أضحى المغرب.. لا شيء يسرق فرحة العيد

30 يونيو 2023
أجواء عيد الأضحى في المغرب (العربي الجديد)
+ الخط -

حضرت أجواء عيد الأضحى في يومه الأول في المغرب مع حرص لافت على إحياء تقاليد العيد وطقوسه المتوارثة وإدخال الفرحة على القلوب، رغم صعوبات المعيشة التي تواجه أسر عدة جراء ارتفاع الأسعار وتراجع قدرتها الشرائية.

واستقبل المغاربة عيد الأضحى لهذا العام بالتوجه صباح الخميس، فرادى وجماعات ورجالاً ونساء وشيوخاً وأطفالاً، إلى المصليات والمساجد وساحاتها الخارجية لأداة صلاة "العيد الكبير"، في أجواء روحانية، ومشهد مهيب تمتزج فيه عبر مكبرات الصوت أصوات التكبير والتهليل والحمد التي لم تخل من أصوات أطفال ويافعين، إلى جانب الكبار.

يقول سعيد البوصيري (أستاذ التعليم الابتدائي)، لـ"العربي الجديد "، إن "لعيد الأضحى قدسية لدى المغاربة، كما أنه فرصة لا تتكرر كل يوم. وهو مناسبة يحرصون خلالها أشد ما يكون الحرص على أداء صلاة العيد والاستماع إلى الخطبة، ونشر أجواء إيمانية مفعمة بمعاني التآخي والتسامح، فتراهم لا يتفرقون إلا وقد عانق أحدهم الآخر".

ويستطرد بالقول: "عيد الأضحى من أحب الأعياد الإسلامية إلى قلبي، ليس فقط لمعانيه الدينية والروحانية، بل لأجواء الفرحة والبهجة التي ينشرها".

قضايا وناس
التحديثات الحية

وفي أول أيام عيد الأضحى المبارك، لم يتوان المغاربة عن اقتناص لحظات الفرح التي من دونها يصبح العيد بلا طعم، رغم المصاعب المعيشية التي تلقي بظلالها منذ أكثر من سنة على العديد من الأسر، بحسب أحد المواطنين.

وفي هذا الإطار، تقول فاطمة الزهراء الإدريسي (موظفة)، في حديث مع "العربي الجديد "، إن "عيد الأضحى في المغرب لا يكتمل إلا بعادات وتقاليد تعطي لهذه المناسبة الدينية طعماً خاصاً، سمته الرئيسة إشاعة الفرح ورسمه على الوجوه، وتقوية الأواصر بين أفراد العائلات والأصدقاء والجيران".

وتستدرك بالقول: "رغم تأثر العديد من العائلات المغربية بغلاء المعيشة، إلا أنها لم تتوان عن التنقل إلى مسقط رأسها للاجتماع مع الأقارب والأهل وإحياء صلة الرحم، واقتناص أوقات فرح باستعادة الذكريات والاجتماع على موائد الشاي والحلويات المعدة سلفا وأطباق مغربية أصيلة، بل إن من الأسر من تشاركت أضحية العيد في أجواء فرحة، بعد أن عجزت عن توفير ثمنها المرتفع".

ويعتبر "العيد الكبير"، كما يسميه المغاربة، مناسبة دينية مقدسة، يصر فيها أفراد العائلة على الاجتماع وصلة الرحم، فهو من المناسبات السنوية التي يوليها المغاربة عناية فائقة، ويحاولون جاهدين إحياءها إلى جانب أسرهم بعدما تكون قد تفرقت بهم السبل طيلة العام.

مظاهر الاحتفال بالعيد لم تغب كذلك عن مدن المغرب وشوارعها، حيث شهدت الحدائق والمنتزهات والشواطئ، مساء الخميس، توافداً كبيراً لمواطنين حرصوا على اصطحاب أطفالهم للاستمتاع بإجازة أول أيام عيد الأضحى، والترفيه عنهم. من بينهم عبد الإله الجرموني (مستخدم في شركة للمعلوميات)، الذي يقول في حديث لـ"العربي الجديد" إن "العيد ليس فقط مجرد ملابس جديدة وهدايا للأطفال، وإنما كذلك مناسبة لإدخال الفرحة إلى قلوبهم وزرع البهجة على وجوههم من خلال الخروج والتنزه في الحدائق والملاهي".

ويضيف: "لذا أحرص كل سنة على تلبية طلباتهم واصطحابهم إلى المكان الذي يختارونه"، لافتاً في السياق إلى أنه "بحكم عمله وعمل زوجته، لا يتمكن من الترفيه عن أبنائه الثلاثة إلا مرة واحدة في الشهر، وأنه قرر استغلال عيد الأضحى، بعد الانتهاء من الزيارات العائلية عصر اليوم، للتعويض عنهم وإسعادهم باصطحابهم إلى كورنيش الرباط".

المساهمون