تخوف من الانتشار الواسع لمرض الكوليرا في مخيمات الشمال السوري بعد تسجيل إصابات جديدة
يتخوف قاطنو مخيمات النازحين الواقعة ضمن مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سورية، من انتشار مرض الكوليرا بشكل واسع، بعد تسجيل عدة إصابات في منطقة كفر لوسين التي تضم عدة مخيمات للنازحين على الحدود السورية - التركية، شمالي محافظة إدلب، لاسيما أنّ "مختبر الترصد الوبائي" قد أجرى عشرات الاختبارات للحالات المشتبه بإصابتها، خلال الأيام القليلة الماضية.
والكوليرا عدوى حادة تسبب الإسهال وتنجم عن تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوّثة، ولا تزال تشكل تهديداً عالمياً للصحة العامة ومؤشراً على انعدام المساواة وانعدام التنمية الاجتماعية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وأبدى نازحون التقاهم "العربي الجديد"، خوفهم الشديد من نفشي المرض بعد وصوله إلى مخيماتهم، في ظل ضعف الاستجابة الإنسانية ونقص الرعاية الصحية إلى حدّ انعدامها، فضلاً عن انتشار القاذورات وغياب مصادر المياه المأمونة.
وقال نازح سوري لـ"العربي الجديد"، إنّ المخيمات السورية مهددة باتساع نطاق مرض الكوليرا، "فالخضر والفواكه التي نستهلكها، لا نعرف المياه التي رويت بها هل مأمونة أم لا، إضافة إلى حفر الصرف الصحي المكشوفة والتي تعد بيئة خصبة لانتشار المرض، وغياب النقط الطبية".
وأضاف مفضلاً عدم الكشف عن هويته: "نتمنى أن يتحسن الوضع الصحي في مخيمنا وفي كافة المخيمات شمالي سورية، بتضافر جهود كل الفاعلين، وبدعم ومساعدة منظمة الصحة العالمية".
وينذر تسلل الكوليرا إلى مخيمات النازحين بكارثة إنسانية، لاسيما أنّ منطقة المخيمات هي بيئة خصبة لانتشار المرض، في ظل فقدان غالبية المخيمات للبنى التحتية من مصادر مياه آمنة وشبكات صرف صحي، بالإضافة إلى ضعف الاستجابة الإنسانية للمنظمات المحلية والدولية والشح في مستلزمات النظافة داخل المخيمات.
وسجلت "شبكة الإنذار المبكر والاستجابة الأولية" في آخر الإحصائيات الصادرة عنها، أمس الثلاثاء، 6 حالات جديدة مُثبتة مصابة بالكوليرا، ليرتفع عدد الحالات إلى 41 مريضاً منذ بداية انتشار المرض في المخيمات، بالإضافة إلى الاشتباه بـ 448 حالة غالبيتها في مدينة جرابلس الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات"، شمال شرقي سورية.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية، أنّ توفير المياه ومرافق الصرف الصحي المأمونة، يعد أمراً حاسماً للوقاية من الكوليرا وغيرها من الأمراض المنقولة بالمياه ومكافحتها.