لم يشهد العراق منذ عام 2011 احتجاجاً شعبياً منظماً وله قيادة واضحة كما يجري حالياً في ساحات التحرير والنسور وسط العاصمة بغداد، إلى جانب ساحات وميادين جنوبي البلاد، أبرزها البصرة والناصرية.
رغم إعلان السلطات القضائية في العراق، العام الماضي، عن إطلاق سراح جميع معتقلي التظاهرات التي اندلعت في مدن جنوب ووسط العراق وبغداد، أواخر 2019، لكن ملف "الدعاوى الكيدية" في أروقة المحاكم العراقية لم ينته، بل إن حملات التفتيش والاعتقال مستمرة.
بعد عامين على الانتفاضة العراقية، التي قوبلت بالعنف والقمع لتسجل سقوط أكثر من 700 قتيل وآلاف الجرحى، تطفو على الساحة مجموعة من الأسئلة، أبرزها إمكان عودة المتظاهرين للشوارع، وهل سيحاسب قتلة المحتجين في يوم ما؟
بعدما عادت التظاهرات العراقية إلى زخمها في الأيام الأخيرة، عادت معها تحركات المليشيات ومناصري الأحزاب، بهدف تخريب التظاهرات وحرفها عن أهدافها، وفق ما يؤكده متظاهرون في ساحات الاحتجاج.
تمثل انتفاضة العراقيين في 1 أكتوبر/ تشرين الأول 2019 علامة تاريخية في سيرة الشباب العراقي الرافض للأنظمة الفاسدة. وعلى الرغم من مواصلة فيروس كورونا انتشاره، يبدو أن التظاهرات ستعود، إذ لم يتم تحقيق جميع مطالب المحتجين.
يتحضّر العراقيون لإحياء الذكرى السنوية الأولى لثورة أكتوبر، وسط تصميم على استكمال مسارها، وخشية من أن تستغلها بعض الأحزاب والفصائل المسلحة، لركوب موجتها، والتسلل عبرها لرفع شعارات فئوية وسياسية، منها المناهضة لحكومة مصطفى الكاظمي والوجود الأميركي.
استعادت الاحتجاجات العراقية نشاطها، على وقع استمرار السلطة في تجاهل مطالبها، ما يعتبر مؤشراً سلبياً لحكومة مصطفى الكاظمي، التي قد تغرق في دوامة من العنف، لا سيما في ظلّ تضارب الصلاحيات الأمنية، والخلافات السياسية الداخلية.