الأمم المتحدة: 430 ألف شخص فروا من لبنان إلى سورية والغارات الإسرائيلية تهدد طرق هروبهم
- تعاني سوريا من أزمة إنسانية حادة مع وجود 7.2 مليون نازح داخليًا و16.7 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة، حيث يضطر اللاجئون للعيش في مناطق مدمرة.
- دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى وقف الهجمات على المعابر، حيث تزيد من معاناة اللاجئين وتعرقل عودتهم بعد انتهاء النزاع.
سلّطت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم الجمعة، الضوء على محنة اللاجئين الفارين من لبنان في خضم الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على لبنان.
وقال مكتب المفوضية الأممية في جنيف: إن 430 ألف شخص فروا إلى سورية وحدها منذ تصعيد القوات الإسرائيلية هجومها على لبنان. ومع ذلك، تعرضت المعابر الحدودية أيضاً للهجوم، مما تسبب في مخاطر لكل من اللاجئين وموظفي الأمم المتحدة.
شهر على بدء الهجمات الأعنف على لبنان منذ عقود.
— مفوضية اللاجئين (@UNHCR_Arabic) October 25, 2024
+430,000 شخص اضطروا للفرار إلى سوريا.
تحدث موجة النزوح هذه في ظل أزمة إنسانية قائمة في سوريا، حيث لا يزال هناك نحو 7.2 مليون نازح داخليًا و16.7 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة.
هناك حاجة لتوفير الدعم العاجل.https://t.co/gQbMBEyJGB pic.twitter.com/MzLtdyZ0Im
وأعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، أن استهداف الغارات الجوية الإسرائيلية معبراً حدودياً لبنانياً مع سورية يهدد طريقاً رئيسياً للأشخاص الذين يريدون الفرار من الحرب الدائرة في لبنان.
وفي أحدث واقعة اليوم الجمعة، أفادت جهة تراقب الحرب باستشهاد ثلاثة أشخاص في غارة إسرائيلية على معبر بين سورية ولبنان. وحذرت السلطات اللبنانية من أن معبر جوسية الحدودي، المعروف باسم القاع من الجانب اللبناني، في منطقة البقاع (شرق) والذي جرى استهدافه لم يعد صالحاً، وفق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، رولا أمين، في إفادة صحافية في جنيف، إن "هذا يعيق ويهدد حقاً شريان حياة رئيسياً يستخدمه الناس للهروب من النزاع في لبنان والعبور إلى سورية".
محنة اللاجئين الفارين من لبنان
أضافت أمين أن "معاناة هؤلاء الأشخاص الذين يعبرون الحدود لا تنتهي عند الحدود"، إذ يواجهون كارثة إنسانية في سورية. ولفتت إلى أن الغارة على جوسية وقعت على بعد 500 متر من مكاتب الهجرة، بدون إعطاء إنذار مسبق.
وهذا هو المعبر الثاني الذي يستهدفه الجيش الإسرائيلي هذا الشهر. وكان قد أغار في وقت سابق على معبر المصنع الواقع إلى الجنوب، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة. وحذرت أمين من أن "هذا يعني أن على الناس أن يفكروا مرتين قبل محاولة عبور الحدود ومدى أمان الطريق الذي يسلكونه".
I visited this border crossing with Gonzalo two weeks ago where people fleeing the conflict in #Lebanon crossed into #Syria https://t.co/MoOJLKaZbx
— Rula Amin (@RulaAmin) October 25, 2024
وبينت أن أكثر من 90% من الشعب السوري ذاته يحتاج إلى مساعدات إنسانية. ولفتت إلى أن "هؤلاء الأشخاص يتوجهون إلى مناطق ومدن وقرى تعرضت للتدمير فعلياً خلال الـ 13 سنة الماضية".
ووفقاً للأرقام الرسمية اللبنانية، فر أكثر من 500 ألف شخص إلى سورية منذ أواخر سبتمبر/أيلول. وقالت أمين إن نحو 70% من النازحين عبر الحدود كانوا سوريين، والبقية معظمهم من اللبنانيين. وأضافت "معاناة هؤلاء الأشخاص الذين يعبرون لا تنتهي عند الحدود. ومن المؤسف أن هناك كارثة إنسانية طارئة أخرى تتكشف في الوجهات النهائية التي يعبر إليها هؤلاء الأشخاص".
وأشارت إلى أن العديد من النازحين بسبب الحرب ليس لديهم منازل يعودون إليها، بعدما دمر القصف الإسرائيلي قرى وبلدات ومدناً حدودية مثل صور. وقالت "قدرة الناس على العودة إلى ديارهم بمجرد انتهاء هذه الحرب أصبحت معوقة". وأضافت أن "فقدان الخيارات المتاحة أمامهم للبقاء في أمان أمر محزن وغير مقبول".
من جهته، أكد ممثل المفوضية في سورية، غونزالو فارغاس لوسا، على منصة إكس، اليوم الجمعة، أن "الاستهداف المتعمد والمتزايد لمثل هذه الطرق الحيوية التي يسلكها الأشخاص للفرار يعرض حياة الأبرياء للخطر. وقد يشعر العديد من الأشخاص الآن بالخوف من محاولة استخدامها. كما يشكل هذا خطراً على حياة موظفي المفوضية وشركائنا في العمل الإنساني. يجب أن يتوقف ذلك فوراً".
.@llosa_gonzalo:
— مفوضية اللاجئين (@UNHCR_Arabic) October 25, 2024
"إن الاستهداف المتعمد والمتزايد لمثل هذه الطرق الحيوية التي يسلكها الأشخاص للنزوح يعرض حياة الأبرياء للخطر.
وقد يشعر العديد من الأشخاص الآن بالخوف من محاولة استخدامها. كما يشكل هذا خطرًا على حياة موظفي المفوضية وشركائنا في العمل الإنساني.
يجب أن يتوقف ذلك فوراً".
وتعرضت البنية التحتية في سورية لأضرار بالغة منذ اندلاع الثورة ضد النظام في أعقاب احتجاجات الربيع العربي في 2011.
(أسوشييتد برس، فرانس برس، العربي الجديد)