- أطلق على التحركات اسم "طوفان الجامعات"، مؤكدين على أهمية النضال وتجريم التطبيع مع إسرائيل، مطالبين بتسمية مدرجات بأسماء شهداء الأقصى وتوفير منح للطلاب الفلسطينيين.
- شهد الحراك مشاركة واسعة وتأكيد على استمرار الدعم للقضية الفلسطينية، مع التأكيد على أهمية مراجعة الاتفاقيات البيداغوجية لدعم القضية ومناهضة التطبيع، معلنين استمرارية "طوفان الجامعات".
في اليوم الـ206 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، انطلق حراك طلاب تونس التضامني مع غزة والداعم للانتفاضة الطالبية في جامعات العالم، ولا سيّما في جامعات الولايات المتحدة الأميركية، المندّدة بالإبادة الجماعية في غزة. وقد شارك طلاب تونسيون من جامعات مختلفة في فعاليات دعت إليها مجموعات طالبية عدّة، من بينها "الاتحاد العام التونسي للطلبة" و"الاتحاد العام لطلبة تونس"، في العاصمة تونس ومدن أخرى، اليوم الاثنين.
وفي حين نظّم الاتحاد العام التونسي للطلبة مسيرة انطلقت من جامعة الزيتونة في العاصمة تونس وصولاً إلى شارع الحبيب بورقيبة، في إطار حراك طلاب تونس اليوم، شهدت جامعات تونسية عدّة في صفاقس (جنوب) وبنزرت والكاف (شمال) تحرّكات طالبية أخرى في جامعات مختلفة. ورُفعت شعارات تضامنية مع غزة من قبيل "كفاية حصار غزة تحت النار" و"افتح معبر رفح" و"يا للعار يا للعار.. غزة تحت الحصار"، وذلك وسط الحرب المتواصلة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أي منذ أكثر من ستّة أشهر.
وأفاد عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد العام التونسي للطلبة أسامة علي في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأنّهم أطلقوا على هذه التحرّكات الرمزية "تسمية طوفان الجامعات، دعماً لفلسطين وإسناداً للتحرّك الطالبي في جامعة دولية عديدة؛ في الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وإسبانيا" وغيرها. أضاف علي: "نثمّن الموقف المشرّف لهذه الجامعات، ونعبّر اليوم عن تضامننا الكامل مع طلاب هذه الجامعات، ونندّد بالاعتقالات الحاصلة في صفوفهم"، مشيراً إلى أنّ "الحركة الطالبية تعيش انتفاضة جديدة حتى لا تُنسى القضية الفلسطينية".
ورأى علي أنّه "يتوجّب على الجامعات التونسية التحرّك ومواصلة النضال والدفع في اتّجاه تجريم التطبيع" مع إسرائيل، مشدّداً على أنّ "لا بدّ من قانون يحمي مؤسسات الدولة من أيّ اختراقات". وتابع: "نطالب إدارة الجامعات بتسمية مدرّجاتها وقاعاتها بأسماء شهداء الأقصى، كذلك نطالب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بفتح جدول استثنائي لانتساب الطلاب الفلسطينيين الراغبين في الالتحاق بالجامعات التونسية"، مشدّداً على "وجوب توفير منحة طالبية مالية للطلاب الفلسطينيين في تونس".
وتابع عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد العام التونسي للطلبة أنّ "الوقفات التي نُظّمت في عدد من الجامعات التونسية هي بادرة أولى"، مؤكداً أنّ "طوفان الجامعات مستمرّ وسوف تنظّم وقفات وتحركات عدّة في أوقات لاحقة"، مبيّناً أنّ "ثمّة طلاباً يخضعون لامتحانات في هذه الفترة، لكنّ المشاركة الطالبية في الأيام المقبلة سوف تكون أكثر كثافة".
في سياق متصل، قال الطالب التونسي حسان بوزيد لـ"العربي الجديد"، المشارك في حراك طلاب تونس إنّ "تحرّك اليوم يُعَدّ الشرارة الأولى، وسوف تليه تحرّكات واحتجاجات تصعيدية في المرحلة المقبلة". أمّا الطالبة التونسية فرح الجويني المشاركة في التحرّك فوصفته بأنّه "نقطة تحوّل ووعي وغضب في صفوف الطلاب". أضافت الشابة أنّ "هذا التحرّك يأتي في إطار التضامن مع فلسطين ونصرة الحقّ الفلسطيني"، لافتةً إلى أنّ "الجامعات الأميركية تشهد حراكاً بهدف وقف الدعم الأميركي للاحتلال الإسرائيلي، ووقف التعاون العلمي والبحثي بين الجامعات التي يحتجّ طلابها وبين الجامعات الإسرائيلية وسحب كلّ الاستثمارات فيها".
بدورها، أفادت عضو المكتب الجامعي في الاتحاد العام التونسي الطلبة سارة بوصرة "العربي الجديد" بأنّ "كلّ ما يحدث من مجازر في حقّ النساء والأطفال في قطاع غزة في إطار الإبادة الجماعية يستوجب التحرّك ومناصرة الشعب الفلسطيني". وشرحت أنّ "الهدف من تحرك طلاب تونس اليوم هو توجيه رسالة إلى الحكام العرب وكلّ العالم تفيد بأنّ مناصرة القضية الفلسطينية سوف تستمرّ ولن تتوقّف، وبأنّ هذا واجبنا وسوف يظلّ صوت الحقّ يصدح مهما كلّفنا الأمر".
