لفت مشهد إنساني نظر الفتاة بيسان عودة وصديقتها ياسمين عمارة، إذ شاهدتا طفلة فلسطينية تنظر بحسرة إلى الملابس المعروضة في السوق دون قدرة عائلتها على شراء أي منها، فقررتا إنشاء مجموعة تطوعية لتوفير الملابس، وتقديمها مجاناً للأسر الفقيرة خاصة مع اقتراب عيد الفطر.
وفور ولادة الفكرة، بادرت الفتاتان إلى إنشاء صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف نشر وتحشيد المساهمين في هذه المبادرة التي اختاروا لها عنوان "اللي إلنا إلك"، إلى أن تطورت بعد تبرع نسبة كبيرة من المواطنين، ما اضطرهم إلى زيادة عدد المتطوعين في الفريق إلى أن وصل إلى نحو 50 متطوعاً.
وبدأ الفريق عمله كخلية نحل منذ اللحظة الأولى لاكتمال تشكيله، إذ زار الأسواق والمحلات التجارية والبيوت، لعرض الفكرة وتجميع الملابس، إلى أن جمعوا نحو 30 ألف قطعة، قرروا توزيعها في محافظات قطاع غزة الخمسة، من الشمال حتى الجنوب، على العائلات الفقيرة، والأكثر احتياجاً.
وتوج الفريق جهوده التي تواصلت على مدار أربعة أسابيع بافتتاح معرض ملابس مجاني في إحدى القاعات وسط مدينة غزة، زارته مئات العائلات ذات الأوضاع الاقتصادية السيئة، وتجولت فيه عشرات السيدات، لاختيار الملابس المناسبة لهن ولعائلاتهن، ولكن دون دفع أي مقابل.
وتقول منسقة مبادرة "اللي إلنا إلك" بيسان عودة (19 سنة) إن الحملة بدأت بتجميع الملابس من البيوت، وفق مبدأ "افتح دولابك للخير"، وتطورت بعد تبرع عدد من المحلات التجارية بالملابس، وفي المقابل تواصلت معنا عائلات من مختلف محافظات قطاع غزة، ما اضطرنا إلى توزيع الفريق على طول محافظات القطاع، بهدف استهداف أكبر نسبة من المحتاجين.
وتبين عودة أن الفريق الذي تتراوح أعماره بين 16– 22 عاماً تمكن من تجميع نحو 30 ألف قطعة، تم فرزها حسب الصنف والاحتياج، موضحة أن الفكرة في البداية لم تلق تجاوباً كبيراً، إلى أن بدأ الفريق بزيارة الأسواق، البيوت، الجيران، الأصدقاء، وإقناع الجمهور بالفكرة.
أما صديقتها ياسمين عمارة، فتوضح لـ "العربي الجديد" أن المهمة الأولى للفريق كانت جمع الملابس، وتم ذلك عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن بدأت الفكرة بالتوسع، مضيفة: "حينما زادت نسبة المتبرعين، قررنا التحدث إلى أصدقائنا بهدف توسيع الفريق، كي نتمكن من إحداث أكبر قدر ممكن من الفائدة".
وتبين عمارة أن الجميع أراد المساهمة في الفكرة، كل على طريقته، وبإمكانياته المتاحة "بعد انتهاء المعرض، سيتم توزيع الملابس وفق جدول معين لعدد من الأسر المتعففة"، مبينة أن الفريق سيواصل أنشطته في المواسم القادمة، وتحديداً موسم الشتاء، لتوفير الملابس المناسبة للعائلات الفقيرة.
من ناحيتها؛ تقول المتطوعة ملك البطة، والتي التحقت بالفريق عبر مواقع التواصل الاجتماعي "جلسنا عدة جلسات من أجل ترتيب الفكرة، إلى أن بدأت الخطوات العملية مع دخول شهر رمضان، حيث قمنا بتجميع عدد كبير من الملابس لتوزيعها على الفئات المستهدفة".
بينما يشير زياد ساق الله، إلى أن عدد أفراد الفريق كان يزيد وفق الإمكانيات المتوفرة، ونسبة التبرعات، موضحاً: "عندما كنا نشرح الفكرة لشخص، كان يقبل المشاركة دون أي تردد، كذلك عندما كنا نتوجه إلى المحلات التجارية والأسواق والبيوت، كانوا يساهموا بأي شيء يمكنهم تقديمه".
Facebook Post |