القبض على طبيبة مصرية بتهمة انتهاك خصوصية المرضى

12 نوفمبر 2024
آداب المهنة تنص على أن يكون الطبيب قدوة حسنة في المجتمع، القاهرة، 26 مايو 2017 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قررت النيابة العامة حبس الطبيبة وسام شعيب أربعة أيام للتحقيق بعد نشرها فيديو على فيسبوك يتضمن ألفاظاً نابية، مما أثار جدلاً واسعاً واتهامات بتكدير الأمن العام.
- الفيديو تناول حالات حمل سفاح لفتيات قاصرات، مما أدى إلى شكاوى ضد الطبيبة بتهمة التشهير بالمرضى، وأحالت النقابة العامة للأطباء الشكاوى إلى لجنة آداب المهنة للتحقيق.
- دافعت الطبيبة عن نيتها في التوعية، بينما تعرضت لانتقادات من الإعلامي عمرو أديب الذي طالب بعقوبات قانونية صارمة ضدها.

قررت النيابة العامة في مركز كفر الدوار بمحافظة البحيرة المصرية، الثلاثاء، حبس الطبيبة وسام شعيب، اختصاصية أمراض النساء والتوليد بمستشفى كفر الدوار الحكومي، لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات، مع مراعاة التجديد لها في المواعيد القانونية.

ووجهت النيابة إلى الطبيبة اتهامات منها: تكدير الأمن والسلم العام، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في إثارة البلبلة بين أطياف الشعب المصري، واستخدام ألفاظ سيئة (نابية) في مقطع فيديو نشرته على صفحتها في فيسبوك.

وكانت أجهزة الأمن المصرية قد ألقت القبض على الطبيبة شعيب إثر اقتحام محل سكنها في محافظة البحيرة منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء، تحت ذريعة اتهامها بنشر فيديوهات مثيرة للجدل عبر حسابها في "فيسبوك"، تنتهك فيها خصوصية المرضى. وقالت وزارة الداخلية، في بيان مقتضب، إنها حررت محضراً بالواقعة، وأحالت الطبيبة المتهمة إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالها.

وهوجمت شعيب بشدة عبر منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة، عقب نشرها فيديو تتحدث فيه عن بعض الوقائع المتعلقة بمرضاها في المستشفى، ومنها حالات حمل سفاح لفتيات قاصرات أشرفت على علاجهن، ناتجة من علاقات غير شرعية.


وأعلنت النقابة العامة للأطباء تلقيها شكاوى بحق الطبيبة تتهمها بالتشهير بالمرضى، والحديث بألفاظ غير لائقة تمثل اعتداءً على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري، مؤكدة استنكارها أية أفعال فردية من شأنها الإساءة إلى المرضى، وإلى مهنة الطب نفسها. وأحالت النقابة الشكاوى ضد الطبيبة على لجنة آداب المهنة للتحقيق فيها، قائلة إنها ستواجه أي مخالفات لأعضائها -في حال ثبوتها- بكل حسم، وإحالة أي طبيب يخرج عن قواعد ولائحة آداب المهنة، والأصول الطبية المستقر عليها والمعمول بها، على الهيئة التأديبية للتحقيق، تمهيداً لتوقيع العقوبة عليه، وصولاً إلى الشطب من جداول النقابة، والمنع من ممارسة المهنة.


وأضافت النقابة أن لائحة آداب المهنة تنص على أن "يكون الطبيب قدوة حسنة في المجتمع بالتزام المبادئ والمثل العليا، أميناً على حقوق المواطنين في الحصول على الرعاية الصحية الواجبة، منزهاً عن الاستغلال بجميع صوره لمرضاه أو زملائه أو تلاميذه، وأن يراعي الأمانة والدقة في جميع تصرفاته، ويلتزم السلوك القويم، ويحافظ على كرامته وكرامة المهنة مما يشينها"، وهو ما ورد تفصيلاً في قَسَم الأطباء".

ولم تكشف شعيب في الفيديو، الذي حظي بأكثر من مليون مشاهدة على صفحتها، أسماء مرضاها من النساء والفتيات أو عناوينهن أو أي صفة مميزة لأشكالهن، غير أنها تلفظت ببعض العبارات التي أثارت غضباً على وسائل التواصل في مصر، حيث روت الطبيبة حالة طفلة تبلغ من العمر 14 عاماً، وكانت أسرتها تريد إجهاضها في الشهر الثامن للحمل، لكونها حملت سفاحاً من علاقة غير شرعية، بالإضافة إلى حالة أخرى لسيدة قررت الزواج عرفياً من شاب يصغرها بنحو 15 عاماً، من أجل تسجيل جنينها باسمه، فيما تبين أن الجنين الذي تحمله في أحشائها ثمرة علاقة غير شرعية مع رجل آخر.


ودافعت الطبيبة عن نفسها عبر صفحتها في "فيسبوك"، بالقول إنها لم تبث الفيديو لتحقيق مشاهدات عالية، أو اللهث وراء "الترند"، لكنها رغبت في توعية الآباء والأمهات، وتنبيههم إلى ما قد يحدث لبناتهن إذا أهملوا في متابعتهن، نافية تعمدها التشهير بمرضاها أو كشف أسرارهم.

من جهتها، قررت هيئة النيابة الإدارية فتح تحقيق في واقعة فيديو الطبيبة، التي خرجت تتحدث فيه عن أسرار بعض المرضى. وكلف رئيس الهيئة، المستشار عبد الراضي صديق، وحدة شؤون المرأة وحقوق الإنسان في الهيئة بفحص ما رُصد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وما تضمنه الفيديو من انتهاك لحقوق المريضات، ومخالفة أخلاقيات مهنة الطب، ولائحة آداب ممارستها.

وكان الإعلامي المقرب من السلطات في مصر، عمرو أديب، قد هاجم الطبيبة شعيب في برنامجه، مساء الاثنين، قائلاً: "يجب اتخاذ أقصى العقوبات القانونية بحق هذه الطبيبة، لأنها أهانت مصر ونساءها. وأقول لها: هل أنت مصرية؟ أين القَسَم والنخوة والوطنية؟ أين الإسلام؟ وأين الستر؟". وأضاف مخاطباً الأجهزة الأمنية: "لا تأخذكم بها أي رحمة، فهذا إعلان على جسد المصريات. الطبيبة تتحدث وكأنها تعمل في منزل لأعمال الدعارة على مدى 24 ساعة، وليس في مستشفى لعلاج المرضى، وهو ما يصور المجتمع المصري بأنه يعيش في جهنم، ويعطي انطباعاً قذراً عن مجتمع هي جزء منه"، على حسب تعبيره.

المساهمون