يُصفّق النقاد في الغرب لشخصية روبنسون كروزو التي عبّرت عن تطلّعات البرجوازية الغربية في لحظات ولادتها، وينسون جرائمها وتأسيسها لروح المستعمِر الذي اجتاح العالم.
يُظهر الأدب قوّة أخلاقية رفيعة حين يدافع بلا كلل عن القيم الإنسانية، ويخلق هذا التعاطف العميق مع الضحايا الذين يكونون في الغالب صورة الإنسان المثالية المشتهاة.
يبدو كأنّ الحرب أدبياً قد آلت لأن تكون مسؤولية روائية في التعبير، أكثر من الشعر والقصّة والمسرح، وهي تغدو بسبب ذلك مسؤولية أخلاقية على عاتق الروائيّين أيضاً.
في غزّة لم يعُد الغش ممكناً، صار تأييد الغرب لـ"إسرائيل" والصهاينة هو المبدأ، ولهذا ترى منهم هذا التجاهُل، الذي نصِفه بالمُخجل، للمذبحة التي يرتكبها الصهاينة.
يُقرأ التاريخ اليوم من جديدٍ من قبل الشباب في العالَم، من مواقع جديدة. بل إنَّ غزّة أضحت اليوم محوراً مُحرّكاً لقراءات جديدة لهذا التاريخ ولاصطفاف الأفراد.
من النقاط المظلمة في تاريخ العلاقة بين الرواية والقارئ، أن المشروع الاستيطاني الصهيوني كان قد بدأ في المخيلة الأدبية قبل أن يتحوّل إلى نظرية وأيديولوجية.