استقالة رئيس أساقفة كانتربري بعد فضيحة إساءة معاملة الأطفال تهز الكنيسة البريطانية

13 نوفمبر 2024
جاستن ويلبي رئيس أساقفة كانتربري في كاتدرائية كانتربري في 17 إبريل 2022 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن رئيس أساقفة كانتربري، جاستن ويلبي، استقالته بعد ضغوط متزايدة نتيجة تورطه في فضيحة إساءة معاملة الأطفال، حيث كشف تقرير عن تستر الكنيسة على انتهاكات المحامي جون سميث في السبعينيات والثمانينيات.
- أعرب ويلبي عن تحمله المسؤولية الشخصية والمؤسسية عن الإخفاقات منذ عام 2013 وحتى 2024، مشيراً إلى أن استقالته تعكس جدية كنيسة إنكلترا في إدراك الحاجة للتغيير.
- دعا العديد من الضحايا وأعضاء الكنيسة إلى استقالة ويلبي، مؤكدين على ضرورة المحاسبة، وأشار التقرير إلى أن ويلبي ربما كان لديه علم بمخاوف تتعلق بسميث قبل عام 2013.

أعلن رئيس أساقفة كانتربري، جاستن ويلبي، استقالته، اليوم الثلاثاء، بعد تعرضه لضغوط متزايدة للتنحي إثر تورطه في فضيحة إساءة معاملة الأطفال. جاء هذا الإعلان بعد صدور تقرير الأسبوع الماضي كشف نتائج تحقيق مستقل أكد تستر الكنيسة على انتهاكات قام بها المحامي جون سميث ضد الأطفال في السبعينيات والثمانينيات داخل المملكة المتحدة، وأيضاً في زيمبابوي وجنوب إفريقيا، حيث يُقدر أن حوالي 130 فتى كانوا ضحايا لهذه الانتهاكات.

وخلصت المراجعة المستقلة، المعروفة بـ"مراجعة ماكين"، إلى أنه كان من الممكن تقديم سميث للعدالة لو أن رئيس الأساقفة أبلغ الشرطة رسمياً قبل عقد من الزمان.

في بيان نُشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قال جاستن ويلبي: "بعد أن طلبت الإذن من جلالة الملك، قررت الاستقالة من منصب رئيس أساقفة كانتربري. كشفت مراجعة ماكين عن مؤامرة صمت طويلة الأمد حول الانتهاكات الفظيعة التي ارتكبها جون سميث. عندما تم إبلاغي في عام 2013 بأن الشرطة قد أُخطرت، افترضت خطأً أن الإجراءات اللازمة ستتخذ تلقائيًا. الآن، بات واضحاً أن عليّ تحمل المسؤولية الشخصية والمؤسسية عن السنوات الطويلة والمؤلمة التي امتدت من عام 2013 وحتى 2024".

وأضاف ويلبي أن موعد تنحيه سيُحدد لاحقاً، قائلاً: "آمل أن يعكس هذا القرار جدية كنيسة إنكلترا في إدراك الحاجة للتغيير وحرصنا العميق على بناء كنيسة أكثر أماناً. حينما أتنحى، سيكون ذلك بمشاعر الحزن مع جميع الضحايا والناجين من الاعتداءات. لقد أعادت الأيام الماضية تأجيج شعوري العميق بالخزي من إخفاقات الحماية التي شهدتها كنيسة إنكلترا عبر تاريخها. وعلى مدى قرابة اثني عشر عامًا، عملت جاهداً على تحسين الوضع، إلا أن الحكم على ما تم إنجازه يبقى بيد الآخرين".

وكان ويلبي قد صرّح الأسبوع الماضي بأنه فكّر في الاستقالة بسبب "القرار المؤسف" بعدم التعامل بحزم مع تقارير الإساءة التي اقترفها المحامي جون سميث، المعروف بنفوذه وقوة شخصيته، والذي توفي عام 2018، بعد أن أُبلغ بالمسألة عام 2013.

وأصدر قصر لامبيث، المقر الرسمي لرئيس أساقفة كانتربري، بياناً يوم الاثنين أكد فيه أن ويلبي "قدم اعتذاراً عميقاً عن أخطائه وتقصيره، وعن الأذى والتستر والانتهاكات التي ارتكبتها الكنيسة على نطاق واسع". ورغم ذلك، لم يكن ينوي الاستقالة.

ومع ذلك، دعا أندرو مورس، أحد ضحايا المحامي جون سميث والذي تعرف عليه لأول مرة حين كان طالباً في كلية وينشستر في هامبشاير، إلى استقالة ويلبي تضامنًا مع الضحايا. وقال مورس في حديثه لبرنامج Today على راديو BBC 4 يوم الثلاثاء إن اعتراف ويلبي بتقصيره منذ عام 2013 "كافٍ لتأكيد تورطه، إلى جانب العديد من أعضاء الكنيسة الأنجليكانية الآخرين، في التستر على هذه الانتهاكات". واصفاً سميث بـ"المفترس".

كما انضمت هيلين آن هارتلي، أسقف نيوكاسل في كنيسة إنكلترا، إلى الأصوات المطالبة باستقالة ويلبي، معتبرةً أن موقفه "غير مقبول" ومشددةً على ضرورة رسم خطٍ واضحٍ للمحاسبة.

وقالت هارتلي، لهيئة الإذاعة البريطانية: "من الصعب للغاية على الكنيسة، باعتبارها المؤسسة الوطنية الراسخة، أن يظل لها أي صوت أخلاقي في أمتنا إذا لم نتمكن من ترتيب بيتنا بشأن أمر بالغ الأهمية مثل الإساءة".

وقد ارتكب المحامي جون سميث إساءات سادية ضد تلاميذ المدارس الخاصة الذين حضروا معسكرات العطلات المسيحية الإنجيلية في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات. على مدار خمسين عامًا، يُقال إنه أساء إلى نحو 130 فتى وشاباً في المملكة المتحدة وأفريقيا، حيث تعرضوا لهجمات جسدية وجنسية ونفسية وروحية مؤلمة تركت بصمة دائمة على حياتهم.

وعندما اكتشفت الكنيسة عمليات الإساءة، سمحت لسميث بمغادرة البلاد، بينما استمر في ارتكاب الانتهاكات دون عقاب. توفي سميث عن عمر يناهز 75 عاماً في كيب تاون في عام 2018، ولم يُقدَّم للمحاكمة بتهمة الإساءة، وفقاً لمراجعة ماكين التي نُشرت الأسبوع الماضي.

في السبعينيات، تطوع ويلبي في معسكرات العطلات، لكنه نفى علمه بأي مخاوف تتعلق بسميث. ومع ذلك، قال التقرير إنه "من غير المرجح" أن يكون غير مدرك لما كان يحدث. وأشار إلى أن ويلبي ربما لم يكن على علم بخطورة الانتهاكات في المملكة المتحدة قبل عام 2013، لكنه من المحتمل أنه كان لديه على الأقل فكرة عن أن سميث كان مصدر قلق.

يعتبر رئيس أساقفة كانتربري، الذي يقع مقر سلطته الدينية في كاتدرائية كانتربري، الزعيم الروحي لكنيسة إنكلترا وكافة أتباع المذهب الأنجليكاني المسيحي.

المساهمون