الأخ والشقيق وبحر اللجوء

25 سبتمبر 2014
+ الخط -

إن كلفت نفسك قليلاً وبحثت في الإنترنت عن أخبار مخيم اليرموك، سيستوقفك خبران أساسيان: أبناء المخيم يموتون بسبب الجفاف ونقص الماء، وآخرون من أبناء المخيم يموتون غرقاً في الماء!

أجل هو التناقض نفسه، حين تعرف أن من يدّعي دعم المقاومة وحب فلسطين هو من يقطع عن اليرموك الماء منذ أكثر من أسبوعين، وقبل ذلك منذ عام وشهرين، وحتى اليوم، يمنع عنهم الطعام والدواء. والعجب، أيضاً، أن من قرر الحصار هو النظام السوري "الشقيق"، أما المنفذ فهو "الأخ" أحمد جبريل، أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة.

كان فلسطينيو سورية قبل الثورة يعيشون كما المواطن السوري، لم يشعروا، يوماً، بالتمييز ضدهم، حتى بعد الثورة، عندما أطلق النظام السوري نيرانه على أبنائه، أصاب بها اللاجئين الفلسطينيين، أيضاً، وكون لفلسطين رمزيةً، طالما تغنى بها هذا النظام، وبرر بقاءه بالسعي إلى تحريرها، قرر أن يقتل الفلسطينيين بهدوء، بأن يدعهم يموتون وحدهم جوعى بصمتٍ، أو يفرون إلى الموت بأقدامهم في غياهب البحر.

ليست المرة الأولى التي يغرق فيها عشرات من فلسطينيي مخيمات سورية، أثناء هربهم عبر البحر إلى أوروبا، فما يعانونه من استهدافٍ في مخيمات سورية، وتمييز وحرمان في بلدان النزوح المجاورة، يجبرهم على البحث عن أي أمل في الحياة، وإن كانت النتيجة فقدان الحياة.

اعتقدوا أن البحر قد يكون أحن عليهم من "الأخ والشقيق"، لكنهم لم يظنوا أنه سيبالغ في"الحنية" إلى درجة احتضانهم في أعماقه! بات من الطبيعي أن تسمع، اليوم، أن مخيم اليرموك يعيش تحت الحصار، فالأمر مضى عليه أكثر من 14 شهراً، وعدّاد شهداء الحصار كان قد توقف عند الرقم 134 شهيد جوع، وقد يعود إلى الدوران قريباً.

34D90C75-9F84-463D-90F3-F5EAE848FC71
34D90C75-9F84-463D-90F3-F5EAE848FC71
برهان ياسين (فلسطين)
برهان ياسين (فلسطين)