معارك شمال اليمن وتحركات إماراتية جديدة جنوباً

27 نوفمبر 2020
التطورات الميدانية تزيد الوضع في اليمن تعقيداً (محمد حويس/فرانس برس)
+ الخط -

تجددت المعارك شمال العاصمة اليمنية صنعاء، بعد قصف مكثف لطيران التحالف السعودي الإماراتي، وذلك بالتوازي مع مواجهات في مأرب والجوف بين قوات الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثيين. أما جنوباً، فدفعت الإمارات بتعزيزات جديدة لأتباعها في أبين، مع البدء بمزيد من الإجراءات الإماراتية الرامية لاحتلال جزيرة سقطرى.

وشنّ طيران التحالف السعودي الإماراتي، خلال الساعات الماضية، غارات مكثفة على مواقع ومعسكرات تابعة للحوثيين في صنعاء ومحيطها، ردا على هجمات حوثية على الأراضي السعودية بواسطة الطيران المسيّر خلال اليومين الماضيين. وتزامنت الغارات الجوية مع تجدد المواجهات العسكرية بين قوات الحكومة والحوثيين في أطراف مديرية نهم، شرق العاصمة صنعاء، وكذا جنوب مأرب وغربها فضلاً عن معارك بين الطرفين شرق مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف.

ووفق مصادر عسكرية في مأرب تحدثت لـ"العربي الجديد" شريطة عدم كشف اسمها، فإن قوات الجيش الوطني التابع للحكومة، تمكنت من استهداف الحوثيين في جبل هيلان غرب مأرب، فضلا عن دك مليشيات الحوثيين في محيط معسكر مارس في جبال نهم، وسط تجدد المعارك جنوب المحافظة وفي حدود محافظة البيضاء. وتمكنت فرق الصليب الأحمر أخيراً من انتشال 200 جثة لمليشيات للحوثيين في مناطق المواجهات عقب صد قوات الشرعية هجوما كبيرا لهم.

وفي مناطق جنوب اليمن، كشفت مصادر في المنطقة العسكرية الرابعة أن الإمارات دفعت بدعم جديد من الأسلحة والمعدات المتطورة لأتباعها في "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي في محافظة أبين.

ومن هذه الأسلحة صواريخ حرارية وموجهة وعربات أميركية مضادة للصواريخ، إضافة إلى دفعها بعدد كبير من القوات لمواجهة الحكومة في محيط مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين.

وفي سياق متصل، عمد أتباع أبوظبي لفتح باب التجنيد من جديد في ما يبدو استعداداً لمعركة جديدة قد تتوسع إلى أكثر من محافظة.

وتتزامن هذه التحركات الإماراتية مع نصب أبوظبي أبراج اتصالات متطورة في جزيرة سقطرى اليمنية، فضلا عن إنشاء معسكر جديد في الجزيرة، يتم فيه تدريب عناصر يمنية وأجنبية.

وكانت مصادر مقربة من "الانتقالي" قالت لـ"العربي الجديد" إن هناك ضغوطا لعودة عدد من القيادات العسكرية والأمنية الميدانية من الخارج وتحديداً من القاهرة وأبوظبي، إلى عدن، وهذه القيادات من "الانتقالي" موالية للإمارات، وكانوا قد غادروا وفق التفاهمات بحسب اتفاق الرياض، قبل أن يتعرض لنكسة عقب تفجر الأوضاع العسكرية في محافظة أبين. وتسعى الإمارات و"الانتقالي" حالياً لإعادتهم إلى عدن لمساندة قواتهم في محافظة أبين.

وتضيف هذه التطورات جنوباً المزيد من العقبات أمام إعلان الحكومة الجديدة بعد تعثر المشاورات بين السلطة الشرعية "والانتقالي"، لا سيما رفض الإمارات ووكلائها في المجلس الشق العسكري والأمني من اتفاق الرياض، وهو ما ولد غضبا داخل الأطراف اليمنية نفسها حيال الدور السعودي الإماراتي في عدم الالتزام بتنفيذ الاتفاق بشكل كامل وغير منقوص ووقف النزاع الدموي في أبين.