هل أصبحت قطر آخر بلد ينظم كأس العالم بمفرده؟

07 أكتوبر 2023
قدمت قطر نسخة استثنائية من بطولة كأس العالم في عام 2022 (هولير أندريه/Getty)
+ الخط -

صنع المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم الحدث نهاية الأسبوع الماضي بقراره تنظيم كأس العالم 2030 بين 6 دول و3 قارات، لأول مرة في تاريخ المسابقة، والتي يتأهل منها 6 منتخبات مستضيفة، من بينها 3 من أميركا الجنوبية من أصل 10 منتخبات تشارك في تصفيات لن يكون لها أي معنى، لأنها ستتأهل كلها الى النهائيات التي يشارك فيها 48 منتخباً للمرة الثانية على التوالي بعد النسخة القادمة عام 2026، التي تشكل اختباراً للتنظيم الثلاثي المشترك لبطولة تشهد 104 مباريات ستتنافس أميركا والمكسيك وكندا على استضافة مباراة الافتتاح والنهائي، و مباراتي نصف النهائي، وعلى أكبر عدد من المنتخبات، وكذا على المجموعات التي تكون طرفاً فيها البرازيل والأرجنتين وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا. 
لأول مرة في تاريخ البطولة، يعين منظم كأس العالم من دون تصويت من أعضاء الجمعية العمومية كما تنص عليه اللوائح الجديدة، بعد التوافق الذي خلصت إليه "فيفا" تجنباً للحرج وإرضاءاً لجميع المرشحين، بما في ذلك بلدان أميركا الجنوبية التي كانت تأمل في تنظيم الحدث للاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس كأس العالم في الاوروغواي سنة 1930، لكنها سحبت ملفاتها واكتفت باحتضان مباريات منتخباتها الأولى، ما رشح الأرجنتين لاحتضان مباراة الافتتاح باعتبارها حاملة اللقب، في حين يبقى التنافس كبير بين المغرب والبرتغال واسبانيا، من أجل احتضان نصف النهائي والنهائي وأكبر عدد من المجموعات والمباريات، في وقت يرى الكثير من المتابعين أن المنافسة على النهائي ستكون اسبانية بين كامب نو في برشلونة، وسانتياغو برنابيو في مدريد.
المغرب، الذي التحق بالملف المشترك بين إسبانيا والبرتغال قبل حوالي 6 أشهر فقط، حقق حلمه بعد خمس محاولات سابقة على مدى أكثر من 30 شهرا من السعي لتنظيم كاس العالم بمفرده منذ دورة 1994 الى غاية 2026، تمكن خلالها من تطوير بنيته التحتية وإنجاز ملاعب تستجيب لشروط تنظيم الأحداث الكبرى، ليصبح ثاني بلد إفريقي يشارك في التنظيم بعد جنوب افريقيا عام 2010، وثاني بلد عربي بعد قطر، والأول عربيا وأفريقيا الذي يشترك مع بلدين أوروبيين في تنظيم العرس العالمي، أملا في احتضان 30 مباراة من أصل 104، لكن الأكيد أن إسبانيا ستكون صاحبة أكبر نصيب لأنها هي من اقترحت على البرتغال تقديم ملف مشترك، وهي من وافقت على انضمام المغرب في شهر مارس/آذار الماضي.

التوافق الذي حصل فتح الطريق أمام السعودية لابداء نيتها الترشح لاحتضان مونديال 2034، وبدأت السعودية استكمال بنيتها التحتية والملاعب التي تحتضن المباريات، لكن يبدو أن الفيفا ستحافظ على صيغة التنظيم المشترك، حتى إن رئيسها جياني إنفانتينو تحدث عن دور قارتي آسيا وأوقيانوسيا، لذلك يكثر الحديث حول ترشح أستراليا أيضاً، ما يدفع بالسعودية للاستعانة بإحدى دول الخليج أو غرب أسيا لمشاركتها التنظيم، خصوصاً أنه أصبح من الصعب على أي بلد مهما كانت قدراته وإمكانياته أن يتحمل بمفرده متطلبات تنظيم مونديال برصيد 48 منتخباً و104 مباريات، تتطلب ما لا يقل عن 18 ملعباً تفوق سعة كل منها 40 ألف متفرج ومرافق ومنشأت وبنية تحتية متطورة.
كل المعطيات الحالية واللاحقة توحي أن مونديال قطر 2022 سيكون أخر بطولة ينظمها بلد بمفرده، سمح برفع تحد كبير وتجاوز عقدة كانت تلاحق العرب والأفارقة والآسيويين، بل تلاحق الأوروبيين الذين كانوا يعتقدون أنهم الوحيدين القادرين على تنظيم كأس العالم، وعليه يجب الاستثمار في هذا التحول الكبير الذي رافق نجاح قطر في التنظيم، ونجاح المغرب في التنظيم مع إسبانيا والبرتغال، ولما لا؟ نجاح السعودية في تحقيق طموحها المشروع كواحد من أهم وأكبر البلدان العربية والآسيوية والإسلامية القادر على احتضان العالم في عام 2034.

المساهمون