يوليو/تموز الماضي.