كُتب للمعتقل السوري يحيى عبد العزيز حمو، ابن مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، من بين عشرات آلاف المعتقلين في سجون النظام السوري، أن يعانق الحرية بعد 11 عاماً من الاعتقال، ضمن حملة الإفراج الأخيرة في إطار "العفو الرئاسي".
خرج يحيى من ظلمات المعتقل إلى نور الحياة ورحابتها، ليروي لـ"العربي الجديد" فصول معاناة 11 عاماً قضاها بعيداً عن أسرته وأهله ومحيطه، وما تخللها من رعب وتعذيب وظلم.
اعتقل يحيى عبد العزيز في 8 يوليو/تموز عام 2011، أيام التظاهرات المليونية في ريف حماة، ويقول إنه أُرغم مع عدد من أبناء مدينته على الاعتراف أمام كاميرا التلفزيون الرسمي للنظام بقيامه بعملية إرهابية، ليتنقل بعدها بين الأفرع الأمنية والسجون، ولاقى خلال هذه الرحلة الكثير من التعذيب.
ويتابع "تم إيداعنا في السجن المركزي من أجل التحقيق، وكان ضابط التحقيق يكتب عكس ما ندلي به من تصريحات، وإذا أبدينا أي اعتراض يكون نصيبنا الضرب...".
حُكم عليه العام الماضي بالسجن 3 سنوات وأربعة أشهر، بعد أن كان قضى عشرة أعوام في المعتقل. ورغم أنه قضى حوالي ضعفي المدة، إلا أنه لم يتم الإفراج عنه بعد صدور الحكم، ليتحول إلى الأفرع الأمنية من جديد، بهدف إخضاعه لضبط أمني جديد.
تفاصيل كثيرة محفورة في ذاكرته يرويها لكاميرا "العربي الجديد"، متمنيا الإفراج عن جميع المعتقلين القابعين في سجون النظام، وأن تكتب لهم النجاة لمعانقة أهلهم.
يذكر أنّ النظام السوري بدأ، مطلع الشهر الحالي، الإفراج عن معتقلين على دفعات بعد صدور "عفو" من بشار الأسد في 30 إبريل/نيسان الماضي، عما أسماها بـ"الجرائم الإرهابية"، في محاولة لوسم المعتقلين بصفة الإرهاب.