بوادر انفراج أزمة المهاجرين العالقين في سفينة قبالة السواحل التونسية

10 يونيو 2019
بينهم عدد كبير من القاصرين (كريستوف سيمون/فرانس برس)
+ الخط -
من المنتظر أن يشهد ملف 75 مهاجراً عالقين منذ حوالي أسبوعين قبالة السواحل التونسية وتحديداً في ميناء جرجيس انفراجاً بعد أن تدخلت عديد المنظمات الوطنية ومكونات من المجتمع المدني ومنظمات دولية لحل هذا الملف، في ظل تمسك السلطات التونسية بعدم قبولهم على أراضيها وإعادتهم إلى بلدانهم بعد أن عبر بعضهم عن رغبتهم في العودة.

يشار إلى أن عشرات المهاجرين أنقذتهم الباخرة المصرية "مالديف 601" التابعة لإحدى الشركات البترولية وهم 64 مهاجراً من بنغلاديش و9 مصريين ومغربي وسوداني، ولكنهم ظلوا عالقين على متن السفينة بعد أن رفضت السلطات التونسية استقبالهم على أراضيها.

وقال رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان، مصطفى عبد الكبير، في تصريحات لـ"العربي الجديد" أنه يتوقع ترحيل المهاجرين العالقين في غضون أسبوع وذلك بعد تدخل السّلطات التونسية ومنظمات وطنية ودوليّة والتي بدأت تقترب من بعض الحلول لإنهاء أزمة المهاجرين الـ75 العالقين في البحر قبالة سواحل جرجيس، مشيراً إلى التواصل مع سفارات المهاجرين العالقين التي عبّرت عن استعداد بلدانهم لتسلم أبنائها.

وأوضح أن سفير بنغلاديش عبر عن استعداده لتسلم مواطنيه والعودة بهم خصوصاً أن أغلبهم قاصرون، مضيفاً أن بقية السفراء أيضاً أبدوا الاستعداد ذاته. وأشار إلى أن أغلب المهاجرين عبروا عن رغبتهم في العودة الطوعية ولكن لن يتم ذلك الا بعد إعداد وثائق سفرهم وإنهاء بعض الإجراءات.

وبيّن عبد الكبير أن المهاجرين لا يزالون على متن الباخرة، إذ أن محافظة مدنين لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من المهاجرين، بل تجاوزت طاقتها الاستيعابية، وإن بقية المحافظات رفضت تحمل العبء.

وعن أحوال المهاجرين، أشار إلى توفير رعاية صحية لهم، مع كل الإمكانيات الطبية اللازمة، لافتاً إلى أن أغلبهم صغار في السن أي أنهم لا يشكون من أي مشاكل صحية، كما تم توفير الغذاء لهم في انتظار تسوية عملية ترحيلهم.

وأكد المكلف بالإعلام بالمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، رمضان بن عمر، في تصريح لـ"العربي الجديد" أنّ هناك بعض المساعي لحلحلة الأزمة، ولكن طالما لم تتسلم السفارات المهاجرين وترحلهم لا يمكن الحديث عن خطوة عملية، معتبراً أن المهاجرين لا يزالون على متن السفينة ولا يمكن التكهن بما قد يحصل خاصة أن بعضهم يطالب بترحيلهم إلى أوروبا.

واعتبر أنه "مهما كانت الرعاية الصحية التي تم توفيرها، فإن بقاء أي انسان عالقاً في عرض البحر وعلى متن سفينة فإن نفسيته لن تكون جيدة، وكل ذلك بسبب السياسة الأوروبية التي ترفض استقبال المهاجرين، والمنظمات الدولية التي لا تقوم بواجبها ووضعت تونس في مأزق حقيقي".
المساهمون