الإكثار من شرب المياه وتجنّب التعرّض إلى أشعة الشمس. هذا ما ينصح به الأطباء لتحمّل موجة الحرّ الشديدة التي تضرب منطقتنا. إلى ذلك يتخوّف الناس من ارتدادات الموجة، لا سيّما مع أزمة النفايات وتكدّسها في مختلف المناطق اللبنانية.
تنصح الاختصاصية في الصحة العامة الدكتورة ديانا عون الناس بضرورة "الانتباه من أشعة الشمس، خصوصاً ما بين 11 من قبل الظهر إلى 4 من بعد الظهر، واعتمار القبعات ووضع النظارات الشمسية بالإضافة إلى استخدام المستحضرات الواقية. إلى ذلك تشدّد على الإكثار من شرب المياه تجنباً للاجتفاف، والحرص على البقاء في أماكن مبرّدة وعدم السباحة في وقت الذروة".
وتشدّد عون على "ضرورة استخدام الأقنعة الواقية، إذ إن الجراثيم تتزايد مع ارتفاع درجات الحرارة وانتشار القمامة في كل مكان. بالتالي فإن الأمراض التنفسية سوف تتزايد، لا سيما الحساسية والربو". وتطالب الجهات المسؤولة "بتعقيم الأماكن التي تلقى فيها النفايات، لتفادي انتشار القوارض وانتقال الأمراض".
من جهته، يشدد الاختصاصي في الطب الداخلي إيلي فرح أيضاً على "تجنّب أشعة الشمس، لأن أي ضربة شمس قد تؤدي إلى أوجاع في الرأس وهذيان وتقيؤ، إلى حدّ حدوث خلل في كهرباء الدماغ وصولاً إلى الغيبوبة". ويؤكد كذلك على "الإكثار من شرب المياه، خصوصاً عند التنقل في المركبات. أيضاً، لا بدّ من استشارة الطبيب في حال تناول أدوية لمعالجة ارتفاع الضغط على سبيل المثال، فارتفاع الحرارة قد تلحق الضرر بالمريض في حال لم يتخذ التدابير الوقائية اللازمة".
إلى ذلك، ترى رئيسة دائرة مكافحة الأمراض الانتقالية في وزارة الصحة اللبنانية الدكتورة عاتكة برّي أن "الآثار السلبية التي تخلّفها موجة الحر الشديدة سوف تكون وخيمة، في حال استمرّ انتشار النفايات من دون معالجة". وتوضح أن "الحشرات والقوارض سوف تتزايد مع ارتفاع درجات الحرارة ووسط هذه الظروف البيئية. لذا من الضروري التخلص منها بأسرع وقت ممكن، مع الابتعاد قدر المستطاع عن حرق النفايات التي تخلّف انبعاثات سامة".
وإلى الأمراض التنفسيّة، تحذّر برّي من "داء الليشمانيا (أو حبة حلب) الذي يتزايد مع ارتفاع الحرارة. وكان لبنان قد عرفها قبل نحو عام مع النازحين السوريين. وبتنا نخاف من أن يعاود هذا المرض الجلدي ظهوره بين الناس، مع غياب النظافة العامة". وتطمئن برّي إلى أن "الشائعات القائلة باحتمال انتشار الكوليرا في لبنان غير صحيحة، حتى ولو كانت النفايات منتشرة وسط درجات حرارة جدّ مرتفعة، فهو لا ينتقل في الهواء".
اقرأ أيضاً: النفايات والتقنين يزيدان خنق اللبنانيّين