ربيع سبيتي: احذروا إسهال الأطفال صيفاً

30 يوليو 2017
الأكل الصحي للأطفال أساسي (العربي الجديد)
+ الخط -
أمراض الأطفال عديدة، منها ما يتصل مباشرة بالصيف وطقسه الحار. في كلّ الأحوال، تؤثر أمراض الأطفال على نموهم، وهو ما يتحدث عنه إلى "العربي الجديد" الطبيب اللبناني المتخصص في طبّ الأطفال وحديثي الولادة الدكتور ربيع محمود سبيتي الحائز على دكتوراه الدولة في الحساسية والربو لدى الأطفال.



- ما هي أبرز أمراض الأطفال في فصل الصيف وأساليب العلاج المناسبة؟

الإسهال وما يرافقه من تقيؤ، إذ تصيب الجهاز الهضمي من المعدة إلى المصران جرثومة تؤدي إلى إسهال. وكلّما كان الإسهال أقوى كانت خطورته أكبر على الطفل إذ يؤدي إلى تجفاف الجسم. الأمراض الجرثومية منوعة تبدأ من جراثيم طفيلية، ثم بكتيرية، ثم فيروسية، ثم أخطر من ذلك حمّى التيفوئيد وحمّى الريكتسيا.

بسبب التلوث البيئي وأسلوب الحياة الخاطئ والرطوبة العالية وارتفاع درجات الحرارة وزيادة الكثافة السكانية، فإنّ الأمراض جميعها باتت تظهر في فصل الصيف، ومنها أنواع الزكام التي تسببها مكيفات الهواء والمراوح، كما أنّ انقطاع الكهرباء ووصولها يؤدي إلى تعرّق الطفل ثم تعرضه للمكيف أو المروحة ما يؤدي إلى لفحة هواء، كذلك، فتناول الآيس كريم والمثلجات يؤدي إلى التهاب اللوزتين.

أما أبرز وسيلة لعلاج الطفل من الإسهال فهي إعطاؤه مصل الملوحات بكميات كبيرة، وإن لم يأخذه عن طريق الفم نضطر إلى تعليق مصل له في العرق. أما في حال اتجهت جرثومة إلى الدم مع حرارة وتغير شكل ولون الفضلات، فالطفل في حاجة إلى دواء التهابات، وكذلك دواء للعوارض كالتقيؤ والغثيان.


- ما المطلوب من أجل وقاية الأطفال؟

الأكل والمياه النظيفة هما المطلوب قبل كلّ شيء. وبينما ننصح بأكل الخضر صيفاً، فإنّ الخضر في لبنان ملوثة بسبب انقطاع المياه وفتح مياه المجاري الآسنة لريّها. والمطلوب كذلك التعقيم، فالناس يعرفون النظافة والطهارة فعلاً لكنّهم لا يعرفون التعقيم. مثال على ذلك أمّ لديها طفل مصاب بالإسهال، فعمدت إلى غسله وتنظيفه أكثر من مرة بمياه دافئة وصابون وجففت جسمه. لكنّها بعدما غسلت يديها وضعتهما في الأكل. صحيح أنّ يديها نظيفتان لكنّهما غير معقمتين، لذلك، لا بدّ من استخدام معقم كي لا تنقل المرض إلى شخص آخر. كذلك، يجب منع الأطفال من وضع اليد في الفم.


- ما مدى خطورة أمراض الأطفال على نموهم الجسدي والفكري؟

أول ألف يوم في حياة الطفل، أي أشهر الحمل بالإضافة إلى العامين الأولين، هي الأهم في تركيب حياته فكرياً وجسدياً. في السنة الأولى يزداد نمو الطفل شهرياً، فإذا مرض بشكل متكرر سيكون كلّ مرة في حاجة إلى أسبوع إضافي كي يعوّض ما نقصه وأسبوع آخر كي يبدأ مجدداً بالزيادة، وبذلك يكون دائماً في حالة نقص. كثرة المرض تضعف الجسم، فهي حلقة متكاملة تبدأ من المرض ثم فقر الدم ثم ضعف المناعة ثم المرض مجدداً وضعف دم أكبر ومناعة أضعف وبالتالي أمراض أكثر.

الأكل الصحي للأطفال أساسي، وننصح اليوم بأكل السمك المسلوق أو المشوي منذ الشهر الرابع، وحتى التونا بما فيها من أوميغا 3 الذي يؤثر إيجاباً في النمو الفكري للطفل وقدراته الإدراكية لاحقاً في المدرسة.

مرض الطفل العابر وعودته بعدها إلى الأكل الصحي المغذي يجعل وضعه أفضل بكثير من طفل آخر بدأ بعد شفائه من مرض بأكل السكاكر وغيرها من الدكان.