ينذر تراكم النفايات في شوارع قطاع غزة بكارثة صحية وبيئية، وسط تحذيرات أممية من تفشي الأمراض والأوبئة بين السكان الذين يشكون عدم قدرة البلديات المحلية على التخلص منها.
ويشكو النازحون الذين تعيش غالبيتهم في خيام مؤقتة في مختلف مناطق القطاع من تكدس النفايات وعدم تمكن البلديات من التخلص منها.
وتقول بلدية غزة إنها لا تستطيع مواصلة عملها وتحريك عربات جمع القمامة جراء عدم توفر الوقود. وأكدت بلدية غزة أن نقص الوقود اللازم لتشغيل الآليات والكهرباء قد يتسبب بأزمة كبيرة ومحدقة في الخدمات الأساسية لاسيما خدمات المياه والنظافة.
ودمر قصف الاحتلال الإسرائيلي عدداً كبيراً من آليات نقل النفايات التي كانت تجمع القمامة من مناطق مدينة غزة بشكلٍ يومي، ما تسبب في تقلص عملها في بداية العدوان، ثم توقفت بالكامل مع استمرار العدوان، خصوصاً بعدما تعرضت لاستهداف مباشر في شرق ووسط مدينة غزة، وبالقرب من مقر البلدية في البلدة القديمة بمدينة غزة، والذي لحقت به أضرار كبيرة.
وفي وقت سابق، حذر رئيس بلدية غزة يحيى السراج من تكدس النفايات في الشوارع وأمام المستشفيات وفي محيط مراكز إيواء النازحين بسبب عدم تمكن عناصر البلدية من العمل منذ بداية العدوان الإسرائيلي، ما يهدد بتفشي الأمراض والأوبئة بين المواطنين.
وتواجه فلسطين تحديات بيئية عدة في ما يتعلق بإدارة النفايات. وعام 2020، أعلن برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) أن 47 في المائة من إجمالي القمامة، وبعضها مصنّفة خطرة، يجري التخلص منها في مكبات غير صحية، ما يؤدي إلى انعكاسات سلبية على صحة الإنسان. وكانت مؤسسة "هاينريش بول" قد تحدثت عن مشكلة النفايات الصلبة التي يعاني منها القطاع، موضحة أن "65 في المائة من القمامة يجري التخلص منها في مطامر خاصة، و32 في المائة في مواقع رمي القمامة غير القانونية. أما عمليات إعادة التدوير، فتشمل فقط نسبة 3 في المائة من القمامة".