زيوت ومستخلصات طبية بأيدي فلسطينيات في غزة

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
04 يوليو 2021
مستخلصات طبية بأيدي فلسطينيات في غزة
+ الخط -

تتعاون الفلسطينية رشا رمضان مع زميلتها أماني الفيراني، في فرز وتنظيف الأعشاب والنباتات العطرية، تمهيدًا لصناعة الزيوت والمنتجات الطبية، قبيل طرحها في الأسواق، كمنتج طبيعي، خالٍ من المواد الكيميائية.
وإلى جانب رشا وأماني يعمل فريق نسوي مختص داخل ملتقى النجد التنموي في غزة، في تصنيع الزيوت الطبيعية، تمهيدًا لدخولها دورة إنتاجية لتصنيع المنتجات الطبية، عبر سلسلة من الخطوات العملية، التي يتم فيها تقسيم وتوزيع الأدوار على كل منهن.
وتعدّ العناصر الطبيعية البطل الرئيس في عملية إنتاج المواد العطرية والطبية، إذ تعمل نحو 20 سيدة في زراعة النباتات العطرية، والعناية بها، تمهيدًا لقطفها، فيما تقوم أربع سيدات أخريات باستلام النباتات وتنظيفها وتمريرها في عدة مراحل، وصولًا إلى تصنيع المُنتجات.
وتعين مهنة تصنيع الزيوت والمنتجات الطبية النساء على إعالة أسرهن، ومساعدة أزواجهن بمصدر دخل، يمكنهن من التغلب، ولو جزئيًا، على الأوضاع الاقتصادية الصعبة، التي يمر فيها قطاع غزة المُحاصر منذ 15 سنة.
والتحقت الفيراني، بعد خضوعها وعدد من زميلاتها لمجموعة من الدورات التدريبية، مع مختص في استخلاص الزيوت العطرية والمنتجات الطبية، إلى أن تم فرزهن لبدء المشروع، الذي يعنى بتقديم منتجات صحية، بعيدة عن الأضرار التي تسببها المُنتجات الكيميائية.
وتوضح الفيراني لـ"العربي الجديد"، أن المشروع مَكَّنها من معاونة زوجها في المصاريف اليومية إلى جانب الاعتماد على ذاتها في مصاريفها الشخصية، بعد أن ساهم بتوفير دخل شهري ثابت، وتتطلع إلى تطوير المشروع برفقة زميلاتها، إلى أن تصل منتجاته لكل البيوت.

مشروع نسائي للزيوت الطبية في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
مشروع نسائي للزيوت الطبية في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)

وبدأ تطبيق المشروع، بعد التدريب على مشروع سابق، شاركت فيه النساء في زراعة الأراضي بالنباتات العطرية مثل النعناع، والبابونج، والريحان، والرجلة والزعتر، والروزماري، والجرجير، والبقدونس، وغيرها، تمهيدًا للخطوات التالية، والتي تعتمد بمجملها على توفير النباتات العطرية الطازجة.
وتمر عملية صناعة الزيوت العطرية في عدة مراحل، تبدأ بتنظيف وغسل النباتات عبر غسالة خاصة، ومن ثم تحضيرها للدخول في جهاز التقطير، وهو عبارة عن سلسلة من الخطوات، بعد وضع النباتات في جهاز مختص، تبدأ بفلتر المياه العذبة، ومن ثم المرور عبر الفرن، ووصول الحرارة حتى 100 درجة مئوية، إلى أن تبدأ عملية تكثيف القطرات المُستخلصة من النباتات في جهاز آخر، تحضيرًا لنقلها إلى إناء التجميع.
ويتم فحص العينة الأولى فور خروجها، مع فحص نسبة الكثافة، ومن ثم وضع المُستخلصات في براميل بلاستيكية خاصة بكل نبتة، تمهيدًا لدخولها عنصرًا أساسيًّا في تصنيع الشامبو، أو الزيت، أو البلسم، وتعبئته، وبعد ذلك يتم وضع المُلصقات التي توضح تفاصيل المنتج، وميزة كل منتج عن الآخر، إلى جانب تخصيص كل منتج لفئة مختلفة.


