أهالي الرقة السورية يطالبون بمراكز لعلاج الإدمان والأمراض النفسية

05 يوليو 2024
دعوات لضبط الأمن ومنع تفشي المخدرات بين فئة الشباب، 5 إبريل 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **انتشار المخدرات وضرورة إنشاء مراكز علاجية**: يطالب أهالي الرقة بإنشاء مراكز لعلاج الإدمان والأمراض النفسية بسبب انتشار المخدرات وغياب الدعم الكافي، حيث يقتصر الجهد على مركز الأمل الوحيد بقدرة استيعابية محدودة.

- **تأثير المخدرات على المجتمع**: بعد طرد داعش، زادت الجرائم والاعتداءات المرتبطة بالمخدرات، مما يستدعي إنشاء مراكز علاجية مجانية لتوفير الدعم الكافي للمدمنين.

- **مطالبات الأهالي ودور القوى الأمنية**: يطالب الأهالي قوى الأمن بضبط تفشي المخدرات، ويشير المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى خطورة الوضع وحوادث القتل والاعتداء تحت تأثير المخدرات.

يُطالب أهالي الرقة السورية بإنشاء مراكز لعلاج الأمراض النفسية والإدمان، خصوصاً في ظل انتعاش تجارة المخدرات في المدينة وغياب الاهتمام الكافي من قبل المنظمات واقتصار الجهود على مركز الأمل الوحيد في الريف الجنوبي.

في السياق، يقول عمار العمر الخليل، وهو طبيب نفسي في محافظة الرقة يعمل ضمن مركز الأمل، لـ"العربي الجديد": "افتتح المركز منذ أكثر من شهرين، والخدمات التي يقدمها تركز على علاج الإدمان والأمراض النفسية مثل الفصام والاكتئاب، وهناك إقبال من المدمنين على العلاج، لكن لا توجد إحصائيات دقيقة". 

ويضيف أن "الإقبال على العلاج النفسي هو بدرجة أقل، على الرغم من الزيادة الملحوظة في الأمراض النفسية"، داعياً الشباب إلى عدم التردد في مراجعة المركز "للتخلص من المرض الذي يقتل النفس والمجتمع". ويقدم مركز الأمل لعلاج الإدمان الذي افتتحه مجموعة من الأطباء في الرقة السورية خدماته بأسعار رمزية للمراجعين.

من جانبه، يوضح أسامة الخلف، وهو ناشط مجتمعي في الرقة، لـ"العربي الجديد"، أنه خلال الأعوام الماضية بعد طرد تنظيم داعش من الرقة، وخاصة بعد عام 2020، انتشرت تجارة المخدرات بشكل لافت في المدينة وباتت تشكل خطراً كبيراً، من دون اهتمام كاف بهذا الوضع. ويتابع: "منذ العام الحالي، بادر أطباء، مثل فراس الفهد وغيره، إلى افتتاح مركز الأمل لعلاج المدمنين والمدمنات بأسعار رمزية. ورغم دوره الكبير، لكن المنطقة بحاجة إلى عدة مراكز تكون متاحة للجميع وتوفر العلاج المجاني".

أهالي الرقة السورية: مركز واحد لا يكفي 

يقول الخلف: "المركز يعمل ضمن نطاق ضيق وبطاقة استيعابية صغيرة. ولا يمكن القول إنه مشفى حالياً إلا إذا تلقى الدعم مستقبلاً وجرى تطويره وتوسيعه حتى تتسنى لكل الشرائح الاستفادة من خدماته، خاصة في ظل واقع صعب في منطقة تعج بالمواد المخدرة. حيث الفرات هو خط توريد للمخدرات عن طريق الجهات المنتشرة في مناطق سيطرة النظام".

بدوره، طالب عيسى العبد، أحد سكان مدينة الرقة، لـ"العربي الجديد"، قوى الأمن في المدينة بضبط الأمور ومنع تفشي المخدرات بين فئة الشباب. وأضاف: "أخاف على ابني الذي بلغ من العمر 15 عامًا أن يقع في فخها، على غرار كثير من الفتية والشبان في المنطقة، ووجود المركز هو أمر جيد لمن يريد التخلص من هذا الإدمان".

ويرتبط استهلاك المخدرات بتزايد نسب الجرائم في المجتمع وتسجيل حوادث القتل والاعتداء، بالإضافة إلى التأثيرات النفسية التي تحدثها المواد المخدرة في سلوكيات المتعاطين وتدفعهم إلى التصرف بعدوانية وعنف اتجاه الآخرين، خاصة في غياب خطط علاجية وتوعية بمخاطر الإدمان.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أكد في تقرير له، الشهر الماضي، أن شابًا قتل شقيقته ودفنها تحت تأثير المواد المخدرة، إذ ألقت عناصر مكافحة الجريمة التابعة للإدارة الذاتية القبض عليه، وذلك في منطقة السباهية غرب مدينة الرقة السورية. كما أحرق زوج يتعاطى المخدرات زوجته في شارع النور بمدينة الرقة الشهر الماضي أيضا، حسب تقرير منفصل للمركز، إذ أسعفت إلى أحد المشافي في المدينة لتلقي العلاج.

وأشار المرصد إلى أن عمليات إدخال المواد المخدرة وحبوب الكبتاغون والحشيش تحصل عبر تجار ومروجي المخدرات من مناطق سيطرة قوات النظام السوري إلى مدينة الرقة، لتُنقل فيما بعد إلى مناطق الإدارة الذاتية.

المساهمون