تَعلم البلدان الغربية أنّ دعمها للاحتلال لم يعُد مقنِعاً للعالَم، وأنّ الإسهاب في جدال يتمحور حول ارتكاب "إسرائيل" إبادةً جماعية في غزّة سيُحرج هذه البلدان.
بعدَ كلّ ما ارتكبه الاحتلال الإسرائيلي من مجازر في غزّة، لا شكّ أنّ عدداً كبيراً من المواطنين الغربيّين يتساءل: هل وكيف وماذا يمكن أن نفعل من أجل وقف هذه الجرائم التي تُقتَرف باسمنا و"دفاعاً" عن "قيمنا الحضارية" و"رقيّنا" الغربي؟
تكشف نصوص ووثائق رحّالة إسبان زاروا بلاد الشام خلال القرن التاسع عشر أنّ فلسطين كانت أرضاً خصبة ومزروعة بانتظام، لا سيّما مدينة غزّة وواديها. تدحض هذه الشهادات التزوير الذي تقوم به الدعاية الصهيونية، والذي يزعم خلوّ فلسطين من مظاهر التمدّن والعمران.
ما زالت القضية الفلسطينية شوكة في حلق الغرب الذي يعدّ "إسرائيل" جزءاً من منطومته الثقافية، مع أنّ مسؤوليه ومثقّفيه يحتقرون اليهود، في قرارة أنفسهم، ويقولون عنهم إنهم كانوا حِملاً ثقيلاً على أوروبا قبل ترحيلهم. فكيف نريد بعد هذا أن يصدّقنا العالَم؟
قبل أيام على انطلاق كأس العالم، تتعرّض قطر المضيفة لحملة تضليل شرسة من أوساط إعلامية غربية. يرد على بعضها في مطالعته التالية الباحث الإسباني، إغناسيو غوتيريث دي تيران، ويأتي على زيف الادعاءات وازدواجية معايير الغرب في حملة التضليل الواسعة.