الاتحاد الوطني لطلبة المغرب يطلق عريضة وطنية لوقف التطبيع الأكاديمي مع إسرائيل

18 يوليو 2024
تظاهرة شعبية في الرباط تضامناً مع غزة، 11 فبراير 2024 (Getty)
+ الخط -

أطلق "الاتحاد الوطني لطلبة المغرب" (أكبر وأقدم تنظيم طلابي)، الأربعاء، عريضة وطنية تطالب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ورؤساء الجامعات والمؤسسات بـ"التراجع الفوري عن اتفاقيات التطبيع المشؤومة، وإلغاء جميع الشراكات الموقعة مع الكيان الصهيوني الغاصب".

يأتي ذلك في وقت يضغط فيه الحراك الطلابي المساند لفلسطين في المغرب لإسقاط التطبيع الأكاديمي وفض الشراكات والاتفاقيات الموقعة بين عدد من الجامعات المغربية ونظيرتها الإسرائيلية. وفي ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، توالت، أخيراً، مبادرات يقودها طلاب وأساتذة تطالب بفض علاقات جامعاتهم مع جامعات الاحتلال الإسرائيلي، كان آخرها توجيه ما يقارب 1300 طالب وطالبة وخريج وخريجة من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (التي توصف بأنها من جامعات النخبة في المغرب) رسالة إلى الإدارة تطالب بقطع العلاقات مع الشركاء الإسرائيليين.

ومنذ عملية "طوفان الأقصى" في 7 من أكتوبر/ تشرين الأول، بدا التأييد الطلابي لقطاع غزة واضحاً في المغرب، حيث شهدت الجامعات فعاليات داعمة للفلسطينيين ومساندة للمقاومة ورافضة للتطبيع.

وفي هذا السياق، قال الكاتب الوطني لـ"الاتحاد الوطني لطلبة المغرب"، صابر إمدنين، لـ"العربي الجديد" إن "العريضة التي وقع عليها ما يقارب ألف طالب في ساعة واحدة من إطلاقها تركز على مطالبة الوزارة الوصية على قطاع التعليم العالي والجامعات المتورطة في التطبيع بالتراجع عن الاتفاقيات المبرمة مع الجامعات الإسرائيلية وتحمل مسؤوليتها".

وأضاف إمدنين: "الهدف الأول هو إسقاط التطبيع، لكونه خطراً على وطننا وعلى النسيج المجتمعي، حيث إن المشروع الصهيوني هو مشروع تخريبي واستيطاني وتوسعي، وأن الغرض من التطبيع هو اختراق الفضاءات الحيوية والاستراتيجية مثل التعليم العالي. العريضة وكل ما نقوم به من نضالات وفعاليات هدفها الدفاع عن الوطن".

وأكد إمدنين أن "لا يمكن لنا كطلبة مغاربة نعتبر القضية الفلسطينية قضية مركزية إلا أن ننخرط في كل الفعاليات ونستثمر كل المساحات لتنظيم الأنشطة التي تروم الدفاع عن الحق الفلسطيني وعن أهلنا في غزة"، مشيراً إلى أن الوزارة والجامعات تتحملان كامل المسؤولية بتورطهما في التطبيع. وأوضح أن التطبيع جرى إسقاطه شعبياً وطلابياً، من خلال حجم المسيرات والأنشطة المنظمة في كل المدن المغربية منذ السابع من أكتوبر، حيث تجاوز عددها أكثر من 300 نشاط نضالي احتجاجي وفكري داعم لطوفان الأقصى.

وأشار المسؤول الطلابي إلى أن العريضة قد تلقى صدى داخل المغرب وخارجه، معتبراً إياها "جهداً مقلاً أمام شلالات الدماء التي يقدمها أهلنا في قطاع غزة".

وجاء في العريضة: "نحن طلاب المغرب الأحرار نوجه هذه العريضة لمن يهمهم الأمر لنعبر عن استيائنا الشديد من خطوات التطبيع المتسارعة مع الاحتلال الصهيوني داخل مجموعة من الجامعات المغربية. فمنذ توقيع اتفاقية التطبيع المشؤوم في ديسمبر/ كانون الأول 2020، وقعت الوزارة الوصية وبعض الجامعات والمؤسسات الجامعية مجموعة من الاتفاقيات ضد إرادة كل مكونات الجامعة المغربية، التي ترفض التطبيع وتناضل ضد الاختراق الصهيوني للمجالات والفضاءات الحيوية والاستراتيجية، وفي مقدمتها التعليم العالي والبحث العلمي".

ووفق العريضة، من أبرز الاتفاقيات والشراكات التطبيعية الاتفاقية بين المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالدار البيضاء وكلية الإدارة في جامعة تل أبيب، لتعزيز التعاون الدولي بين الطرفين في مجالات البحث والعلوم، وبين جامعة محمد السادس متعددة التخصصات مع جامعتي القدس العبرية وبن غوريون، لتبادل الخبرات ومشاريع البحث العلمي. كما جرى توقيع اتفاقية شراكة بين وزارتي التعليم العالي في المغرب وكيان الاحتلال لتوسيع التعاون بين جامعات ومراكز أبحاث البلدين، وربط التواصل بين الطلبة والباحثين في المجال، ومذكرة تفاهم مع جامعة حيفا الإسرائيلية، واتفاقية شراكة علمية بين الجامعة الدولية للرباط وجامعة بن غوريون ببئر السبع لتطوير وتكريس التعاون العلمي والأكاديمي بين الجامعتين، من خلال الأنشطة الأكاديمية.

ولفتت العريضة إلى أن التطبيع لم يتوقف عند إبرام الاتفاقيات، بل وصل إلى منع مجموعة من الأنشطة الطلابية الداعمة للقضية الفلسطينية، مثل منع تنظيم النسخة الخامسة من ملتقى القدس بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة في 12 إبريل/ نيسان الماضي، وتوقيف الدراسة وإغلاق جميع مؤسسات الجامعة طيلة أيام الملتقى، وقمع واعتقال العشرات من المشاركين.

واعتبر الموقعون على العريضة أن "هذا الطوفان التطبيعي يعكس درجة الاختراق الصهيوني للجامعة المغربية، ويظهر حجم انخراط المطبعين في حملة تبييض صفحة مجرمي الحرب"، لافتين إلى أن اتفاقيات الشراكة مع الكليات والجامعات الصهيونية والتضييق على الأنشطة والفعاليات المتضامنة مع القضية الفلسطينية تعارض الإجماع الطلابي والشعبي المغربي الداعم للقضية، وتعتبر سباحة عكس التيار الطلابي المتنامي يوماً بعد يوم في رفض الانخراط في حملة تزوير الواقع والتاريخ أو الوقوف في موقع محايد تجاه جريمة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها قطاع غزة.

وطالب طلاب المغرب، الموقعون على العريضة، النظام المغربي بالتراجع عن قرار التطبيع، والوزارة الوصية وكل الجامعات المتورطة بإلغاء كل اتفاقيات الشراكة والتعاون مع الجامعات والمؤسسات التابعة للكيان الصهيوني، كما طالبوا برفع الحصار والتضييق المفروض على حق الطلبة المغاربة في التعبير عن دعمهم ومساندتهم لحق الشعب الفلسطيني في الحرية والحياة والعيش الكريم على أرضه كاملة من البحر إلى النهر.

المساهمون