مخلفات البلاستيك.. بديل رخيص لصناعة "الحصائر" في غزة

غزة

الأناضول

avata
الأناضول
28 يونيو 2016
89DCAE01-3F23-44A9-8310-A4A76F0ECC5E
+ الخط -



لم تتوقف عجلة الإنتاج داخل "مصنع حجازي للحصائر البلاستيكية"، مثل العديد من مصانع المنتجات الأخرى في قطاع غزة، جراء الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، منذ نحو عشر سنوات، وصعوبة دخول أصنافٍ مختلفة من المواد الخام.

فأكبر وأقدم مصانع الحصائر في القطاع، تمكّن من إعادة تدوير البلاستيك، واستخدامه في صناعة الحصير، عوضاً عن البلاستيك الذي ارتفعت أسعاره من قرابة 600 دولار، إلى 2000 دولار للطن الواحد.

ويعتمد حامد حجازي، (69 عاماً)، صاحب المصنع، على البلاستيك المستعمل، بشكل رئيسي، في صناعة منتجه من الحصائر (مفروشات أرضية، تصنع من البلاستيك أو الخوص، أو أوراق نباتية).

ويقول حجازي: "ارتفاع أسعار البلاستيك، وصعوبة إدخاله إلى القطاع، عبر معبر كرم أبو سالم، الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، دفعنا للتفكير في بديل آخر، وكانت فكرة إعادة تدوير البلاستيك المستعمل".

وينتج قطاع غزة نحو 500 ألف طن من النفايات المنزلية سنويًا، بواقع 1900 طن يوميًا، إذ ينتج الفرد الواحد ما يقدّر بكيلوغرام واحد من النفايات بشكل يومي.

وتقتصر عملية تدوير النفايات في غزة، مثل الأخشاب والعلب البلاستيكية، على مبادرات فردية محدودة من بعض الشباب.

وفي إحدى زوايا المصنع، الواقع شرق مدينة غزة، يلقي أحد العمال علبًا وصواني بلاستيكية، مختلفة الألوان والأحجام، داخل ماكينة تفتيت البلاستيك، والتي تخرجه قطعًا صغيرة للغاية. ويتفق حجازي الذي افتتح مصنعه في عام 1988، مع عدد من جامعي القمامة في القطاع، لتوريد البلاستيك المستعمل له، حيث يقوم بفرزه وإعادة تدويره، داخل مصنعه، "لينتج من العدم شيئًا جديدًا"، على حدّ تعبيره.

تلك الحبيبات الناتجة، يتم غسلها وتعقيمها وتجفيفها، ثم تبدأ عملية صناعتها على شكل عيدان رفيعة جدًا، ذات ألوان مختلفة، وتكون جاهزة لاستخدامها في صناعة الحصائر البلاستيكية.

وتحظى الحصائر بإقبال جيد من الفلسطينيين، لانخفاض أسعارها مقارنة بباقي المفروشات الأخرى، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يعيشها سكان القطاع، لعدة عوامل أبرزها الحصار والحروب الإسرائيلية، وفق حجازي.

ويقول حجازي: "أوضاع الناس المعيشية صعبة، لذلك يفضل الناس الحصير، بالإضافة إلى أنه سهل التنظيف والاستخدام".

وتعتبر المناسبات والأعياد وشهر رمضان، أوقات ذروة بيع الحصائر، كما يقول عودة، مضيفًا: "كنا نصدّر الحصير بكثرة إلى الضفة الغربية في موسم جني الزيتون، حيث يستخدم في عملية الحصاد".

ويستخدم عودة أيضًا البلاستيك المعاد تدويره في صناعة الحصير، لانخفاض تكلفته الإنتاجية إلى النصف، مقارنة مع استخدام البلاستيك الخام، وللمساهمة في تنظيف البيئة، وفق قوله.

وفي 22 مايو/ أيار العام الماضي، قال البنك الدولي، في بيان، إنّ "نسبة البطالة في قطاع غزة وصلت إلى 43 في المائة، وهي الأعلى في العالم، وأن نحو 80 في المائة من سكان القطاع يحصلون على شكل من أشكال الإعانة الاجتماعية، ولا يزال 40 في المائة منهم يقبعون تحت خط الفقر".

دلالات

ذات صلة

الصورة
	 في خانيونس (ياسر قديح / الأناضول)

منوعات

بعد 5 أشهر من انطلاق حملات عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، لم يقتل الاحتلال المدنيين ويهدم المنازل فقط، ولكنه تسبب في كوارث وآثار بيئية كبيرة.
الصورة
غزة (محمد عبد/ فرانس برس)

مجتمع

ينذر تراكم النفايات في شوارع غزة بكارثة صحية وبيئية، وسط تحذيرات أممية من تفشي الأمراض والأوبئة بين السكان الذين يشكون عدم قدرة البلديات على التخلص منها.
الصورة

مجتمع

حذّرت وزارة البيئة العراقية، أمس الجمعة، من مخاطر صحية وبيئية كبيرة تتسبب بها النفايات الطبية الناتجة عن المستشفيات والمراكز الصحية بالبلاد، والتي تُقدّر بعشرات الأطنان اليومية، ولا يجري إتلافها بطرق صحية، مؤكدة ضرورة وضع المعالجات للملف..
الصورة

مجتمع

من مكبّ للنفايات في شمال غرب سورية تشقّ عبوات بلاستيكية طريقها إلى مركز للخردة، حيث ينهمك عمّال في فرزها وغسلها ثم صهرها وتحويلها إلى حبال تُصنع منها حصر ملوّنة يقبل السكان على شرائها نظراً لأسعارها المتدنية.
المساهمون