اتّهم أطباء النظام السوري بإخفاء الأعداد الحقيقية للمصابين بمرض الكوليرا في مناطق سيطرته، وخاصة عقب التصريح الذي أدلت به "وزارة الصحة" يوم أمس السبت.
وقال مدير دائرة الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة بحكومة النظام زهير السهوي، السبت، إن عدد الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا كثيرة لكنها ليست مشخصة، إنما هي اضطرابات معوية نتيجة تغيرات الطقس واختلاف درجات الحرارة، وفقاً لما نقل عنه موقع موال للنظام السوري.
وأضاف أنه "يوجد لقاح مضاد للكوليرا لكن فعاليته نحو 50% وليس متوفراً في سورية، والحل الوحيد للوقاية من المرض هو الالتزام بسلوكيات الصحة العامة، وتناول طعام مأمون، وشرب مياه من مصدر آمن، وغسل اليدين جيداً".
الطبيب محمد كيال، الاختصاصي بأمراض الجهاز الهضمي، أكد لـ"العربي الجديد" أن "النظام السوري حتى الآن لم يعترف بالأعداد الكلية للمصابين بالكوليرا في مناطق سيطرته، وخاصة أن الأرقام المعلنة قليلة مقارنة مع الطبيعة الجغرافية التي هي بالأصل تساعد على انتشار المرض بشكل كبير، وتحديدا بعد إثبات تلوث جزء من مياه الأنهار في دير الزور والرقة وحلب".
واعتبر كيال أن" إخفاء النظام السوري عددَ الحالات الدقيقة المصابة بالكوليرا، يعود لعدم قدرته على مواجهة هذا المرض، ومحاولته دائما إظهار نفسه بأنه قادر على حماية المدنيين المقيمين في مناطق سيطرته أمام المجتمع الدولي، إلا أنه غير ذلك تماما".
وأوضح الكيال أن "التصريحات التي أدلى بها زهير السهوي، مدير دائرة الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة بحكومة النظام، والتي تعترف بعدم وجود اللقاحات اللازمة لمواجهة المرض، هي أكبر دليل على عدم قدرة الأجهزة الطبية على مواجهة المرض، وحماية السكان المدنيين".
وبلغ عدد المصابين بمرض الكوليرا في مناطق سيطرة النظام السوري 825 حالة مثبتة، فيما وصل عدد الوفيات الناتجة عن المرض إلى 43، وفق لأرقام وزارة الصحة التابعة للنظام.وفي سياق متصل، قالت شبكة "الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة" إن "عدد المشتبه بإصابتهم بمرض الكوليرا في مناطق شمال غربي سورية وصل إلى 1287 شخصاً، فيما لم تسجل إلا حالة وفاة واحدة منذ بداية تفشي المرض بالمنطقة".
وأضافت الشبكة، في بيان منفصل، أن "عدد المشتبه بإصابتهم بالمرض في مناطق شمال شرقي سورية بلغ 12574 شخصا، بينما وصل عدد الوفيات إلى 24 حالة".وعن مناطق "نبع السلام" المسيطر عليها من قبل "الجيش الوطني" المعارض المدعوم من أنقرة، أوضحت "الإنذار المبكر" أن "عدد الحالات المشتبه بإصابتها وصل إلى 297 حالة، فيما بقي عدد الوفيات حالتين حتى الآن".
وسبق أن حذرت منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) من تسارع انتشار الكوليرا في مناطق شمال غربي سورية، وخاصة في مخيمات المهجرين، بسبب ضعف البنية التحتية وإنهاك القطاع الطبي وفقدان مقومات الحياة، والظروف الصحية السيئة التي تعيشها المخيمات.والكوليرا عدوى حادة تسبب الإسهال وتنجم عن تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوّثة بضمات بكتيريا الكوليرا. ولا تزال الكوليرا تشكل تهديداً عالمياً للصحة العامة ومؤشراً على انعدام المساواة وانعدام التنمية الاجتماعية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.