"النكافة والتريتور".. مهن تنتعش في أفراح المغاربة خلال الصيف

17 اغسطس 2016
تنتعش مهنة النكافة في الصيف (العربي الجديد)
+ الخط -


تنتعش مهن الصيف المرتبطة بحفلات الأعراس المغربية، خاصة مهنة "النكافة" التي تُعنى بتزيين العرائس وتجهيزهن على مستوى أطقم اللباس والحلي والإكسسوارات، وأيضا مهنة تموين حفلات الزفاف التي تهتم بأدق تفاصيل إعداد وتحضير الأعراس، من موائد وكراسي ومأكل ومشرب.

وتكثر حفلات الزفاف، وحتى المناسبات العائلية السارة، مثل العقيقة وأعياد الميلاد، خاصة في فصل الصيف، بالنظر إلى التئام شمل الكثير من العائلات، وعودة المهاجرين من بلدان الخارج إلى أحضان أسرهم، وأيضا رجوع العمال أو الموظفين إلى ذويهم بمناسبة العطل الصيفية.

وتنظم آلاف الأسر المغربية، خلال هذا الفصل، خاصة بعد انصرام شهر رمضان، العديد من حفلات الأعراس التي لا غنى فيها عن "النكافة"، وهي مهنة تقوم بها امرأة متخصصة في تزيين العروس المغربية، ومتابعة تفاصيل ألبستها طيلة حفلة الزفاف التي تمتد ساعات طويلة.

وتقول الحاجة فاطمة البيضاوية، وهي نكّافة بأحد أحياء مدينة سلا، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، "إن مهنة "النكافة" من أشرف وأنبل المهن التي تُدخل السعادة على العائلات، من خلال منح مظهر جميل وأنيق للعرسان أمام الحضور في ليلتهم التاريخية التي لا تتكرر".

وأوضحت النكافة ذاتها، أن مهمتها تتلخص أساسا في تحضير فساتين الزفاف للعروس، وانتقاء ما يلائمها ويناسب طلّتها وقامتها ولون بشرتها أيضا، فضلا عن تحضير مساحيق التزيين والتجميل المناسبة، وتغيير ما يسمى بـ"الطلّة" التي تظهر بها العروس، والتي تصل أحيانا إلى أكثر من عشر طلات، تظهر بها بين الفينة والأخرى على الحاضرين بالعرس.


وأما النكافة المغربية الشهيرة "رحمة"، فقد أسست موقعا إلكترونيا يعرض خدماتها، وتعد الفتاة المقبلة على الزوج بأن تجعل منها السيدة الأولى في الحفل، من خلال الاهتمام بكل التفاصيل الخاصة بالحفل، من زينة وحليّ وألبسة، كما أنها تقدم خدمات متنوعة للرجال، من أجل ظهورهم بأجمل صورة.

وحول مشاكل مهنة "النكافة" في المجتمع المغربي، تقول الحاجة زبيدة، نكافة بأحد أحياء الرباط، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، "إن الأمر يتعلق بكثرة وشدة المنافسة بين ممتهني هذه الحرفة، كما أن "النكافة" صارت مهنة من لا مهنة لها" على حد تعبيرها.

وتشرح المتحدثة قولها بأن هناك العديد من المتطفلات على مهنة "النكافة" التي تتطلب سيدة خبيرة بالمجال، ولها دراية بتفاصيل عوالم الزفاف وما تتطلبه الأفراح، حيث صارت ممتهنات الحلاقة، ومهن أخرى أيضا، يلجأن إلى هذه المهنة لكونها تدرّ أرباحا في الصيف خاصة، من دون أن يملكن أية تجربة في المجال.

وكما "النكافة"، تنتعش أيضا مهنة مموني الحفلات، أو ما يسمى في المغرب بـ"تريتور"، أي الشخص الذي يتكلف بتفاصيل جلوس الحاضرين للعرس، من كراسي وموائد، وأيضا بتحضير وجبات الأكل والمشروبات المختلفة، وفق اتفاق يجمع بين "التريتور" وصاحب العرس أو الحفل.

واشتهر في المغرب العديد من مموني ومنظمي حفلات الزفاف ومختلف المناسبات السعيدة، على رأسهم "رحال"، الذي بات متخصصا في تنظيم حفلات وأعراس الطبقات الثرية، ومنها أعراس القصر الملكي في المغرب، فيما يعمل آخرون لضمان لقمة عيشهم خاصة في الصيف.

ويقول عزيز أرتاج، ممون حفلات في الرباط، لـ"العربي الجديد"، إن هذه المهنة يكون الإقبال عليها بشكل لافت في الصيف خاصة، حيث تكثر الحفلات والمناسبات الاجتماعية السعيدة، لكنها تصاب بالاختناق في فصلي الخريف والشتاء، حيث تقل حفلات الزفاف بشكل ملحوظ".

وتابع المتحدث، أن مهنة "التريتور"، بقدر ما تدر أرباحا مهمة على صاحبها طيلة أشهر الصيف، لا سيما في الوقت الذي لا يصادف شهر رمضان، حيث لا ينظم المغاربة حفلات الأعراس، فإنها باتت حائطا قصيرا يدخله كل من هب ودب، مضيفا أنه لا توجد قوانين تحمي هذه المهنة أو تنظم ممارستها.

 

 

 

المساهمون