تعتزم المملكة المتحدة تقديم منحة مالية تقدر بمليوني جنيه إسترليني لمنظمة "يونيسف"، بهدف مكافحة مرض الكوليرا، ومحاولة السيطرة على تفشي الوباء في سورية.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان لها، الجمعة، إن المملكة المتحدة ستقدم مليوني جنيه إسترليني (ما يعادل مليونين و322 ألف دولار) لمنظمة "يونيسف" المعنية بالطفولة، لمواجهة الكوليرا في أنحاء سورية.
ونوه طارق أحمد، وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني، إلى أن التمويل سوف يساهم في دعم "يونيسف" لتأسيس مراكز لعلاج الكوليرا، وتوفير اللوازم الخاصة لمكافحة الوباء، وحملات التوعية للوقاية منه.
وأعرب أحمد عن قلقه من انتشار الوباء في أنحاء سورية لأول مرة منذ 10 أعوام، في ظل انتشار كبير لحالات سوء التغذية، ونقص المياه النظيفة، ووجود حالات مرضية مزمنة، وأن انتشار الكوليرا سوف يزيد من تفاقم سوء الأوضاع الإنسانية.
واعتبر أحمد، أن "التمويل المقدم لليونيسف، سوف يوفر المساعدات للمناطق التي تنتشر بها الكوليرا، وسوف يتم العمل مع الشركاء الدوليين لضمان تنسيق الاستجابة على الأرض".
وسبق أن صرحت منظمة "يونيسف" بأن انتشار الكوليرا يهدد بقاء الأطفال في مناطق الشرق الأوسط، وقالت إنها "تحتاج بشكل عاجل إلى 40.5 مليون دولار أميركي لتوسيع استجابتها الطارئة للكوليرا في سورية ولبنان وحدهما في الأشهر الثلاثة المقبلة، بينما هناك حاجة إلى مزيد من التمويل لجهود الاستجابة والتأهب في البلدان المجاورة".
ويواصل مرض الكوليرا انتشاره بشكل كبير في مختلف المحافظات السورية، ليصل عدد المشتبه بإصابتهم لأكثر من 20 ألف شخص موثقين.
وأعلنت "شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة" عبر بيان لها، اليوم السبت، عن عدد الإصابات بمرض "الكوليرا" في مناطق شمال شرقي سورية، حيث بلغ المشتبه بإصابتهم نحو 17860 شخصا، فيما بلغ عدد الوفيات 29 حالة.
وفي مناطق شمال غربي سورية، قالت الشبكة إن "عدد المصابين بالمرض 205 أشخاص، فيما بلغ عدد المشتبه بإصابتهم 4219 حالة، وثلاث وفيات ناتجة عن المرض منذ بداية تفشيه".
أما في مناطق "نبع السلام"، التي يسيطر عليها "الجيش الوطني" المعارض المدعوم من أنقرة، فقد وصل عدد المصابين بالمرض إلى 38 شخصاً، وعدد المشتبه بإصابتهم 505 حالات.
وسبق أن حذرت مديرة قسم العمليات والمناصرة بمكتب "الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية" (أوتشا)، رينا غيلاني، من أن الكوليرا ينتشر بسرعة في جميع أنحاء سورية، وقد تفاقم الوضع بسبب النقص الحاد في المياه في البلاد.
وتشهد محافظات سورية ارتفاعاً حاداً في معدل الإصابات بمرض الكوليرا، وتعد مناطق شمال شرق البلاد الأبرز خطورة بسبب تلوث أجزاء من مياه الفرات، فيما تبقى الأنظار على مخيمات النازحين شمال غرب سورية التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة.