مخيمات لبنان، منذ تأسيسها، وهي تتجرّع ويلات الموت، من دون أن تناله، لكنّها رسالة إلى من يعوّل على العهد الرئاسي الجديد الذي استطاع توفير ميزانية بناء جدار عازل حول مخيم كامل، ولم يستطع توفير موازنة أقل لحلّ أزمة النفايات.
شيء وحيد قد يجعل الفلسطيني ينخرط في الأحداث اللبنانية، هو الشعور المشترك بالمظلومية، ولعله السبب نفسه الذي جعل أبناء المخيمات الفلسطينية في سورية ينضمون إلى صفوف الثورة، بعدما شاهدوا ظلم النظام السوري وجرائمه.
هي دائرة متكاملة من الظلم والظلم المضاد، دائرة لا متسع فيها للكلام، فكلما مرّ يوم، اقتربت روح في اليرموك من لقاء ربها، ولينتقل معها، كل مرة، قليل ما تبقى فينا من كرامة.
بات من الطبيعي أن تسمع، اليوم، أن مخيم اليرموك يعيش تحت الحصار، فالأمر مضى عليه أكثر من أربعة عشر شهراً، وعدّاد شهداء الحصار كان قد توقف عند الرقم 134 شهيد جوع، وقد يعود إلى الدوران قريباً.
لعل ما غاب عن أذهان أطفالنا، هو شخصية "روبن هود"، كم وكم من نازح فر من نار الحرب في سورية، وكم من لاجئ محروم من حقوقه، وكم من طغاة اليوم "يسرقون رغيفك"، فهل مع هؤلاء سبيل غير طريق روبن هود!
أيهما أصدق، فخري البارودي، حين قال: "بلاد العُرْب أوطاني وكل العرب إخواني"، أم صديقي الفيسبوكي حين كتب وانهالت على قوله الـ"لايكات": "علّموني زمان إنه العرب إخوات، بس ما حكولي إخوات شو!"؟