استمع إلى الملخص
- يعاني أصحاب المحلات التجارية من ضعف الإقبال على شراء الهدايا بسبب الأوضاع الاقتصادية، بينما يحاول الناس خلق أجواء احتفالية في المنازل من خلال تقديم هدايا رمزية وزيارات عائلية.
- تتنوع طرق الاحتفال بين العائلات، مع تأثير التكنولوجيا على الأساليب، وتبقى الأعياد فرصة للراحة والفرح، مع أمل في السلام بالمنطقة.
لا مجال لإحياء عيد الميلاد في الأردن كما في السابق بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، لكن المسيحيين يحاولون تضميد الجراح عبر نصب الأشجار وإضاءتها في الكنائس والبيوت والمناطق التجارية، وتبادل الهدايا، والصلاة الموصولة بدعاء تخفيف أوجاع أهل القطاع ووقف العدوان.
يقول سامي الطوال الذي يملك محلاً تجارياً في مدينة الفحيص لـ"العربي الجديد": "عادت بعض مظاهر الاحتفال بالأعياد هذا العام، بعدما غابت تماماً العام الماضي بسبب العدوان على غزة. أصبحت هناك قناعة بأن قلوبنا تعتصر على ما يحدث للأهل في غزة وسط الحرب، لكن من الأفضل عدم حرمان الأطفال من مظاهر الأعياد".
يضيف: "كل ما يحدث في البلاد العربية والدول المجاورة ينعكس على مزاج الناس، كما تؤثر الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الناس على حركة السوق ومظاهر الاحتفال، لذا أصبح الاحتفال بالأعياد على نطاق ضيّق جداً، فالناس كانوا يحتفلون جماعياً سابقاً وفي شكل أكبر، أما اليوم فيحتفلون في البيوت، وبالطبع تؤثر التكنولوجيا والتطور على أساليب الناس في اختيار الهدايا وزينة المنازل، وأتمنى أن يفرجها الله على الجميع، خاصة على غزة، ويعم السلام دول المنطقة، خصوصاً سورية ولبنان، وأن يبقى الأردن مستقرّاً وآمناً".
وتقول حنان شاهين، وهي صاحبة محل تجاري، لـ"العربي الجديد": "غابت العام الماضي كل مظاهر الفرح والزينة، أما العام الحالي فيحاول الناس الفرح رغم الظروف التي يمر بها الوطن العربي، خصوصاً غزة. يستعد الناس والمعارف والأصدقاء لتقديم هدايا رمزية وإجراء زيارات عائلية".
تضيف: "عيد الميلاد احتفال للكبار والصغار معاً، لكن الأطفال أكثر انتظاراً له باعتباره فرصة ومساحة للفرح. أثّرت أحداث غزة كثيراً على الناس الذين لم تتغيّر أحاسيسهم منذ أكثر من 14 شهراً لكنهم يحاولون حالياً أن يسرقوا الفرحة في ظل الظروف الصعبة. نحاول خلق أجواء جميلة ومريحة للاحتفال بهذه المناسبة الدينية العزيزة، ونركز على الصلوات. وعموماً تختلف الاحتفالات بين عائلة أخرى وشخص وآخر، إذ يفضل البعض تلك الجماعية وآخرون العائلية المحدودة. أتمنى عام فرح وسلام للعرب، وأن تتوقف الحروب".
من جهته، يقول الشيف جلال كنعان (أبو إسحق) لـ "العربي الجديد": "مع حلول أعياد نهاية العام الماضي كانت بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، ولم تنظم احتفالات تضامناً مع أهلها، أما هذا العام فيحاول الناس انتزاع الفرحة رغم الآلام في غزة، ويشعر كثير من الأهالي بضرورة الحفاظ على أجواء العيد والخروج إلى المطاعم لزرع الابتسامة على وجوه أطفالهم، خصوصاً أنهم غير قادرين على تغيير الواقع، والحياة تستمر".
يتابع: "زيّنا المحلات للتعبير عن قدوم الأعياد. تظل الفرحة ناقصة لكن الجميع يتفق على أن مظاهر العيد لا تتناقض مع شعورنا بمعاناة الأهل في غزة وواقع أن قلوبنا معهم. والأطفال يأتون لمشاهدة بابا نويل في هذه المناسبات، ومن الطبيعي ألا يحرموا من هذه الأجواء".
ويتمنى كنعان أن يكون العام الجديد جميلاً على الجميع، وأن يتوقف العدوان على غزة ويعم السلام في الدول العربية.
أما عدنان شرايحة، وهو صاحب محل لبيع الهدايا، فيقول لـ"العربي الجديد": "الإقبال ضعيف على شراء الهدايا بسبب الأوضاع السياسية في المنطقة، وتلك الاقتصادية في الأردن. يرتبط اهتمام الناس بالاحتفال بالأعياد بشراء شجرة الميلاد، وتزيين البيوت، أما الهدايا فتختلف حالياً عن تلك القديمة، فهي كانت بسيطة جداً سابقاً، أما اليوم فقد تكون مكلفة".
يضيف: "الأعياد المسيحية جميلة ومفعمة بالفرح، ومن أهم مظاهرها توزيع الكعك وتزيين الأشجار وتركيب إضاءة مبهجة، لكن بعض العادات تغيّرت خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً على صعيد فترة الاحتفالات التي أصبحت تنحصر في أيام قليلة مقابل نحو شهر سابقاً".
ويتمنّى أن تتحرر فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي، وأن يعم السلام المنطقة العربية، وأن يكون الجميع مرتاح البال.
كذلك يرى حنا بوالصة، وهو خياط، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن الاحتفال وطرقه يرتبطان كثيراً بالأعمار، فالاحتفالات الحقيقية للأطفال والصغار الذين يفرحون أكثر ببابا نويل وشجرة العيد والأضواء والمصاريف الزائدة.
يتابع: "يعني العيد الراحة يومين أو ثلاثة أيام للكبار وزيارة أفراد العائلة والاطمئنان بعضهم على صحة بعض وإقامة الصلوات. في السابق كان الفرح بقدوم الأعياد أكبر، وقد ضاقت مساحته في السنوات الأخيرة بسبب الحروب والأوضاع غير المستقرة وانتشار فيروس كورونا".
ويقول: "ما يحدث في غزة يؤثر في الجميع، لكن من عاش معاناة مشابهة يكون أكثر تأثراً، خاصة عندما يُحرم من كافة مستلزمات الحياة، مثل الغذاء والدواء. ومن عرف الجوع هو الأكثر شعوراً مع أهل غزة، ويعلم صعوبة أن تبحث عن غذاء ولا تجده". يضيف: "نتمنى أن نستطيع تقديم أي شيء لغزة، أو امتلاك إمكانية استقبال عائلات غزية من أجل التخلص من الإجرام الذي يمارسه الاحتلال عليهم، وأن نساعدهم في توفير أبسط احتياجاتهم".
وتقدّر نسبة المسيحيين في الأردن بنحو 4 في المائة من عدد السكان المملكة، علماً أنها كانت تُناهز 12 في المائة وفق إحصاء عام 1956. ويقطن مسيحيو الأردن في مناطق عدة، لكنهم يتركّزون في مأدبا وعجلون والفحيص والكرك وإربد والزرقاء والعاصمة عمّان.