من جهته، قال العضو في الاتحاد العام التونسي للطلبة لؤي الطرابلسي لـ"العربي الجديد"، إنّ حراك طلاب تونس هو "مبادرة وطنية شملت جامعات عدّة في البلاد، وقد اخترنا في اليوم الأوّل خمس جامعات ذات رمزية شعبية وتاريخية لتكون شرارة انطلاق التحرّك النضالي منها". وأشار إلى "طوفان طالبي سوف يُسجَّل في جامعات تونس، لأنّ الجامعات بمختلف تخصّصاتها تندّد بما يحصل في فلسطين". وأوضح الطرابلسي أنّ "تحرّك اليوم الاثنين في تونس يأتي كذلك مساندةً لجامعات الولايات المتحدة الأميركية وجامعات أخرى في روسيا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا وغيرها، تلك الجامعات التي تقف صفّاً واحداً مع الحقّ الفلسطيني"، مضيفاً أنّ "الرسالة التي تطلقها كلّ تلك الجامعات، كلّ واحدة من موقعها، تفيد بأنّهم ضدّ ما يحصل في قطاع غزة".
ولفت العضو في الاتحاد العام التونسي للطلبة إلى أنّ في سياق تحرك طلاب تونس الذي انطلق اليوم، "لم يلتحق طلاب تونسيون كثيرون بجامعاتهم اليوم، وتركوا مشاريعهم العلمية ورسائلهم الجامعية، من أجل التشديد على مساندة الفلسطينيين في قطاع غزة". وتابع الطرابلسي أنّ "هؤلاء تجمّعوا في الساحات لقول كلمة واحدة، وهي أنّ تونس تقف إلى جانب فلسطين وأنّها سوف تكون في صدارة الحراك الجماهيري".
صفاقس تشهد مشاركات في إطار حراك طلاب تونس
ومن صفاقس، مدينة الشهيد محمد الزواري، ثاني كبريات المدن التونسية التي شهدت كذلك انطلاق حراك طلاب تونس اليوم، قال ممثل الاتحاد العام التونسي للطلبة فيها سامح عويطي لـ"العربي الجديد" إنّ "على مستوى محافظة صفاقس، أتى تجمّع الطلاب في وسط المدينة، علماً أنّ أعداداً منهم لم تتمكّن من الالتحاق بالمسيرة بسبب الامتحانات الجارية في جامعاتها". أضاف أنّ "أبرز الرسائل التي وُجّهت، خلال وقفة اليوم، تفيد بأنّ طلاب جامعة صفاقس ما زالوا يساندون القضية الفلسطينية ويناصرون إخوانهم في قطاع غزة، وهم يندّدون بالعنف الذي طاول طلاب في الجامعات الأميركية".
ورأى ممثل الاتحاد العام التونسي للطلبة في صفاقس أنّ "الولايات المتحدة الأميركية بيّنت، من خلال قمعها طلاب جامعاتها، أنّها دولة قمعية بامتياز، وأنّ كلّ ما يُروَّج له من حقوق وحريات في تلك البلاد ليس سوى شعارات لا أكثر". ودعا، من جهة أخرى، كلّ الجامعات والكليات والمعاهد إلى "مراجعة الاتفاقيات المعقودة مع كلّ المنظمات في المجال البيداغوجي (التربوي) حرصاً على دعم القضية الفلسطينية ومراجعة الشراكات القائمة مع المنظمات الدولية من أجل مناهضة التطبيع"، مشيراً إلى أنّ "طوفان الجامعات لن يتوقّف".
يُذكر أنّ "الاتحاد العام لطلبة تونس" كان قد دعا إلى إطلاق حراك طلاب تونس اليوم، وقد أصدر بياناً يوم الجمعة الماضي جاء فيه أنّ "مناضلات ومناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس (دعوا) إلى تنظيم تظاهرات طالبية مساندة للحراك الطالبي في الجامعات الأميركية والأوروبية" من قبيل الوقفات الاحتجاجية والندوات وغيرها، وطالب بـ"إقرار يوم وطني للتضامن مع فلسطين في كلّ الجامعات". كذلك دعا وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى "ضرورة العمل على حلّ مشكلات الطلاب الفلسطينيين في تونس وإيجاد حلول نهائية لها".
وأوضح الاتحاد العام لطلبة تونس، في بيانه نفسه الصادر باللغتَين العربية والإنكليزية، أنّ الجامعات الأميركية تعيش على وقع "احتجاجات طالبية كبيرة (تظاهرات واعتصامات...) تتصاعد يوماً بعد يوم، وذلك احتجاجاً ورفضاً للتمويل الأميركي لحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حقّ أبناء الشعب الفلسطيني، ورفضاً لتحكّم اللوبي الصهيوني في القرار الأميركي. وقد ووجِهَت هذه التحرّكات الطالبية الحاشدة بالقمع المتواصل حتى لا تتوسّع دائرتها وتقوّض سرديّة الدعم الأميركي المطلق للكيان المحتلّ".
وحيّا الاتحاد العام لطلاب تونس "التحرّكات الطالبية في الجامعات الأميركية التي تأتي استلهاماً من تاريخ عريق لها في رفض الحرب مثلما وقع في حرب فيتنام"، مشدّداً على "أهمية دور المؤسسات الجامعية في كسر مشاريع الاستعمار والصهيونية وفي دعم حركات التحرّر الوطني وكلّ القضايا العادلة للشعوب التائقة إلى الحريّة".