حاول رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنقاذ مستقبله السياسي، عبر إظهاره "وحدة" القيادة خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع وزير الأمن يوآف غالانت والوزير بني غانتس.
سيأتي بعد هدوء غبار المعارك مع المقاومة الفلسطينية الحساب السياسي من دون شك، خصوصاً لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، على ضوء تحذيرات الأجهزة الأمنية للحكومة من تداعيات التصدع السياسي على جهوزية الجيش لأي حرب مقبلة.
تصاعد الصدام في إسرائيل بين التيار الديني الصهيوني والتيار الصهيوني العلماني الليبرالي، جراء سعى التيار الديني لتغيير طابع إسرائيل في كافة المناحي، والسيطرة على إدارة الحيز العام وجعله متدينا وخاضعا لقواعد الديانة اليهودية المتشددة.
تمكن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من تحويل الانتباه خلال زيارته للولايات المتحدة، من مشاكله الداخلية، إلى عنوان خارجي هو إمكانية التطبيع بين إسرائيل والسعودية، وهو ما يمكن أن يكون مجرد مناورة أو مشروعاً لتغيير حكومته.
يحاول بنيامين نتنياهو منع المحكمة العليا من إصدار قرار ضد تعديل قانون تقييد "حجة المعقولية"، بالإضافة إلى تهديد قضاة المحكمة الذين قد يؤدي قرارهم ضد القانون إلى صدام بين السلطتين التشريعية والتنفيذية من جهة، والسلطة القضائية من جهة ثانية.
نجحت إسرائيل في استغلال مرحلة ما بعد اتفاق أوسلو لتغيير مكانتها الدولية، وإلغاء المقاطعة العربية، وإنشاء علاقات دبلوماسية، بالتوازي مع الدخول إلى الاقتصاد العالمي، لتصبح دولة مقبولة عالمياً، بدون ربط ذلك بإنهاء الاحتلال.
يحمل شهر سبتمبر/أيلول الحالي سلسلة من الأحداث المفصلية في المشهد السياسي الإسرائيلي، قد تؤدي إلى زيادة التصدع والتوتر السياسي، وتزيد المشهد تعقيداً، بالتوازي مع قلق أمني من نشوب حرب في الجبهة الشمالية تتوسع بعد ذلك إلى جبهات عدة.