يعاني العراق بشكل مضاعف مع موجة الحرّ الحالية. فالخدمات من كهرباء ومياه أسوأ من ذي قبل، ودرجات الحرارة المرتفعة التي تجاوزت الستين مئوية، تترافق مع عواصف ترابية. فيما تسجل البلاد سقوط العديد من الضحايا، لا سيّما في مخيمات النازحين الهاربين من المعارك.
يلجأ العراقيون إلى بدائل عن الكهرباء التي ينقطع تيارها معظم ساعات النهار. فيستخدمون الأواني الفخارية، كالجِرار، لتبريد مياه الشرب. ويضعون سعف النخيل على النوافذ وأسطح المنازل. ويغطون رؤوسهم بالمناشف المبللة. فيما يبرّدون أجساد أطفالهم بمياه أحواض بلاستيكية صغيرة، رغم شحّها. وتنتشر ظاهرة "دش السبيل"، وهو عبارة عن رشاش ماء ينصبه أصحاب المتاجر على الأرصفة، ويدعون المارة إلى أخذ "دش" سريع بملابسهم قبل أن يمضوا إلى حال سبيلهم. مع العلم أنّ جفاف ملابسهم لا يتطلب بعد ذلك أكثر من خمس دقائق، بسبب الحرّ.
وتعرّضت نحو 20 قرية في جنوب العراق لخطر الجفاف، ليهجرها معظم سكانها. وعدا عن تسجيل نفوق آلاف رؤوس الماشية، يواجه أكثر من 30 ألف رأس جاموس في مناطق الأهوار، جنوب البلاد، خطر الموت بسبب الجفاف. كذلك، تسبب جفاف البحيرات الجنوبية على نهري دجلة والفرات في نفوق مئات آلاف الأسماك النهرية فيها، بسبب ارتفاع نسبة الملوحة، إثر تبخر المياه.
وبينما تكبدت شركات البناء والمصانع خسائر كبيرة، أدّت موجة الحرّ الشديد إلى تصدّع العديد من الأبنية، بسبب التمدد غير المعهود في الخرسانة.
اقرأ أيضاً: كأنني فرّوج يتقلّب في لهيب النار
وأصدرت "هيئة الأنواء الجوية" تحذيرات للسكان بتجنب أشعة الشمس، وعدم الخروج إلا للضرورة، ومنع الأطفال من مغادرة المنازل. كما أمرت الحكومة العراقية بتعطيل الدوام الرسمي لأربعة أيام أعقبتها بيوم آخر. كلّ ذلك لم يحلّ الأزمة، فقد خرجت سبع مدن عراقية في العاصمة بغداد وجنوب البلاد بتظاهرات غاضبة تطالب بإقالة وزراء الكهرباء والبلديات، بعد انهيار منظومة الطاقة بشكل كامل في البلاد، وانقطاع التيار الكهربائي لنحو 19 ساعة من أصل 24 يومياً.
الوضع أسوأ في مخيمات النازحين، فبعد أن سجلت وفاة 59 نازحاً من بينهم 44 طفلاً بسبب الحر بحسب لجنة الهجرة والمهجرين النيابية، ذكر ناشطون لـ"العربي الجديد" أنَّ أعداد المتوفين ارتفعت إلى أكثر من 60 طفلاً خلال الساعات القليلة الماضية، فضلاً عن أكثر من 150 حالة إغماء وإعياء وحمّى وتجفاف بين الأطفال النازحين، وبين الكبار أيضاً. كما يتوقع أطباء ارتفاع أعداد الوفيات.
إلى ذلك، سجل ناشطون درجات حرارة مخيفة للغاية، كان أعلاها في محافظة البصرة (450 كيلومتراً جنوب العاصمة بغداد) وصلت إلى 62 درجة مئوية. فيما وصلت درجة الحرارة في بغداد إلى 57 درجة مئوية، في سابقة خطيرة.
ويقول خبير الأرصاد الجوية، حازم العبيدي: "تعرض العراق إلى منخفض حراري شديد جداً ضرب الشرق الأوسط، نتيجة تغيرات خطيرة على سطح الشمس، بسبب الدورة الشمسية التي بدأت عام 2008 وتستمر حتى عام 2020، أسفرت عنها انفجارات شمسية انبعثت خلالها موجات حرارية هائلة باتجاه الأرض. وكنا قد حذرنا من أنَّ ارتفاعاً متوقعاً في درجات الحرارة سيصل إلى نسب عالية تزيد على 60 درجة مئوية في مدن جنوب العراق، مع أجواء صافية وحرارة شديدة ورطوبة نسبية مرتفعة تشكل خطراً على حياة المواطنين".
يضيف العبيدي لـ"العربي الجديد": "الخطورة تكمن في ارتفاع نسبة الرطوبة مع شدة الحرارة في الجو، والتي تمنع عرق الإنسان من التبخر. وبالتالي يحتفظ الجسم بحرارته المتزايدة، ما يشكل خطراً على حياته. لذلك يجب أن يبلل الشخص نفسه بالماء بشكل متكرر للتخلص من الحرارة الزائدة".
