استمع إلى الملخص
- الجولة الأولى انتهت في 12 سبتمبر، حيث تم تطعيم أكثر من 560 ألف طفل دون العاشرة في ثلاث مراحل جغرافية بعد اكتشاف الفيروس في مياه الصرف الصحي.
- الحملة تواجه تحديات كبيرة بسبب الحرب على غزة ومحاولات عرقلة الجهود، لكن التنسيق مستمر لحماية الأطفال من شلل الأطفال.
بعد أسابيع من انتهاء الجولة الأولى من حملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة، أفادت منظمة الصحة العالمية بوجوب تلقّي الأطفال الفلسطينيين في القطاع المستهدف جرعتهم الثانية من اللقاح المضاد للمرض الفيروسي، ابتداءً من 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، مشيرة إلى أنّها تتواصل مع السلطات الإسرائيلية لتأكيد الموعد. يأتي ذلك في حين تواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة وأهله وأطفاله، منذ السابع من أكتوبر 2023.
وقال رئيس فريق الطوارئ لدى منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة أياديل ساباربيكوف، في مؤتمر صحافي عقده اليوم الجمعة في القدس المحتلة، إنّ "المناقشات جارية مع السلطات الإسرائيلية ووحدة كوغات (لتنسيق الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية) ووزارة الصحة الإسرائيلية، وكذلك مع الشركاء على الأرض"، من أجل إطلاق الجولة الثانية من حملة التطعيم في الموعد المحدّد.
وتصرّ منظمة الصحة العالمية على بدء الجولة الثانية من حملة التطعيم الطارئ ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة في 14 أكتوبر الجاري. وقد أكّد ساباربيكوف "وجوب ذلك خلال 10 أيام"، معبّراً عن أمل منظمته باستكمال الجولة الثانية من التطعيم في 29 أكتوبر. وأشار إلى أنّ من المقرّر عقد اجتماع، بعد غد الأحد، لتأكيد الموعد من عدمه، فيما قدّر عدد الأطفال الفلسطينيين الواجب تلقّيهم الجرعة الثانية من اللقاح بـ590 ألف طفل.
وكان المتحدّث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك قد أفاد، أوّل من أمس الأربعاء، بأنّ المنظمة الأممية تستعدّ لبدء الجولة الثانية من حملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال في غزة، بحلول منتصف أكتوبر الجاري. أضاف، في تصريح صحافي، أنّ مكمّلات غذائية سوف تُوزَّع كذلك في خلال الجولة الثانية من حملة التطعيم.
من جهته، كان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس قد أعلن، غداة انتهاء الجولة الأولى من حملة التطعيم، أنّ أكثر من 560 ألف طفل تلقّوا جرعتهم الأولى من اللقاح المضاد لشلل الأطفال من بين أكثر من 640 ألفاً دون العاشرة من العمر. يُذكر أنّ الجولة الأولى من حملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة التي انطلقت في الأوّل من سبتمبر/أيلول الماضي انتهت في 12 منه، وقد أتت في ثلاث مراحل بحسب المناطق؛ فكانت الأولى في الوسط (محافظة دير البلح) والثانية في الجنوب (محافظة خانيونس ومحافظة رفح) والثالثة في الشمال (محافظة غزة ومحافظة شمال غزة) الذي عزلته قوات الاحتلال الإسرائيلي عن بقيّة مناطق القطاع المحاصر.
وتأتي حملة التطعيم هذه، التي أُعلن عنها في نهاية أغسطس/آب الماضي، بالتنسيق ما بين وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وشركائها. والحملة أُطلقت على عجل، في وقت حاولت إسرائيل عرقلتها أكثر من مرّة وبأكثر من طريقة، بعدما اكتُشف فيروس شلل الأطفال من النمط 2 في عيّنات مياه صرف صحي أُخذت من دير البلح في وسط قطاع غزة وخانيونس جنوبه، في يونيو/حزيران الماضي، بحسب ما أفادت به النتائج الصادرة في يوليو/تموز الذي تلاه. وهو الأمر الذي دعا الأمم المتحدة، بمختلف وكالاتها المعنيّة، ووزارة الصحة الفلسطينية، إلى الاستنفار من أجل تنفيذ حملة التطعيم الطارئة. وزاد الاستنفار عند رصد الإصابة البشرية الأولى بشلل الأطفال لدى رضيع في شهره العاشر، بعد 25 عاماً على الإصابة الأخيرة من نوعها في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أنّ الأطفال المستهدفين بالجولة الثانية من حملة التطعيم الطارئة ضّ شلل الأطفال في قطاع غزة هم الذين تلقّوا جرعتهم الأولى من اللقاح في أوائل سبتمبر الماضي، والذين لم يبلغوا بعد عامهم العاشر، سواء أكانوا قد تلقّوا قبل هذه الحملة اللقاح المضاد لهذا المرض الفيروسي أم لا.
(فرانس برس، العربي الجديد)