عائلة في غزة تتحدى الإعاقة والحرب: نزوح على أقدام مبتورة

17 يوليو 2024
عائلةٌ أفرادها مبتورو الأقدام تكافح ظروف النزوح والحرب في غزة
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- عائلة وائل النملة، التي تعاني من بتر الأطراف، نزحت من رفح إلى مخيم النصيرات بعد تدمير منزلها خلال الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر. وائل يكافح لتلبية احتياجات عائلته باستخدام عكاز معطوب.
- الأجهزة المساندة والأطراف الصناعية للعائلة تعرضت للتلف، مما زاد من صعوبة الحركة. نجل وائل، شريف، يستخدم طرفًا صناعيًا مصنعًا محليًا تعرض للكسر عدة مرات.
- الحرب الإسرائيلية على غزة خلفت دمارًا هائلًا، مع مقتل وجُرح أكثر من 127 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وتواصل تل أبيب عملياتها العسكرية رغم قرارات مجلس الأمن.

اضطرت عائلة في غزة مبتورة الأطراف إلى النزوح باتجاه مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بعد تدمير منزلها في مدينة رفح (جنوب) رغم صعوبة الأوضاع والحركة، حيث يكافح الفلسطيني وائل النملة (37 عامًا) صاحب القدم المبتورة معتمدا على عكاز معطوب، من أجل قضاء احتياجاته اليومية من تعبئة المياه وتجهيز الحطب اللازم لإيقاد نيران طهي الطعام. متذكرا الأيام الجميلة التي مر بها أفراد عائلته قبل أن يتغير مسار حياتهم إلى الأبد بعد إصابته، لتبدأ العائلة رحلة معاناة جديدة منذ انطلاق شرارة الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

الصورة
وائل النملة بُترت قدمه في القصف الإسرائيلي على غزة في 1 أغسطس 2014(فرانس برس)
وائل النملة بُترت قدمه في القصف الإسرائيلي على غزة في 1 أغسطس 2014(فرانس برس)

خلال القصف الإسرائيلي عام 2014 على غزة فقد النملة إحدى قدميه، كما فقدت زوجته كلتا قدميها، وفقد نجله أيضًا قدمه وإحدى عينيه، ما دفع أفراد العائلة إلى الاعتماد على الأجهزة المساندة والأطراف الصناعية لمواصلة حياتهم بشكل أسهل. وبكلمات يملأها الحزن والأسى، يقول النملة: "نحن عائلة مبتورة الأطراف، تعيش تحديات كبيرة وظروفًا قاسية، لكن الحرب الجديدة غيرت حياتنا رأسًا على عقب". مضيفا وهو يجلس إلى جانب زوجته وابنه: "المعاناة لم تنته بعد، رحلة الحياة شاقة، نحاول قدر المستطاع التكيف مع الظروف المحيطة، نعلم أن كل شيء يمكن أن يتغير بلحظة".

واضطرت العائلة مبتورة الأطراف إلى النزوح باتجاه مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بعد تدمير منزلها في مدينة رفح (جنوب) رغم صعوبة الأوضاع والحركة. وخلال نزوحه من رفح استند النملة إلى عكازه المعطوب، رغم حاجة العكاز إلى قاعدة جلدية لتثبيته وضمان استقراره. وفي طريق النزوح، تعرض العكاز لكسر في الطريق؛ ما دفع النملة إلى تثبيته بطرق بدائية حتى يتمكن من الوصول به إلى وجهته الجديدة.

أما نجله شريف (11 عامًا) فقد استعان بطرفه الصناعي المصنع محليا في غزة أثناء النزوح مع بدء العملية العسكرية في رفح، في مايو/ أيار الماضي، متوكئا على كرسي والدته المتحرك الذي كان يدفعه بكلتا يديه الصغيرتين، والذي تعرض أيضًا للكسر في رحلة النزوح. 