إقرأ أيضاً: وفاة عشرات الأطفال العراقيين النازحين بسبب الحرّ
يلجأ العراقيون إلى بدائل عن الكهرباء التي ينقطع تيارها معظم ساعات النهار. فيستخدمون الأواني الفخارية، كالجِرار، لتبريد مياه الشرب. ويضعون سعف النخيل على النوافذ وأسطح المنازل. ويغطون رؤوسهم بالمناشف المبللة. فيما يبرّدون أجساد أطفالهم بمياه أحواض بلاستيكية صغيرة، رغم شحّها. وتنتشر ظاهرة "دش السبيل"، وهو عبارة عن رشاش ماء ينصبه أصحاب المتاجر على الأرصفة، ويدعون المارة إلى أخذ "دش" سريع بملابسهم قبل أن يمضوا إلى حال سبيلهم. مع العلم أنّ جفاف ملابسهم لا يتطلب بعد ذلك أكثر من خمس دقائق، بسبب الحرّ.
وتعرّضت نحو 20 قرية في جنوب العراق لخطر الجفاف، ليهجرها معظم سكانها. وعدا عن تسجيل نفوق آلاف رؤوس الماشية، يواجه أكثر من 30 ألف رأس جاموس في مناطق الأهوار، جنوب البلاد، خطر الموت بسبب الجفاف. كذلك، تسبب جفاف البحيرات الجنوبية على نهري دجلة والفرات في نفوق مئات آلاف الأسماك النهرية فيها، بسبب ارتفاع نسبة الملوحة، إثر تبخر المياه.
وبينما تكبدت شركات البناء والمصانع خسائر كبيرة، أدّت موجة الحرّ الشديد إلى تصدّع العديد من الأبنية، بسبب التمدد غير المعهود في الخرسانة.
اقرأ أيضاً: كأنني فرّوج يتقلّب في لهيب النار
وأصدرت "هيئة الأنواء الجوية" تحذيرات للسكان بتجنب أشعة الشمس، وعدم الخروج إلا للضرورة، ومنع الأطفال من مغادرة المنازل. كما أمرت الحكومة العراقية بتعطيل الدوام الرسمي لأربعة أيام أعقبتها بيوم آخر. كلّ ذلك لم يحلّ الأزمة، فقد خرجت سبع مدن عراقية في العاصمة بغداد وجنوب البلاد بتظاهرات غاضبة تطالب بإقالة وزراء الكهرباء والبلديات، بعد انهيار منظومة الطاقة بشكل كامل في البلاد، وانقطاع التيار الكهربائي لنحو 19 ساعة من أصل 24 يومياً.
الوضع أسوأ في مخيمات النازحين، فبعد أن سجلت وفاة 59 نازحاً من بينهم 44 طفلاً بسبب الحر بحسب لجنة الهجرة والمهجرين النيابية، ذكر ناشطون لـ"العربي الجديد" أنَّ أعداد المتوفين ارتفعت إلى أكثر من 60 طفلاً خلال الساعات القليلة الماضية، فضلاً عن أكثر من 150 حالة إغماء وإعياء وحمّى وتجفاف بين الأطفال النازحين، وبين الكبار أيضاً. كما يتوقع أطباء ارتفاع أعداد الوفيات.
إلى ذلك، سجل ناشطون درجات حرارة مخيفة للغاية، كان أعلاها في محافظة البصرة (450 كيلومتراً جنوب العاصمة بغداد) وصلت إلى 62 درجة مئوية. فيما وصلت درجة الحرارة في بغداد إلى 57 درجة مئوية، في سابقة خطيرة.
ويقول خبير الأرصاد الجوية، حازم العبيدي: "تعرض العراق إلى منخفض حراري شديد جداً ضرب الشرق الأوسط، نتيجة تغيرات خطيرة على سطح الشمس، بسبب الدورة الشمسية التي بدأت عام 2008 وتستمر حتى عام 2020، أسفرت عنها انفجارات شمسية انبعثت خلالها موجات حرارية هائلة باتجاه الأرض. وكنا قد حذرنا من أنَّ ارتفاعاً متوقعاً في درجات الحرارة سيصل إلى نسب عالية تزيد على 60 درجة مئوية في مدن جنوب العراق، مع أجواء صافية وحرارة شديدة ورطوبة نسبية مرتفعة تشكل خطراً على حياة المواطنين".
يضيف العبيدي لـ"العربي الجديد": "الخطورة تكمن في ارتفاع نسبة الرطوبة مع شدة الحرارة في الجو، والتي تمنع عرق الإنسان من التبخر. وبالتالي يحتفظ الجسم بحرارته المتزايدة، ما يشكل خطراً على حياته. لذلك يجب أن يبلل الشخص نفسه بالماء بشكل متكرر للتخلص من الحرارة الزائدة".
إقرأ أيضاً: وفاة عشرات الأطفال العراقيين النازحين بسبب الحرّ