وتنتج النساء ستة أصناف من الشامبو، وستة أصناف من البلسم، إلى جانب مستخلص البابونج لغسل البشرة وتنظيفها، علاوة على صناعة حمام الزيت، وكحول بالنعناع والزعتر خاص بالتعقيم ضد الفيروسات.
وتوضح العامِلة في المشروع رشا رمضان، أن مشاركتها في مشروع إنتاج الزيوت العطرية والمستخلصات الطبية، صقل قدرتها، وساعدها على تكوين شخصيتها، إلى جانب أنها باتت تعاون زوجها في إعالة أسرتهما المكونة من سبعة أفراد.

وتصل النباتات إلى الفريق المكون من النساء، ليبدأن بفرزه من الأعشاب الضارة، ومن ثم غسلها وتقطيعها، وإدخالها في جهاز استخلاص الزيوت، تمهيدًا لتصنيع المستحضرات، وفق تعبير رمضان، التي تقول إن العمل مع فريق نسائي "سلس وممتع".
بينما تبين زميلتها آمنة أبو شرخ، أنها تشارك زميلاتها في تجهيز النباتات العطرية، وتمريرها في سلسلة خطوات، وصولًا إلى المنتج النهائي، فيما يتطور أداءهن يومًا بعد الآخر بفعل المُمارسة.
من ناحيتها، تشير رئيسة مجلس إدارة ملتقى النجد التنموي، رفقة الحملاوي، إلى أن المشروع، المُحتضن من الملتقى، والذي أطلق عليه اسم Gold Green، يحمل العديد من الأهداف، وفي مقدمتها مُساعدة العاملات على إعالة أسرهن، إلى جانب تقديم منتج طبيعي، خالٍ من أي مواد كيميائية.

مشروع نسائي للزيوت الطبية في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)

وتبين الحملاوي لـ"العربي الجديد"، أن المشروع بدأ بنحو 40 سيدة يعملن في مجال الزراعة، إلا أن تحديات الواقع السيئ في قطاع غزة، أجبر المشروع على خفض خطوط الإنتاج، والإبقاء على 20 سيدة، إلى جانب أربع سيدات يعملن في تصنيع المُنتجات، وقد حصلن على تدريبات من مختص في مجال تصنيع المستخلصات العطرية والطبية.
ويعود استخدام الزيوت والمستخلصات الطبية بالعديد من الفوائد، التي تختلف من نبتة لأخرى، وفق قول الحملاوي، حيث يعمل بعضها على تغذية الشعر والبشرة وخفض نسبة التقصف، إلى جانب القضاء على الفطريات الضارة.

ذات صلة

الصورة
استعداد لاستقبال الأسرى أمام سجن عوفر (العربي الجديد)

مجتمع

تشكّل قضية معتقلي غزة في سجون الاحتلال التّحدي الأبرز أمام المؤسسات المختصة مع استمرار جريمة الإخفاء القسري، التي طاولت الآلاف من معتقلي غزة
الصورة
جنود الاحتلال قرب مقر أونروا في غزة بعد إخلائه، 8 فبراير 2024 (فرانس برس)

سياسة

أقر الكنيست الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، تشريعاً يحظر عمر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) داخل الأراضي المحتلة.
الصورة
جهود إنقاذ بأدوات بدائية في شمالي غزة (عمر القطاع/فرانس برس)

مجتمع

تتواصل العملية العسكرية الإسرائيلية البرية في محافظة شمال غزة مخلفة مئات الشهداء والمصابين، فضلاً عن تدمير عشرات المنازل، وإجبار الآلاف على النزوح.
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.
المساهمون