الصورة
وائل النملة بترت قدمه في القصف الإسرائيلي على غزة في 1 أغسطس 2014(فرانس برس)
وائل النملة بترت قدمه في القصف الإسرائيلي على غزة في 1 أغسطس 2014(فرانس برس)

يقول الوالد وائل: "طرف شريف الصناعي مصنوع في غزة، لكنه تعرض للكسر في الحرب"، مضيفا: "بسبب إغلاق مركز الأطراف الصناعية في مدينة غزة بفعل الحرب وعدم تمكننا من الوصول إليه، أحضرنا مادة الفيبرغلاس، وقمنا بصيانة هذا الطرف الصناعي بشكل بدائي وبسيط". وأشار إلى تعرض الطرف لكسر ثان وثالث: "محاولاتنا المتكررة لصيانته فشلت مرات عدة، واضطررنا إلى تثبيته بقطع حديدية". متسائلا: "كيف لطفل صغير أن يرتدي طرفا صناعيا ثقيلا بعد صيانته وتركيب قطع حديدية؟". 

ويشير إلى أنه "لم يعد بإمكان شريف السير بالطرف الصناعي" بشكل سهل. موضحا أن "قدم الطرف الصناعي ليست أصلية، حيث اضطررنا إلى إحضار قدم كبيرة ومواءمتها للطرف بتصغير حجمها وتثبيتها وتركيبها لتناسب احتياجاته". ويلعب الوالد بالكرة مع نجله شريف فوق سطح المبنى السكني الذي يوجدون بداخله، ويتناقلون الكرة بأقدامهم. بينما يقول وائل بصوت حزين وهو يلتقط الكرة بين يديه: "كنا عائلة سعيدة، وكانت لدينا حياة مليئة بالأمل والحب. لكن كل شيء تغير في لحظة".

شريف، الذي فقد قدمه اليمنى وعينيه، يعكس الروح نفسها، قائلا بابتسامة تظهر رغم المأساة: "أساعد والدي في رفع المياه وجمع الحطب. نلعب معا كرة القدم على سطح المنزل، رغم أن الطرف الصناعي يثقلني كثيرا". مضيفا: "قمنا بصيانة هذا الطرف خمس مرات بواسطة الفيبرغلاس، وتكلفنا أكثر من 300 دولار، وفي كل مرة يتعرض للكسر". ويحلم الطفل بانتهاء الحرب الإسرائيلية وتركيب طرف صناعي جديد وأن يتمكن من اللعب كأطفال العالم بعيدًا عن القصف والخطر.

وخلفت حرب إسرائيل على غزة بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر الماضي أكثر من 127 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل تل أبيب هذه الحرب، متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب غزة، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.

 

(الأناضول، العربي الجديد)

ذات صلة

الصورة
تظاهرة في عمّان تطالب بكسر حصار غزة \ 8 11 2024 (العربي الجديد)

سياسة

نُظمت مسيرة حاشدة في وسط العاصمة الأردنية عمّان، اليوم الجمعة، دعا خلالها المشاركون إلى كسر الحصار عن شمال غزة ووقف العدوان المتواصل على فلسطين ولبنان.
الصورة
مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا - شمال غزة - 28 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

في تحقيق شامل، أفادت وكالة أسوشييتد برس بأنّ "إسرائيل لم تقدّم أدلّة تُذكر على وجود مقاتلي حركة حماس في مستشفيات غزة المستهدفة بالقطاع، في حالات كثيرة".
الصورة
أمام السفارة الأميركية في لندن، 2 نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

سياسة

خرج أكثر من مائة ألف متظاهر وسط العاصمة البريطانية لندن للتنديد بموقف الحكومة البريطانية الداعم لحرب الإبادة في غزة والعدوان الإسرائيلي على لبنان
الصورة
جنود الاحتلال قرب مقر أونروا في غزة بعد إخلائه، 8 فبراير 2024 (فرانس برس)

سياسة

أقر الكنيست الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، تشريعاً يحظر عمر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) داخل الأراضي المحتلة.
المساهمون