السوري صلاح الدين حلواني... 11 عاماً من العزلة في مخيمات إدلب

08 نوفمبر 2024
النازح السوري صلاح الدين حلواني وحيداً في خيمته (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يعيش صلاح الدين حلواني، البالغ من العمر 66 عامًا، في عزلة تامة منذ 11 عامًا في خيمة على أطراف إدلب، بعيدًا عن عائلته التي تفرقت بسبب الحرب، مما أدى إلى معاناته من أمراض نفسية وجسدية.

- يعاني حلواني من قلق مستمر بسبب القذائف والغارات الجوية، ويعتمد على مساعدة مالية شهرية للبقاء، بينما يعيش ولداه في تركيا، وزوجته المريضة وابنته المصابة بضمور الدماغ في مكان آخر.

- تردي حالته المادية والنفسية زاد من يأسه، حيث يعيش في خيمة منذ ست سنوات، متمنيًا رؤية عائلته مجددًا قبل وفاته.

يعيش النازح السوري صلاح الدين حلواني البالغ من العمر 66 عاماً، في عزلة تامة منذ 11 عاماً، رغم أن لديه زوجة وخمسة أولاد، غير أن شملهم تفرق وألقت به الظروف في خيمة صغيرة على أطراف مدينة إدلب شمال غربي سورية.
يعاني حلواني ابن مدينة حلب من قسوة حياة المخيمات، حاله حال مئات الآلاف من المهجرين السوريين، كما يواجه مصيره منفرداً، مما تسبب له في العديد من الأمراض النفسية والجسدية. إذ ترك فيها زوجته المريضة التي لا تقوى على حياة النزوح، برفقة ابنته المصابة بضمور الدماغ. كما ودّع فيها أيضًا ابنتيه المتزوجتين اللتين لم يرهما منذ بداية الثورة السورية، أما ولداه الاثنان فيعيشان حياة اللجوء في تركيا، ويعتمد في معيشته على مساعدة مالية شهرية.
قلق مستمر وتوتر شديد يكابده من القذائف والغارات الجوية التي تعرضت لها المنطقة، وأمراض عديدة استوطنت جسده النحيل، حتى إنه لم يتبقَّ له سوى سنٌّ واحد في فكه السفلي بعد أن تكسرت جميعها لكثرة الضغط عليها، ووصل به الحال للتفكير بالانتحار مرات عدة لشدة الألم واليأس من الحياة.
يقول صلاح الدين حلواني لـ"العربي الجديد": "العيش وحيداً أمر شاق ومتعب جداً، ولكن لا سبيل لديّ للتخلص من هذا الوضع. أنا في حالة دائمة من التفكير ليلاً ونهاراً، وأصبت عدة مرات بانهيار عصبي، لكن جيراني في المخيم أسعفوني إلى مستشفى المدينة وأنقذوا حياتي". ويضيف: "أحترق شوقاً لرؤية عائلتي. كل ما أتمناه في هذه الحياة هو رؤية زوجتي وابنتي المريضة قبل موتي".

النازح السوري صلاح الدين حلواني (العربي الجديد)
يعيش حلواني بعيدا عن كنف أسرته (العربي الجديد)

صلاح الدين حلواني وحيداً في خيمة

تغلبه الدموع حين تداهمه الذكريات. يتذكر اجتماعه مع العائلة حول مائدة الطعام والحب والمودة بين أفراد الأسرة، حتى أن صورة زوجته لا تفارقه، فهو يحبها حباً حال بينه وبين أن يفكر بامرأة أخرى تكون زوجة له ليقضي على حياة الوحدة.
سابقاً، كان حلواني يتابع الأخبار السياسية المتعلقة بالملف السوري، وكان يأمل في حلٍّ يستطيع من خلاله العودة إلى بيته في حلب، لكن لا حل يلوح في الأفق، مما زاد من اليأس وفاقم المصاعب. يحاول أن يبتسم في وجه جيرانه في المخيم، لكن ما لا يعرفه الناس هو أنه يبكي داخل خيمته من شدة الشوق، فقد أصبحت عودته إلى حلب واجتماعه بعائلته مستحيلةً في نظره.

النازح السوري صلاح الدين حلواني (العربي الجديد)
النازح السوري حلواني وحيدا في خيمته (العربي الجديد)
قضايا وناس
التحديثات الحية

تردّي الحالة المادية ضاعف من الحالة التي وصل إليها، كما أن المساعدات التي غالباً ما يُحرم منها لعدم توفر شروط المنظمات فيه، لأنه وحيد وليس بجانبه امرأة ولا أولاد.

عاش حلواني فترة في تركيا، سكن في بيت سابقاً، لكنه منذ ست سنوات يعيش في خيمة ضمن المخيم، مفتقداً كل مقومات الحياة وسط حالة نفسية واجتماعية صعبة يصفها بأنها "عيشة مرّة وسيئة للغاية"، مؤكداً أن الوحدة التي يعيشها هي سبب كل الأمراض النفسية التي يعانيها. وسط البرد والحر وقسوة الوحدة، يعد صلاح الدين الأيام في شوق دائم لأسرته، وأمل في أن يتحقق اللقاء قبل الوفاة.

المساهمون