الغموض يلفّ مصير مهاجرين لبنانيين وسوريين في ليبيا

26 اغسطس 2023
انقطاع الاتصال بأربعين مهاجراً لبنانياً وسبعين سورياً كانوا على متن قارب (Getty)
+ الخط -

كشف مصدر أمني من بنغازي، لـ"العربي الجديد"، عن وصول عدد من المهاجرين السوريين واللبنانيين إلى أحد مقار اللواء طارق بن زياد في المدينة، والتابع لمليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر

وكانت وسائل إعلام دولية تناقلت أنباء عن انقطاع الاتصال بـ40 مهاجرا لبنانيا وسبعين سوريا كانوا على متن قارب في عرض البحر الأبيض المتوسط، وسط أنباء أخرى تفيد بأن مجموعة مسلحة ليبية أوقفت القارب وقبضت على من كانوا على متنه. 

وفيما أكد المصدر الأمني، لـ"العربي الجديد"، وصول عدد من المهاجرين مطلع الأسبوع الجاري إلى بنغازي، كبرى مدن الشرق الليبي، أشار إلى عدم علمه بعدد المهاجرين؛ وما إذا كانوا 110 مهاجرين أو غير ذلك. وقال: "تسلمهم ضباط في مركز قنفودة لإيواء المهاجرين، وقدمت لهم كل المساعدات اللازمة، الطبية والإغاثية، وهم بصحة جيدة في قسم خاص يؤوي مهاجرين سوريين تم ضبطهم في عمليات سابقة". 

ولا تتوفر لدى المصدر معلومات واضحة عن مكان وكيفية ضبط هؤلاء المهاجرين، باستثناء أنهم وصلوا على متن سفينة تابعة للواء طارق بن زياد، وهي عبارة عن منحة من إحدى الدول الأوروبية التي تقدم دعما للسلطات الليبية في سياق مكافحة الهجرة غير الشرعية. 

وقبل عدة أيام، نشرت قناة "الجزيرة" تحقيقا صحافيا كشف عن وجود تعاون غير معلن بين قوات حفتر والسلطات المالطية لملاحقة المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط، حيث قدّم التحقيق وثائق تكشف عن قدرة إبحار سفن اللواء طارق بن زياد إلى مسافات عميقة في المياه الإقليمية الليبية، بدعم من السلطات المالطية، ضمن اتفاق غير معلن يقضي بتولي لواء طارق بن زياد سلطة القبض على المهاجرين الذين يعبرون المياه الإقليمية المشتركة بين البلدين، ونقلهم إلى ليبيا وإيداعهم في مراكز إيواء المهاجرين. 

وفي الشهرين الأخيرين، نشطت الأجهزة الأمنية في عموم ليبيا في "مكافحة الهجرة غير النظامية".  

وعقب شهر من لقاء حفتر في إيطاليا مع رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية الإيطاليين، أشرفت قواته على عدة عمليات ترحيل لآلاف من المصريين ممن دخلوا البلاد بشكل غير قانوني. 

وأظهرت وسائل التواصل حينها مقاطع لآلاف المصريين وهم يندفعون سيرا نحو معبر السلوم الحدودي الرابط بين ليبيا ومصر. وسبقت ذلك عمليات قبض نظمتها مليشيات حفتر بحق مهاجرين غير نظاميين في شرق البلاد. 

وبالتزامن، وفي مايو/أيار الماضي، أطلق رئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس عبد الحميد الدبيبة عملية عسكرية استهدفت بقصف جوي من طائرات مسيّرة مواقعَ في مدن الزاوية وصبراتة وزوارة والعجيلات، قال الدبيبة إنها "تتبع عصابات تنشط في الهجرة غير الشرعية وتهريب الوقود المدعم". 

ومنذ انهيار النظام في ليبيا سنة 2011، تشهد البلاد نشاطا غير مسبوق لعصابات الهجرة غير الشرعية، تعمل على تنسيق إدخال المهاجرين عبر الحدود الليبية بطرق مختلفة، ثم تنقلهم في زوارق صغيرة إلى أوروبا في رحلة محفوفة بالمخاطر أودت بحياة الكثيرين. 

وبالتنسيق مع إيطاليا، يتولى خفر السواحل الليبي مسألة إنقاذ المهاجرين، ويحيلهم على جهاز مكافحة الهجرة غير النظامية الذي يتولى الإشراف على مراكز إيواء ينقلون إليها في انتظار الترحيل إلى بلدانهم. 

المساهمون